جاد حداد

Welcome to Eden... خليط من القصص الناجحة

11 أيار 2022

02 : 00

يروي المسلسل الإسباني Welcome to Eden (مرحبا بكم في عدن) قصة مراهقين يتلقون دعوة إلى حفلة تُقام في إحدى الجزر، لكن سرعان ما يُجبَرون على الانضمام إلى طقوس ذات أهداف غامضة ثم يكتشفون أن الهرب من الجزيرة أصعب بكثير مما يظنون. المسلسل من كتابة خواكين غوريز وغيليرمو لوبيز، ومن بطولة أميا أبيراستوري، وبيليندا بيريغرين، وألبيرت بارو، وسيزار ماتيو، وأميا سالامانكا.

يدخل هذا العمل في خانة دراما المراهقين، إذ يقدّم الممثلون الرئيسيون شخصيات شابة وجميلة المظهر. لا يبذل صانعو العمل أي جهد لمحاولة إخفاء القصص التي استوحوا منها الأحداث. إنه خليط من مسلسلات Lost (ضائع)، و The Hunger Games(مباريات الجوع)، و Squid Game(لعبة الحبار) و The 100 (المئة).

تبدو الأعمال التي تأثّر بها هذا المسلسل واضحة جداً، إذ يحاول صانعو العمل جمع مختلف العناصر التي اشتهرت بها تلك القصص الناجحة على أمل أن يُحققوا النجاح نفسه. لكن يفتقر هذا المسلسل إلى هويته الخاصة، على عكس الأعمال الشهيرة الأخرى.

مع ذلك، يبقى المسلسل مدهشاً من الناحية البصرية. يستفيد الإنتاج من مواقع التصوير الجميلة، وسرعان ما تصبح الجزيرة جزءاً أساسياً من القصة. تُعتبر هذه الجزيرة "جنّة على الأرض" في مشاهد عدة، وتتعدد المناظر التي تثبت ذلك. يشمل هذا المكان أيضاً عدداً من القِباب الحيوية، بدءاً من الشواطئ الرائعة وصولاً إلى الغابات العميقة، أو حتى المناطق الصخرية القاحلة. يستحق هذا المكان الزيارة حتماً، لكن من دون المخاطر التي تعرضها القصة.

التصوير عادي ومشابه لمعظم الإنتاجات التلفزيونية، ولا تحمل أي لقطة أسلوباً مميزاً أو ميزة بصرية لافتة. ومع ذلك، يعوّض وضوح الصورة عن غياب النواحي الفنية البارزة. من الواضح أن مدير التصوير يجيد التركيز على أجواء الغموض في القصة، لكنه لا يقوم بأي مناورات واضحة لإخفاء الحقائق عن المشاهدين.

قد تكون القصة العامة حماسية، لكن تتطور الحبكة بوتيرة بطيئة أكثر من اللزوم. قد تنتهي الحلقة أحياناً من دون أن نشعر بأن الأحداث كافية. لكن مع اقتراب نهاية الموسم، تتصاعد الأحداث وتصبح أكثر إثارة للاهتمام. تبقى التحولات في القصة واضحة ومتوقعة، وتنجم أجواء التوتر عموماً عن التفاعلات بين مختلف الشخصيات. أي طريقة سيختارها صانعو العمل إذاً لتطوير هذه الحبكة إذا تقرر إنتاج مواسم أخرى؟

في ما يخص التمثيل، يقدّم البعض أداءً جيداً لكن من الواضح أن معظم الممثلين اختيروا بناءً على جمالهم الخارجي. هذا العامل ليس سلبياً، لكن يسهل أن تخسر القصة واقعيتها عند رؤية أشكال جميلة في كل مكان. كان تنويع الممثلين ليخدم العمل.

لكن بغض النظر عن جمال الممثلين، يبدو أن صانعي العمل لا يهتمون أيضاً بتعريفنا على الشخصيات التي يقدمونها. لن نتعرف مثلاً إلا على معالم بسيطة من شخصيات "ألدو" و"أفريكا" و"زوا" على مر حلقات المسلسل، وتبقى هذه الأدوار رتيبة بشكل عام. هذا العامل يُضعِف المحتوى الدرامي أو التلفزيوني لأنه يحدّ من آفاق القصة.

تتعلق حبكة فرعية ومثيرة للاهتمام بشقيقة "زوا" الصغرى. تُعبّر الممثلة الشابة بيرتا كاستاني التي تقدّم هذه الشخصية عن عواطفها بقوة تفوق جميع الممثلين الآخرين في المسلسل. يسهل أن نصدّق قلقها على شقيقتها وحاجتها إلى العثور عليها حين تشعر بأنها في مأزق كبير. قد يتوسع دور كاستاني إذا تجدد المسلسل لموسم آخر مستقبلاً، فهي أكثر إقناعاً من شقيقتها.

أخيراً، يبقى المسلسل ممتعاً بدرجة معينة لكنّ أفكاره المستوحاة من أعمال أخرى واضحة أكثر من اللزوم. قد ينجح في إيجاد هويته إذا تجدّد لموسم آخر، لكنه يبقى عملاً خفيفاً وعابراً بموسمه الأول. تقتصر كل حلقة على 30 دقيقة فقط ويمكن مشاهدتها دفعةً واحدة.