الفلسطينيّون يُكرّمون أبو عاقلة... ومراسم الدفن في القدس اليوم

02 : 00

فنّان فلسطيني يرسم لوحة جداريّة تكريماً لشيرين في غزة أمس (أ ف ب)

كرّم آلاف الفلسطينيين الصحافية الفلسطينية - الأميركية شيرين أبو عاقلة في مراسم في الضفة الغربية أمس، شملت مقرّ المقاطعة في رام الله، غداة مقتلها برصاصة في وجهها خلال تغطيتها عمليّة أمنية للجيش الإسرائيلي في مخيّم جنين، والذي أثار استنكاراً دوليّاً ودعوات عبر العالم لإجراء تحقيق مستقلّ في قتلها بينما كانت ترتدي سترة الصحافة الواقية للرصاص، ما زاد من الضغط السياسي والديبلوماسي والحقوقي على الدولة العبرية.

وشارك مسؤولون فلسطينيون وممثلون عن الفصائل وديبلوماسيون أجانب ومواطنون في المراسم الرسمية التي أُقيمت في مقرّ الرئاسة الفلسطينية في رام الله، حيث جدّد الرئيس محمود عباس رفضه اقتراح إجراء تحقيق مشترك بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وفي مقرّ المقاطعة، سجي جثمانها على طاولة وتمّت تغطيته بقماش باللون الأحمر القاني، قبل أن يعزف «حرس الشرف» الرئاسي النشيد الوطني الفلسطيني، وأن يمنحها عباس وسام «نجمة القدس»، وهو أحد أرفع الأوسمة التي تمنحها السلطة الفلسطينية لشخصيات بارزة، في حين أعلنت بلدية رام الله الأربعاء عزمها على إطلاق اسم «الشهيدة... على أحد شوارع مدينة رام الله».

وبعد أن وضع إكليلاً من الزهور على جثمانها، حمّل عباس «سلطات الإحتلال الإسرائيلي مسؤولية قتلها بشكل كامل»، وقال: «رفضنا ونرفض التحقيق المشترك مع السلطات الإسرائيلية، لأنها هي التي ارتكبت الجريمة، ولأنّنا لا نثق بها»، مشيراً إلى عزم السلطة الفلسطينية «التوجّه فوراً إلى المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة المجرمين».

وصلّى كاهن في وقت سابق على جثمانها في المستشفى الاستشاري في شمال رام الله، وكان رأسها ملفوفاً بالكوفية الفلسطينية بينما لفّ جسدها بعلم فلسطيني ووضعت عليه الورود و»مايكرفون» قناة «الجزيرة». وعلى طول نحو 8 كيلومترات بين المستشفى ومقرّ المقاطعة، توزّع الناس على جوانب الشوارع لتوديع شيرين، وألقى بعضهم الورود نحو المركبة العسكرية التي نقلت الجثمان فيما حمل آخرون العلم الفلسطيني.

ونقل الجثمان عبر مركبة لجمعية إسعاف «الهلال الأحمر الفلسطيني» إلى القدس، وفي الطريق استُقبل الجثمان عند مداخل مخيّم الأمعري لتحيّتها، واستمرّ الاحتفاء بها عند مخيّم قلنديا وعبرت عبر حاجز قلنديا العسكري إلى مستشفى «مار يوسف الفرنسي» في القدس، حيث استقبلها مئات المقدسيين هناك. وسيُشيّع جثمانها اليوم وسيُصلّى عليه في كنيسة الروم الكاثوليك في باب الخليل داخل البلدة القديمة في القدس الشرقية، ليُوارى الثرى بعدها في مقبرة جبل صهيون إلى جانب والديها.

وبعدما شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس على «الحاجة إلى أدلّة جنائية» من الفلسطينيين، بما في ذلك الرصاصة التي قَتَلت أبو عاقلة، كتب عضو اللجنة التنفيذية لـ»منظمة التحرير الفلسطينية» حسين الشيخ في تغريدة على «تويتر»: «طلبت إسرائيل تحقيقاً مشتركاً وتسليمها الرصاصة التي اغتالت الصحافية شيرين ورفضنا ذلك»، على اعتبار أن كلّ «المؤشرات والدلائل والشهود تؤكد اغتيالها من وحدات خاصة إسرائيلية». وأضاف: «أكدنا استكمال تحقيقنا بشكل مستقلّ وسنُطلع عائلتها وأميركا وقطر وكلّ الجهات الرسمية والشعبية على نتائج التحقيق بشفافية عالية».

ودعت مجموعة الدول العربية في الأمم المتحدة إلى «تحقيق دولي مستقلّ»، وفق ما أعلن سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، في وقت حمّل فيه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني من طهران إسرائيل مسؤولية قتل أبو عاقلة بالرصاص الأربعاء، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي: «أودّ أن أتقدّم بالتعازي إلى أسرة الصحافية شيرين أبو عاقلة على استشهادها من قبل قوات الإحتلال، ويجب محاسبة من ارتكب هذه الجريمة النكراء، وأيضاً التخلّي عن ازدواجية المعايير»، فيما تقدّم رئيسي بالتعازي لعائلة شيرين والأمير القطري بـ»استشهادها»، معتبراً أن «هذه الجرائم لا يُمكنها بأي شكل من الأشكال أن توفّر الأمن للنظام الصهيوني، بل على العكس ستزيد من الغضب الشعبي حيال جرائمه».

وفي استمرار لانتهاكات إسرائيل القوانين الدولية، وافقت لجنة التخطيط العليا في الإدارة المدنية الإسرائيلية على بناء 4427 وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربية، بحسب ما أعلنت منظمة «السلام الآن» غير الحكومية أمس.


MISS 3