جاد حداد

The Marked Heart... قصة مربكة وبطيئة

16 أيار 2022

02 : 00

يشبه المسلسل المثير للفضول، The Marked Heart (أعرف ذلك القلب)، أجواء المسلسلات اللاتينية الطويلة ويقدم قصة غريبة وجاذبة لكنها مألوفة في الوقت نفسه. تتعدد تجارب الزواج والعلاقات الغرامية في هذه القصة مقابل عدد صغير من التحولات الواقعية في الحبكة.

العمل من كتابة الكاتب المسرحي الفنزويلي المعروف ليوناردو بادرون، وتتمحور قصته حول ثلاثة أجيال من الرجال: هم يتعلمون أن يتقبلوا بعضهم البعض رغم اختلافاتهم، ويكتشفون كيفية بلوغ السعادة في حياتهم.

يشمل المسلسل فريقاً من الممثلين الموهوبين ويعرض لحظات مدهشة، لكن تبدو خطوطه السردية معقدة ومفتعلة أحياناً، حتى بالنسبة إلى معايير المسلسلات اللاتينية الطويلة.

لكن قد تكون هذه الأجواء بالذات أكثر ما يميّز المسلسل، فهو يحمل طابعاً سينمائياً مدهشاً، وقد اختار بادرون درجات ألوان لافتة في مختلف المشاهد. تدور الأحداث في بلدة "تيلشاك" الخيالية في المكسيك، ويجمع هذا العالم بين أفكار الماضي والحقبة المعاصرة في آن.

قد تكون هذه الجوانب الجمالية السبب الكامن وراء استمتاعنا بأحداث المسلسل في مطلق الأحوال. قد نشعر في بعض اللحظات بأن بادرون كان يستطيع ضبط جوانب معينة من عوامل القصة، لكن يسهل التغاضي عن هذه الشوائب خدمةً للنواحي الفنية.

تتعلق أكبر المشاكل على الأرجح بأجوائه المشابهة للمسلسلات اللاتينية الطويلة. يصعب أن يقرر جميع المشاهدين تخصيص ست ساعات كاملة لمشاهدة هذا العمل، لا سيما في ظل تنوع الخيارات المعروضة على التلفزيون.

يحاول المسلسل أن يجمع بين فئات مختلفة من الأعمال في قصة واحدة، وهو هدف طموح طبعاً، لكنه لا يُحقق ما يريده في جميع الحالات. تدخل القصة في خانة المسلسلات الدرامية المخصصة للراشدين حيناً، وتبدو أقرب إلى المسلسلات اللاتينية الطويلة أحياناً، حتى أنها تتخذ طابعاً مشوّقاً أو مرعباً في لحظات أخرى. لكن رغم التنقل بين هذه الأنواع كلها، يبقى المسلسل ممتعاً بما يكفي لكل محبّي الأعمال اللاتينية المعروفة.

على صعيد آخر، تتعدد العلاقات الرومانسية والأفلاطونية في المسلسل، وغالباً ما تشمل أفضل المشاهد أشخاصاً يتفاعلون في ما بينهم بكل بساطة. يبرع بادرون في الجمع بين الفكاهة والأفكار القاتمة أحياناً، لكنه لا يتردد في عرض أحداث ميلودرامية بامتياز. قد لا يستمتع الجميع بهذا الجانب، لكن يحب بعض المشاهدين الدراما المفرطة.

يبقى هذا العمل من المسلسلات اللاتينية القليلة على "نتفلكس"، لذا لا مفر من أن يجذب شريحة معينة من المشاهدين. إذا كنت تفضّل أعمالاً أكثر واقعية، يمكنك تفويت هذه القصة. لكن إذا كنت تبحث عن مسلسل يحمل أجواء الأعمال القديمة ويعجّ بالحبكات الدرامية والسيناريوات والشخصيات المبالغ فيها، يمكنك أن تعطيه فرصة. تتمحور القصة في العمق حول الانتقام والتعافي.






أحياناً، قد تصبح خصائص الشخصيات المبالغ فيها متطرفة لدرجة ألا يتحملها جميع المشاهدين. ما من شخصيات محبوبة في هذا المسلسل، أو لا يمكن اعتبارها لطيفة بالمعنى التقليدي للكلمة. يحمل الأشرار صفات سيئة للغاية ويفتقرون إلى أبسط المواصفات الإنسانية من دون أن تتضح الدوافع التي تفسّر تصرفاتهم. يفتقر العمل أيضاً إلى الأبطال. تتخذ الشخصيات أحياناً قرارات لن يوافق عليها المشاهدون، لكن ستكون تصرفاتها مبررة بشكل عام.

للاستمتاع بالأحداث في جميع الظروف، يجب أن نتقبل منذ البداية نوع العمل وسياقه في الثقافة الفنزويلية. غالباً ما تكون المسلسلات اللاتينية مبالغاً فيها لدفع المشاهدين إلى متابعة الحلقات اليومية واكتشاف الأحداث الجنونية الجديدة في كل مرة.

باختصار، تبدأ القصة بأحداث غير متوقعة، ولا يتردد المسلسل على مر حلقاته في عرض جوانب ميلودرامية مفرطة، وهو يتضمن أكبر عدد ممكن من التحولات في الأحداث. يشمل العمل إذاً كل ما يبحث عنه المشاهدون في أي قصة كلاسيكية: انتقام، جرائم قتل، حب وبدايات جديدة...


MISS 3