رمال جوني -

المنازلة كانت أشبه بفريق فوتبول يلعب من دون خصم

في صور... اختاروا "الثنائي" على التغيير والمعارضة الغائب الأكبر

16 أيار 2022

02 : 00

أمام مدرسة صور الأولى

معركة الدائرة الثانية في الجنوب امتحان على الخيارات الصعبة، فالناخب «الصوري» اختار الثنائي على التغيير، كان لافتاً حجم مشاركته في معركة محسومة مسبقاً، ومفصلة على مقاس نواب، يعارضهم الناخب ويرفضهم، ومع ذلك صوّت لهم بنسبة تجاوزت الـ40 في المئة قبل إقفال صناديق الاقتراع لأنهم للثنائي لا أكثر.

أما المعارضة فكانت الغائب الأكبر عن المعركة، لم يسجل تواجد لها في أي قلم اقتراع، فهي واجهت صعوبة في تأمين مندوبين نتيجة ضغوط مورست ضدهم، وهو ما أفرغ أقلام الاقتراع في صور والزهراني من أي وجود لهم، باستثناء وجود مندوبين عن «القوات اللبنانية» في حارة صور إضافة إلى نصبهم عدة خيم.

بدت المعركة هادئة نسبياً ودارت على الصوت التفضيلي بعدما خرجت المعارضة من المنافسة. وبحسب مسؤول الماكينة الانتخابية لـ»القوات» فؤاد عودة فإن الأجواء كانت ايجابية وكل واحد أدلى بصوته وخياراته وقناعاته.

كانت تتوقع المعارضة مفاجأة يوم الانتخاب وما زالت تراهن على أن تصب الأصوات في صالحها، ولكن على الأرض الصورة مغايرة، حتى المحامية بشرى الخليل كان حضورها خافتاً، وربما لن تحظى بأصوات كبيرة، رغم الرهان على إمكانية أن تكسر شوكة الثنائي في صور، ولكن أحداً لا يعرف ماذا نزل في صناديق الاقتراع التي شهدت إقبالاً كبيراً لا سيما في فترات بعد الظهر حيث تزاحم الناخبون في معظم قرى صور من قانا إلى المنصوري وطير دبا والعباسية وغيرها للإدلاء بأصواتهم في العرس الديمقراطي الذي ساد في القرى أكثر من المعركة الحقيقية فهي كانت غير متكافئة على الإطلاق رغم حديث المعارضة عن احتمال الخرق في الصوت المسيحي ولكن حين يحضر المال يبطل الوضوء، وهذا ما تمّ اللعب على وتره، حيث انحاز الناخب إلى جانب الليرة بدلاً من الضمير والتغيير وهو ما سينعكس حكماً على نتيجة الانتخابات ونتيجة ما بعدها.

المنازلة في قرى صور الزهراني كانت أشبه بفريق فوتبول يلعب من دون خصم، حتى تكتيكات المباراة كانت مغايرة كلياً، ما جعل منها استفتاء على الخيارات لفريقي «أمل» ـ «حزب الله» حيث المنافسة كانت على أشدّها بينهما على الصوت التفضيلي، والمعركة فاصلة وقوية، باستثناء الزهراني حيث صبّ صوت الحزب التفضيلي في خانة الرئيس بري، تماماً كما حصل مع أهالي يارين والقرى السبع التي صبّت أيضاً في صالحه في الزهراني ما صعّب المعركة على القوى التغييرية التي تشير أوساطها إلى أنها أخطأت التقديرات وفشلها في التوحّد خسّرها الجولة الانتخابية الأولى ومع ذلك ما زالت تراهن على مفاجآت اللحظة الأخيرة.

انتهت اللعبة الانتخابية، أقفلت صناديق الاقتراع في الدائرة الثانية على خيارات الناس للمرحلة المقبلة، خيارات قد يدفع ثمنها وقد تأتي في صالحهم في حين حسم الثنائي الجدل بينهما وحاز كل فريق على حجمه ووزنه الشعبي وحكماً ستترك نتيجة الصناديق انعكاساتها على الأرض كما حصل في 2018 من تعطيل للحياة الإنمائية والتنموية في القرى فالكل يجب أن يدفع الثمن تقول إحدى المعارضات والناس باعوا أصواتهم فليدفعوا الثمن لاحقاً...

اختارت صور إذاً هويتها وحددت خياراتها وأنزلتها في الصناديق التي ستحدد هل للمعارضة نصيب أم لا؟ وماذا بعد؟


MISS 3