جيش النظام يشتبك مع القوّات التركيّة

إنسحاب "قسد" من شمال سوريا يكتمل

00 : 31

تعكس المواجهات العسكريّة الأخيرة مدى تعقيد المشهد الميداني في سوريا (أ ف ب)

في تطوّر ميداني لافت، أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أن موسكو أبلغت أنقرة بأنّ مقاتلي "قسد" أكملوا انسحابهم من المناطق القريبة من الحدود السوريّة - التركيّة، طبقاً لاتفاق توصّلت إليه روسيا وتركيا. وقبل انتهاء المهلة بموجب الاتفاق بقليل، أعلنت روسيا انتهاء انسحاب القوّات الكرديّة بالكامل. وأوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنّه "تمّ نشر حرس الحدود السوريين وشرطتنا العسكريّة هناك"، فيما أعلن المدير الاعلامي في مكتب أردوغان، فخر الدين التون، أن دوريّات مشتركة تركيّة - روسيّة ستتحقّق من انسحاب المقاتلين الأكراد من مناطق في شمال شرقي سوريا، استناداً إلى ما أكّدته موسكو. وبموجب الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه الأسبوع الماضي بين روسيا وتركيا في منتجع سوتشي على البحر الأسود، أُمهلت "قسد" 150 ساعة للانسحاب مع أسلحتها من منطقة تمتدّ 30 كلم على الجانب السوري من الحدود التركيّة. وبموجب اتفاق سوتشي أيضاً، من المقرّر أن تبدأ روسيا وتركيا في تسيير دوريّات مشتركة في الشريط الحدودي عند انتهاء المهلة. تزامناً، قُتِلَ 6 عناصر من جيش النظام السوري في مواجهات مع القوّات التركيّة والفصائل السوريّة الموالية لها في شمال شرقي سوريا، هي الأولى منذ بدء الهجوم التركي في التاسع من تشرين الأوّل ضدّ "قسد" في المنطقة. وقُتِلَ 5 عسكريين من قوّات النظام "بقصف صاروخي نفّذته القوّات التركيّة"، وفق "المرصد السوري"، فيما أعدم آخر من قبل الفصائل الموالية لتركيا، خلال مواجهات قرب قرية الأسديّة الواقعة على بُعد أقلّ من 10 كيلومترات من الحدود التركيّة، بينما كشفت وزارة الدفاع التركيّة أنّه يتمّ التنسيق مع روسيا في شأن مسألة احتجاز 18 شخصاً يُشتبه بأنّهم عناصر من الجيش السوري في محيط بلدة رأس العين.

كذلك، تعرّضت دوريّة عسكريّة روسيّة عند معبر حدودي في شمال شرقي سوريا لضربات مدفعيّة تركيّة، وفق الإعلام الرسمي السوري، من دون وقوع ضحايا. وأكّد "المرصد السوري" من جهته الحادث، مشيراً إلى أنّه حصل بـ"الخطأ" لحظة وصول عسكريين روس للقاء نظرائهم الأتراك في المنطقة، لمناقشة مسألة الدوريّات المشتركة. ويتعيّن على الشرطة العسكريّة الروسيّة وحرس الحدود السوري، بموجب الاتفاق، تسهيل انسحاب "قسد" مع أسلحتها من المنطقة الحدوديّة.

ورسميّاً، توقف الهجوم التركي بعد أن توصّلت روسيا وتركيا في 22 تشرين الأوّل إلى اتفاق، لكنّ القوّات التركيّة لا تزال منتشرة في المنطقة، كما أن المعارك المتفرقة في المناطق الحدوديّة تتواصل. وتعكس هذه المواجهات العسكريّة مدى تعقيد المشهد الميداني في سوريا التي تشهد حرباً دامية منذ العام 2011. وبطلب من الأكراد، انتشرت قوّات النظام في نقاط حدوديّة عدّة شمال البلاد، كانت خارجة عن سيطرتها لسنوات. ويجد بذلك الجيش السوري نفسه على مقربة من نقاط تنتشر فيها قوّات تركيّة وفصائل موالية لها. كما تتواجد في هذه المنطقة قوّات روسيّة أيضاً. ومع استبعادهم حرباً شاملة في شمال سوريا، يؤكّد خبراء أن مثل تلك الاشتباكات العسكريّة أمر ممكن الحصول في الميادين الساخنة.


MISS 3