هالة نهرا

قـــصـــيـــدة

عيونك الخضر...

21 أيار 2022

02 : 00

عيونك الخُضر بحيراتُ لبنان

Lake Zellو

وأنا أركن درّاجتي على ضفافها..

عيونك الخضر زيتونٌ وياقوتٌ وزمرّد وتورمالين

ولا أعرف مَن أنت؛

إنْ أطبقتَ جفنيك كأنّما اليمامةُ ضمّتْ جناحَيها على ندى متحلّب

والعشبُ ناغى بعد الهديل الصهيل!

هل تسدّ نظرةٌ رمقَ منهومَين

والوشوشات عُبَاب الكَوَلة*

وامتثالُ القصب لصدى عري الآهات المستحمّة

في نار البأبأة والتأتأة

وتلعثُم سلام الأيدي..

لا نعلم أسباب الطريق بين جبلَين

ولا كيف أعارتْ طحالبُ البحر لونَها للسماء السابعة حين رنوْتَ إليَّ

أو كيف صار الماء مزمناً في دهشتكَ

وكيف تهافتتِ الأقمارُ على لغتي

وفوّرَ البياضُ المفضَّضُ نبضكَ وخلاياكَ على أشرعتي

أنا ابنةُ السَّرمدِ والأرجوان

أُمسّدُ جبهتَك براحتيَّ ليَشربَكَ ضوءٌ مخمليُّ التكوّر..

هل تُقشّر ناصيتُكَ فجراً؟

يا عمرُ كم غرّبْتَنا عنّا؛

علَّقْنا واحاتٍ على حبال الأغاني في الأودية

تأبَّطْنا وطناً مؤجّلاً مثل موعدٍ تأخّر كثيراً فاستوعَدَنا اعتمار مناماتِنا!

أنت الغريبُ وما أقربك

وسهامُ صمتك همهمةٌ من رمّانٍ صنوبريُّ الهوى

وحدي أقرأُ هبوب التشهّي في غمغمتك

غِبْ لحظتين بعد حتى تَشْقرَّ حبّاتُ الدوالي في حروفي

ويثورَ الياسمينُ في نُسغ كتفَيَّ

كَبِرْنا كثيراً حتى أشتى ربيعُنا

فأقْبِلْ ذات يومٍ بشُهُبكَ

واطبَعْ نجومك على أصابعي وصُدغيَّ..

(*الكَوَلَة: آلة موسيقية.)


MISS 3