مايا الخوري

ميرنا مكرزل: أيّ عمل راقٍ ينتمي إلى الزمن الجميل

28 أيار 2022

02 : 00

إستطاعت الممثلة ميرنا مكرزل أن تكسب بفضل جهودها وإحترافيتها إحترام جمهور تابعها وأثنى على حضورها المحبب في كل مسلسل على مدار السنين. مكرزل، عضو لجنة مهرجان الزمن الجميل، تستعد لإحياء الحفل الذي تأجّل عامين بسبب الأوضاع الطارئة في لبنان. عن مسيرتها والمهرجان والإنتاج تتحدث إلى "نداء الوطن".

بعد 20 عاماً من الدراما والكوميديا والمسرح والسينما، ما الذي حقّقته وما الذي تطمحين إليه بعد؟

أعتبر الإستمرارية التي حققتها إنجازاً أفتخر به لأنها شكّلت أولويتي منذ إنطلاقتي وليس الشهرة القصيرة. ثانياً، إكتسبت سمعة طيّبة لدى الجمهور الذي يشتاق إلى حضوري ويحبّني وهو وفيّ لي. أمّا ما أطمح إليه للمستقبل فليس محدداً بعد، لأنني أنظر إلى النصف الملآن في الحياة، دون التفكير في النصف الفارغ.

تتركين بصمة في أدوارك بغــــــضّ النظر عن مساحتها في العمل، كيف يتحقق ذلك؟


أتعمّق في الشخصية التي أؤديها من خلال الأبحاث التي أقوم بها، مانحة إياها أهمية كبيرة بغضّ النظر عن مساحتها في المسلسل. كما أطلب من المنتج والمخرج أن يفسحا في المجال أمامي لرسمها وفق المنطق الذي أراه، فأجتهد في تحضير كل مشهد كأنه محوري وأساسي في المسلسل، متفاعلة في دوري حتى لو تشاركت المشهد مع ممثلين آخرين.

يبدو أن كل دور تؤدينه أُسقط عليك لدرجة التكامل، كيف تفسرين ذلك؟

أنتم تظنّون أن الدور أُسقط عليّ، بينما في الحقيقة أنا من يلبس الدور ويخترعه ويعمل على قولبته بكل شطارة حتى يُخيّل للآخرين أنه مكتوب على قياسي.

لست محسوبة على جهة إنتاجية واحدة، بل تتعاونين مع الجميع، ما أهمية ذلك؟

يصبّ هذا الموضوع في مصلحتي الخاصة، لأنني أجتهد وأتعب لتنفيذ أدواري، فأجد النتيجة المنتظرة. من الطبيعي أن يعمل كل منتج مع جماعته الخاصة وهو حرّ في ذلك، لأننا نعيش في بلد، لكل فردٍ فيه حزبه ومجموعته وخاصّته في القطاعات كافة.

إهتممت بنوعية الأدوار بغض النظر عن المردود المادي والشهرة، كيف تستمرين في ظل هذه الأوضــــــاع الصعبة؟

منذ دخلنا النقابة، نصحونا كخريجي جامعات، أن نمتهن شيئاً آخر إلى جانب التمثيل يساعدنا في مسيرتنا، ويؤمن معيشتنا. لذلك أعلّم مادة المسرح في مدرسة "الشانفيل" وهذه مهنة ليست بعيدة عن التمثيل، بل على العكس أستمرّ بالتمارين وأكثّف إطلاعي وأبحاثي من خلال طلابي ما يساعدني على تحسين أدائي، لأننا جميعنا ومهما إكتسبنا من خبرة، سنبقى مشروع ممثلين نحتاج إلى تطوير مهاراتنا.



عضو لجنة الزمن الجميل



شاركت في مسلسل "دور العمر" الذي عُرض عبر منصة "شاهد"، ما رأيك بهذا النوع من الإنتاجات خصوصاً أنها تأخذ حيزاً كبيراً في الآونة الأخيرة؟

إن ميزانية تلك الإنتاجات كبيرة مقارنة مع الإنتاجات التلفزيونية، ما ينعكس ربما دقّة أكبر في العمل. بالنسبة إلى هذا المسلسل، تولّت شركة "جينجر بيروت برودكشان" إنتاجه وهي شركة مهمة تصنع سينما عالمية، لذلك نُفّذ العمل بدقة كبيرة كما أخرج سعيد ماروق المسلسل بأسلوب سينمائي متأنٍ ودقيق. وهذا واضح في نوعية الصورة والإضاءة وكيفية إدارة الممثلين.

نجد تفاوتاً في نسبة الأموال التي تصرف على الإنتاجات التلفزيونية، فما رأيك؟

تخصص بعض الشركات ميزانية أكبر من شركات إنتاج أخرى، وذلك وفق إمكاناتها المادية ونوع المسلسل، حيث أن بعضهم يخصص مالاً وفيراً للإنتاجات العربية المشتركة لإعتباره أن الممثل العربي أجدر من الممثل اللبناني للأسف. أحمّل المسؤولية في تراجع حضورنا كممثلين لبنانيين إلى ذواتنا. نحن أسأنا إلى أنفسنا عندما وصلنا إلى مرحلة لا يمكن بيع عملنا أو اسمنا في الخارج. يجب عدم إنتظار الخلاص من الخارج بل تخليص أنفسنا.

كيف تجري التحضيرات لمهرجان الزمن الجميل الذي يترأسه الدكتور هراتش ساغبازاريان؟

إن التحضيرات كثيفة ورصينة وجيّدة. إعتدنا كلجنة مسؤولة عن هذا المهرجان العمل بإحترافية وموضوعية وجديّة وشفافية. كما حققنا منذ الحفل الأول نتائج جميلة جداً بهذا المهرجان.

يكرّم ألمع نجوم الزمن الذهبي، برأيك ما الذي يحول دون أن نعيش حاضراً ذهبياً أيضاً؟

يقدّم كثيرون أعمالاً ذهبية على مدار السنوات وفي الزمن الحاضر، لذا لم يتوّقف الزمن الجميل على خمسين وستين عاماً منصرمة. برأيي يصبّ أي عمل راقٍ وجميل وذي مستوى وخبرة في إطار الزمن الجميل.

ما أهمية هكذا مهرجان في بيروت بعد عامين قاسيين؟

كان يُفترض بالدولة اللبنانية تنظيم هذا المهرجان، بدلاً من إنتظار وفاة الفنان لتقليده وسام الأرز، وكأنه سيفرح به، أو يحمله معه إلى القبر، أو سيُعزّي عائلته المفجوعة. إنه مهرجان كبير ومهم للبنان والوطن العربي والعالمي، لأنه يُفترض بمن أعطى قلبه ووقته وحياته وينتظر تكريمه على إنجازاته، أن يشهد إحترام دولته له وإهتمامها لأمره. لذلك أقول دائماً، لهراتش أنت إنسان رائع وفنان وشفاف لأنك ترى ما لا تراه الدولة.

بعد إنتخاب نقابة جديدة للفنانين المحترفين، ما هي مطالبك كمنتسبة إلى النقابة والأولويات التي يجب أن تقوم بها؟

لا أطلب شيئاً من أحد طالما أن واقع البلد لم يتغيّر، ولا شيء سيتحسّن في القطاعات المهنية كافة، أي قطاع الموسيقيين والممثلين والأطباء والمهندسين والمحامين. عندما نريد حلّ أي مشكلة علينا العودة إلى جذورها لمعالجتها. وعندما نفتقد إلى أبسط الحقوق الأساسية كالخبز اليومي مثلاً، عندها لا يمكن أن نطالب بالكماليات.



MISS 3