جاد حداد

خفّف حدّة طنين أذنيك

28 أيار 2022

02 : 00

هل تسمع صوتاً لا يسمعه أحد سواك؟ قد تكون مصاباً بطنين الأذن: تنتج هذه الحالة الغامضة صوتاً في الرأس من دون وجود أي مصدر خارجي له. في حالات كثيرة يكون الصوت عبارة عن رنين عالي النبرة، أو ربما يشبه الصفير، أو الأزيز، أو الهدير، أو النقيق، أو الهسهسة، أو الهمهمة، أو حتى الصياح. يتركّز هذا الصوت في أذن واحدة أو الأذنَين معاً، فتشعر بأنه يصدر من داخل الرأس أو من مسافة معينة. قد تكون الحالة متواصلة أو متقطعة، ثابتة أو نابضة. تقول إيما ألشير، اختصاصية سمع في مستوصف "ماساتشوستس" للعين والأذن التابع لجامعة "هارفارد": "ما من علاج نهائي لطنين الأذن حتى الآن، لكن تتعدد الخطوات التي تساعد الناس على التحكم بالمشكلة ومنع الأعراض من إعاقة حياتهم اليومية".

أسباب محتملة

بشكل عام، يظهر طنين الأذن في عمر متقدّم ويرتبط بضعف السمع في هذه المرحلة من الحياة. لكنه قد يظهر أيضاً بعد التعرض لضجة صاخبة لفترة طويلة، أو بسبب التهاب الأذن الوسطى أو نشوء ورم فيها. أحياناً، يقتصر السبب على تراكم شمع الأذن. إذا لاحظتَ أياً من أعراض الطنين، استشر طبيبك أو اختصاصي السمع أو طبيب الأنف والأذن والحنجرة.

لا يعرف الأطباء بعد حقيقة ما يحصل في الدماغ لإصدار هذه الضجة. يتعلق تفسير محتمل بتضرر العصب السمعي الذي يربط الأذن بالدماغ، ما يؤدي إلى تراجع مستوى الأصوات العادية. يقول دانيال بولي، مدير "مركز لوير لأبحاث طنين الأذن" التابع لمستوصف "ماساتشوستس" للعين والأذن: "تُعوّض الخلايا العصبية في مركز المعالجة السمعية داخل الدماغ عن هذا الضعف عبر زيادة حساسيتها. تنشط مقابض الحساسية لدرجة أن تبدأ الخلايا العصبية بالتجاوب مع نشاط الأعصاب المجاورة، فيتردد صوت غير موجود. نتيجةً لذلك، تنشأ حلقة من ردود الأفعال المرتدّة، بما يشبه الصرير الذي ينتجه الميكروفون عند وضعه بالقرب من مكبّر الصوت".

لكن قد يرتبط طنين الأذن بمشاكل أخرى:

عوامل مرتبطة بالجهاز العضلي الهيكلي: غالباً ما يصبح طنين الأذن أكثر وضوحاً بسبب صرير الأسنان والفك أو تشنّج العضلات في العنق.

مشاكل صحية كامنة: قد تتمكن من تخفيف أثر طنين الأذن عبر معالجة حالات أخرى مثل الاكتئاب والقلق والأرق. حتى أن الطنين قد يشير إلى مرض "مينيير" (اضطراب آلية التوازن في الأذن الداخلية).

خيارات دوائية: قد يكون طنين الأذن أثراً جانبياً لبعض الأدوية، مثل الأسبرين وأنواع أخرى من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية وبعض مضادات الاكتئاب، لا سيما عند أخذها بجرعات مرتفعة. غالباً ما تتلاشى المشكلة عند تخفيف جرعة الدواء أو إيقافه بالكامل.

درّب دماغك

قد تتراجع حدّة طنين الأذن مع مرور الوقت. حتى ذلك الحين، تسهم خطوات معينة في تخفيف الضجة وتقليص آثارها.

تتعدد العلاجات المستعملة للسيطرة على طنين الأذن، بما في ذلك استشارة أهل الاختصاص والعلاج السلوكي المعرفي. يُعتبر العلاج الصوتي خياراً ناجحاً في حالات كثيرة، وهو يستعمل أسلوب الاعتياد على الأصوات ويعيد تدريب الدماغ على التجاوب مع طنين الأذن. ومن خلال التعاون مع اختصاصي السمع، يمكنك أن تصغي إلى أنواع مختلفة من الضجة خلال فترات زمنية محددة (تختلف المدة من شخص إلى آخر). في نهاية المطاف، يتعلم الدماغ أن يغيّر مفهومه عن الضجة ويبدأ بتجاهلها.

تشمل معظم العلاجات الصوتية جلسات علاجية متعددة. يختلف عدد الجلسات اللازمة، وتتراوح مدتها عموماً بين ستة أشهر و24 شهراً.

لكن لا يمكن اعتبار هذا العلاج مثالياً، فهو لا يفيد جميع الناس. يرتاح البعض بفضل العلاج الصوتي، لكن ما من أدلة جازمة حول قدرته على تخفيف طنين الأذن أو القضاء عليه نهائياً.

أدوات لطمس الطنين

لكبح طنين الأذن، تقضي مقاربة أخرى بطمس الأصوات. تستعمل هذه التقنية الضجة الخارجية لتغيير مفهومك عن الطنين أو طريقة تجاوبك معه. قد تصغي إلى ضجة بيضاء في خلفية المكان الذي تتواجد فيه، أو تسمع أصوات الطبيعة أو أنواعاً مختلفة من الأصوات المحيطة بك لإبعاد تركيزك عن طنين الأذن. يستعمل الكثيرون أجهزة مثل الآلات الصوتية أو سماعات خاصة لإنتاج ضجة تطمس الطنين. أو يمكنك أن تجرّب أحد الأغراض المنزلية، مثل المروحة الكهربائية أو الراديو أو التلفزيون، لتحقيق الهدف نفسه. إذا كنت تضع جهازاً سمعياً، يمكنك أن تستخدمه لطمس الطنين عبر تضخيم صوت الضجة الخارجية. أخيراً، يستطيع اختصاصي السمع أن يساعدك على اختيار الأصوات التي تناسبك وتحديد مستواها لطمس الطنين بأفضل طريقة.