طهران تُعاود اعتماد لهجة التهديد والوعيد

خامنئي يرفض التفاوض مع واشنطن

01 : 09

خامنئي يُحيّي طلّاباً إيرانيين في طهران أمس (أ ف ب)

جدّد مرشد الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة علي خامنئي أمس تأكيد رفضه أيّ مفاوضات مع واشنطن، وذلك في كلمة ألقاها في الذكرى الأربعين لأزمة رهائن السفارة الأميركيّة في طهران، التي تُحييها إيران اليوم. وأعلن خامنئي أنّ المنع المتكرّر للتفاوض مع الولايات المتّحدة هو احدى الوسائل المهمّة لإغلاق الطريق أمام دخولهم إلى إيران، بحسب ما نقل الموقع الرسمي للمرشد الإيراني. وقال خامنئي إنّ "هذا الأسلوب يُغلق طريق الاختراق أمام الأميركيين ويُبرز العظمة الحقيقيّة لإيران واقتدارها أمام الجميع حول العالم، ويُسقط القناع عن العظمة المزيّفة للطرف المقابل"، معتبراً أنّ التفاوض مع واشنطن لا يؤدّي إلى أيّ نتيجة، ولفت أيضاً إلى أنّ "لا حدود لتوقّعات الأميركيين، وهم يستمرّون في طرح مطالب جديدة" من إيران.

وتابع مرشد الجمهوريّة الإيرانيّة أن "الأميركيين يقولون: لا تنشطوا في المنطقة وأوقفوا تطوير منظومتكم الدفاعيّة وتصنيع الصواريخ، وبعد تلبية هذه المطالب سيطلبون ألّا نُشدّد على قضيّة الحجاب الإسلامي". ورأى أنّ "البعض، ومن بينهم الأميركيّون، يعملون على تحريف التاريخ، عبر ربط عداء الولايات المتّحدة لإيران بالسيطرة على وكر التجسّس"، في إشارة إلى السفارة الأميركيّة في طهران. غير أنّ خامنئي لفت إلى أنّ الأمر يعود إلى "انقلاب العام 1953 على حكومة رئيس الوزراء محمد مصدق والإتيان بحكومة تابعة". وكانت حكومة مصدق، قبل الانقلاب عليها الذي خطّطت له واشنطن ولندن، أمّمت شركة النفط "البريطانيّة - الإيرانيّة"، التي ستتحوّل في ما بعد إلى "بريتش بتروليوم".

وعلّق خامنئي على مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الديبلوماسيّة بين واشنطن وطهران، بالقول: "إمّا أنّه بسيط للغاية وإمّا أنّه حليف للأميركيين"، مشيراً إلى الطريق المسدود الذي وصلت إليه الولايات المتّحدة وكوريا الشماليّة بعد لقاءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. واعتبر أنّ ذلك يدلّ على أنّ الولايات المتّحدة ليست شريكاً موثوقاً به.

وفي 4 تشرين الثاني 1979، بعد أقلّ من تسعة أشهر على الإطاحة بالشاه، اقتحم طلّاب مؤيّدون للثورة الإسلاميّة مقرّ السفارة الأميركيّة في طهران. وكان الطلّاب يُطالبون الولايات المتّحدة بتسليم الشاه إلى إيران ليُحاكم فيها، مقابل الإفراج عن الرهائن. ولم تنتهِ الأزمة إلّا بعد 444 يوماً في أعقاب وفاة الشاه في مصر، والإفراج عن 52 رهينة كانوا في السفارة. وقطعت العلاقات الديبلوماسيّة بين طهران وواشنطن خلال تلك الأزمة، ولم تُستأنف إلى اليوم.

توازياً، هدّد الجيش الإيراني بالردّ على الولايات المتّحدة بـ"أقوى وأعنف ردّ في حال إقدامها على أيّ عدوان ضدّ إيران"، متعهّداً بالتعامل مع حلفائها كأعداء حتّى إذا لم يُشاركوا في الحرب. وأكّد كبير متحدّثي القوّات المسلّحة الإيرانيّة العميد أبو الفضل شكارجي في حديث لوكالة "فارس" نشر أمس: "سنستهدف مصالح أميركا وحلفائها في أيّ نقطة وفي أيّ أرض، وقد أثبتت الجمهوريّة الإسلاميّة قدرتها على هذا الأمر"، مضيفاً: "حتّى لو لم تُشارك دولة ما في حرب محتملة لكنّها تضع أرضها تحت تصرّف العدو، فإنّنا سنعتبر تلك الأرض أرض العدو، وسنتصرّف معها كما نتصرّف مع العدو".

وتابع شكارجي: "لم ولن نكون من يبدأ أيّ حرب، ولكن لو ارتكب العدو أيّ خطأ استراتيجي، فإنّنا سنردّ على ذلك العدوان بأعنف وأقوى ردّ، يجعل العدو نادماً على فعلته وفي نطاق جغرافي لا يتصوّره أعداء الجمهوريّة الإسلاميّة الايرانيّة، وسيلمسون حينها مسألة الردّ بعشرة أضعاف على العدوان من أعماق وجودهم وفي الميدان".

إلى ذلك، أعلن قائد القوّة البحريّة في الجيش الإيراني الأميرال حسين خان زادي، أن وفوداً عسكريّة من روسيا والصين وصلت أمس إلى طهران لبحث المناورات العسكريّة البحريّة المشتركة مع بلاده. وأوضح خان زادي أن المناورات المشتركة التي ستجمع البلدان الثلاثة ستُقام في شهر كانون الثاني، لافتاً إلى أنّها "تُمثّل استعراضاً لقدرات القوّات المسلّحة الإيرانيّة بشكل مشترك مع الدول الأخرى".

وذكر أيضاً أنّه "في تشرين الثاني من العام الماضي، قمنا باختبار أوّل صاروخ مضاد للسفن يُطلق من تحت الماء، ونعمل حاليّاً على إنتاج هذا النوع من الصواريخ بكميّات كبيرة". وأعرب عن ثقته في أسطول بلاده البحري، الذي يُعتبر "الأكبر في بحر قزوين بعد روسيا"، مشيراً إلى أن "إيران تمتلك أكبر بارجة لوجستيّة في الشرق الأوسط، وهي قادرة على إنجاز دورة كاملة حول الأرض عبر تزوّدها مرّة واحدة بالوقود".

على جبهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو أن الدولة العبريّة تعيش فترة أمنيّة بالغة الهشاشة، مؤكّداً عزم تل أبيب على الدفاع عن أمنها بكلّ الوسائل المتاحة. وقال نتنياهو لدى افتتاح اجتماع حكومته الأسبوعي أمس: "نعيش حاليّاً فترة حسّاسة جدّاً أمنيّاً وقابلة للانفجارعلى أكثر من ساحة، شرقاً وشمالاً وجنوباً".


MISS 3