التواصل مع الحريري مقطوع... السنيورة: أدعو إلى انتخابات رئاسيّة مبكرة

20 : 21

اقترح رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل 4 أشهر من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون معتبراً أن هذه المدة ليست كبيرة، وقال في حديثٍ تلفيزيونيّ: "كانت لدينا سابقة في انتخاب الرئيس الياس سركيس قبل نهاية ولاية الرئيس سليمان فرنجية بعدة أشهر".



أضاف: "المشكلة التي نراها أمامنا اليوم ليست فقط بإجراء استشارات نيابية ملزمة بل ايضا لدينا استحقاق أساسي هو انتخاب رئيس الجمهورية وبالتالي علينا استخراج الدروس من هذه الممارسة."



واعتبر ان الانتخابات الرئاسية المبكرة من شأنها تقصير الآلام والأوجاع التي سنتعرض لها، لكن إذا لم يكن ذلك ممكنا، فعلى رئيس الجمهورية أن يبادر فوراً ومن دون أن يلجأ إلى ما يسمى مشاورات التأليف قبل التكليف.



وأوضح الرئيس السنيورة أن حكومة تصريف الأعمال هي التي تتولى بحسب الدستور زمام الأمور عند انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ولا يوجد في الدستور ما يسمح بإطالة ولاية رئيس الجمهورية، وإذا كان هذا الأمر يجول بخاطر البعض فهذا يُعتبر أغتصاباً للسلطة.



وتوقف السنيورة عندَ ما وصفه ببدعة الرئيس القوي داعيا الى اخذ الدروس منها.



وقال: "نعم نريد رئيساً قوياً قوياً قوياً ولكن يجب ان يكون قوياً لدى جميع اللبنانيين وليس لدى فريق من اللبنانيين. فرئيس الجمهورية يجب ان يكون حامياً للدستور وجامعاً للبنانيين وفوق كلّ السلطات، ولكن للأسف الرئيس عون افتقد إلى كل هذه الصفات وابتدع أموراً غريبة مثل استشارات التأليف قبل التكليف ووضع جدول اعمال وقضايا تتعلق بالتشكيلات القضائية وغيرها.



وردا على سؤال عمن كان سينتخب لرئاسة مجلس النواب لو كان اليوم نائبا، أجاب كنت سأصوّت بورقة بيضاء.



وأضاف نحن بحاجة لوجوه جديدة حقيقيّة بممارساتها وعقليتها ومقاربتها للمشكلات، بحاجة إلى عقلية جديدة في الحكومة ورئيس الحكومة وأيضا رئيس الجمهورية.



وتابع السنيورة، ليس بالإمكان أن يأتي لرئاسة المجلس النيابي وجه جديد بسبب نتائج الانتخابات، ولكن في نيابة رئاسة المجلس هناك وجوه جديدة تحمل معها فكراً جيداً وقد استمعت الى مقاربة الدكتور غسان سكاف، وأعتقد أنه من الجدير النظر فيها بكل جدية.


ورداً على سؤال عن الشخصية القادرة على قيادة حكومة في المرحلة الراهنة، لم يشأ السنيورة الدخول في الأسماء إنما حدد مواصفات، أبرزها أن يمتلك رئيس الحكومة المقبلة الرؤية والارادة والقيادة والشجاعة في قول الحق والصدق، وعندما سئل عمّا اذا كان الرئيس ميقاتي يتمتع بهذه المواصفات أجاب: "الناس هي التي تحكم".



وأضاف: "في الظرف الذي نعيشه، لم يعد بالإمكان معالجة مشكلات لبنان باستعمال المراهم، لقد تخطينا هذه المرحلة وأصبح لدينا حاجة لمصارحة الناس".



السنيورة اعتبر أن الحكومة التي ستشكل يجب ان تكون حكومة أكثرية تحكم وأقلية غير مهمشة تعارض كما يقول النظام البرلماني.



أما عن الأكثرية فقال: "يوم غد تظهر ملامحها وتتأكد اكثر بعد الاستشارات النيابية الملزمة."



وردا على سؤال حول الكلام عن مؤتمر دولي حول لبنان على غرار الدوحة، اعتبر أن مثل هذا المؤتمر سيكون مزيداً من إضاعة الوقت ومزيداً من فتح ما يُسمّى الأبواب المغلقة التي لا أحدَ يريد فتحها. بل نحن فعلياً بحاجة إلى تطبيق الدستور.



الرئيس السنيورة اكد ان هناك ممارسة من قبل ايران للهيمنة على لبنان عبر اذرعها لا سيما حزب الله، داعيا الحزب الذي امتد نشاطه إلى سوريا والعراق واليمن أن يدرك أن عليه أن يعود الى لبنان وبشروط لبنان وألّا يستمر بالهيمنة عليه ويعادي غالبية اللبنانيين، كما يجب علينا في لبنان تنفيذ ما اتفق عليه في جلسات الحوار.



السنيورة تحدث عن اختلال كبير في التوازنات الداخلية في لبنان وعن اختلال في علاقات لبنان الخارجية مع اشقائه وأصدقائه، وبالتالي يجب ان نوقف ممارسات التسلط على اللبنانيين وعلى الدولة اللبنانية من قبل حزب الله والدولة الإيرانية كما قال، وبالتوازي يجب على لبنان ان يقوم بإصلاحات سياسية وبنيوية واصلاحات قانونية ودستورية.



في مجال آخر، اكد السنيورة ان النتيجة التي رأيناها في الانتخابات خاصة في الساحة السنية هي نتيجة الدعوات الصريحة التي أطلقت من قبل كثيرين وانا منهم ودار الفتوى وآخرين بالمشاركة الكثيفة، وهذا ما غيّر الميزان واسقط رموزا وانتقلت الأكثرية من مكان إلى مكان.



وأضاف: "صحيح ان الرئيس سعد الحريري علق المشاركة السياسية ولكنه لم يطلب من اللبنانيين ولا من جمهور المستقبل ان يقاطع الانتخابات ولكن ما جرى عملياً انه كانت هناك دعوات وممارسات واضحة للمقاطعة، ولكن النتيجة التي وصلنا اليها والتي جاءت لصالح التغييريين وليس حزب الله، هي بفعل الاقبال والمشاركة الجيدة التي عملنا عليها وليس بفعل المقاطعة كما يدّعي البعض.



وفي الوقت عينه، "نعم هناك جوٌّ يطالب بالتغيير ولو حصلت مقاطعة لكان حزب الله حصد الأكثرية".

.


السنيورة رأى ان نتائج الانتخابات أعطت مؤشرا جيدا ولكننا بحاجة الى إشارات اكثر ودلالات اكثر حتى يشعر الجميع انهم متجهون فعليا الى حالة نهوض وطني واقتصادي ومعيشي للبنانيين.



عن علاقته بالرئيس سعد الحريري كشف السنيورة ان التواصل مقطوع وآخر تواصل حصل قبل سنوية اغتيال الرئيس الحريري.

أضاف، انا اكنّ له كل الاحترام والمحبة والتقدير. فانا لا اتغير، ولم يتغير لا احترامي ولا تقديري ولا محبتي ولا رغبتي بأن يكون للرئيس سعد الحريري الامكانية لأن يعود ويعمل من اجل استنهاض تيار المستقبل او أي عمل سياسي.



وعن تيار المستقبل، ابدى السنيورة اسفه لما جرى للتيار وقال ان هناك حاجة لان يعود تيار المستقبل لممارسة العمل السياسي وليحمل الراية التي رفعها رفيق الحريري.

وقال: "أنا حزين جدا على ما جرى لتيار المستقبل والرئيس سعد الحريري له رمزيته وانا اعتقد عندما يقرر العودة مستفيدا من كل التجارب له الحق بأن يمارس العمل السياسي وأتمنى ذلك."



السنيورة أكد ان الساحة السنية ليست "فالتة" وليست مستباحة وليست ارضا سائبة متاحة للجميع. وعند المسلمين إمكانات وقدرات ان يفرزوا القيادات التي تستطيع ان تقود وطنيا المسلمين وغير المسلمين.



وعن العلاقة مع القوات قال: "القوات حزب سياسي لبناني لدينا معه مشتركات كثيرة تتعلق بسيادة لبنان وبالحكم الرشيد وبتطبيق الدستور في احترام التوازنات الداخلية والخارجية واحترام الشرعيتين العربية والدولية، فاذا كنا لا نريد ان نتعاون مع القوات اللبنانية فمع من يمكن ان نتعاون". 

MISS 3