أسماء ورؤساء

تعرّض الرئيس الياس الهراوي، في خلال عهده المديد لسهام الخصوم والأحبة، بسبب خضوعه التام لوصاية الباب العالي على الجمهورية، رئيساً وحكومة ومجلساً ومؤسسات، والحصة الأكبر نالها من حزب "الوطنيّون الأحرار" ومن الريّس دوري ما اضطر صاحب الفخامة الزحلاوي لأن يذكّر ابن الرئيس شمعون أن كريمته اسمها زلفا. صحيح ومع ذلك ما كان الهراوي رئيساً شمعونيّاً.

وعلى اسم الرئيس سليمان فرنجيه سمّى النائب الراحل جان عبيد بكره الذي سعى لخلافة والده في طرابلس، فلم يسعفه الاسم ولا أسعفته الحالُ... السياسية. فيما اختار سليمان فرنجيه الحفيد لنجله الثاني اسم باسل، على اسم الإبن البكر للرئيس السوري حافظ الأسد الذي توفي في كانون الثاني 1994، ما شرّع أبواب الخلافة لطبيب العيون الدكتور بشّار. لو رزق رئيس تيّار "المردة" بشقيق ذكر لباسل وطوني لكان اسمه في انتظاره. رئيس "حركة التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب اعطى لولديه اسمين مميزين هادي وبشّار. وهما بطاقتا عبور إلى مستقبل الممانعة. الاسم قيمة مضافة على الكفاءة والمعرفة والإرث الوطني الكبير. هذا ما فكر فيه الرئيس نبيه بري في زمن صعود اسم باسل الأسد، سمى باسل الذي قال مرة لصحافي فاتحه بمسألة وراثة أبيه بهذا الجواب: "نحن نعمل لمشروع وليس لمنصب". الرئيس الشهيد رفيق الحريري سمّى أحد أبنائه "فهد" تيمناً بالعاهل السعودي الراحل الملك فهد. وأحد أبناء سعد الحريري يحمل اسم عبد العزيز. فكّر سعد الحريري وسمّى. أما النائب آلان عون فلم يشغل رأسه كثيراً كثيراً عندما رزق بمولوده الأول قبل عشرة أعوام: ميشال عون. ومن يدري أي مستقبل زاهر ينتظر الصبي؟ أنا فكرت باسم عمر بدلاً من غدي لكن عمرو موسى ليس مثالي الأعلى في الحياة، بينما كان صدام حسين مثالاً أعلى لطارق عزيز، فسمى أحد أولاده صدّام. قبيل عيد الميلاد من العام 1999، تعرفت في منزل نائب الرئيس العراقي على صدام عزيز. طالب طب أسنان كان. بدا لي خجولاً قليل الكلام. شعرت معه بعبء الإسم لا بأهميته.

أعود من ضفة دجلة إلى بلدي وحبيبي. في ضفة اليمين (الإنعزالي)، كثيرون سمّوا بشير، زمن صعود بشير الجميل. المخرج الراحل سيمون أسمر لم يكتف ببشير فسمّى كريم وبشير. واسم ستريدا قبل ستريدا جعجع ما كان مطروحاً أمام المخاتير، ومعظم من حملن الإسم هذا من مواليد التسعينات وما بعد بعد التسعينات.

وبعيداً عن السياسة وأهلها الكرام، نذكر أن كثيرين من اللبنانيين سمّوا ابناءهم صباح وإليسا وهويدا وإلسي وداليدا وإليزابيت ورندلى ويارا لإعجابهم بنجوم الأمس وما طلع به الشعراء، ومع بروز شركة روتانا في عالم الإنتاج وأقنيتها، المملوكة بنسبة كبيرة من الأمير الوليد بن طلال، وُلد لوليد توفيق وجورجينا رزق صبي سمّياه الوليد. ومثله فعل عاصي الحلّاني مع ولادة ولي عهده، والوليد الحلّاني اليوم فنان يملك صوتاً قوياً واسماً له وقعه الرنّان.

• أسماء
• رؤساء