جاد حداد

التقدم في السن يجعلك أكثر عرضة لحرارة الصيف

4 حزيران 2022

02 : 00

الرابط بين الحرارة والعمر

يجب أن يحافظ الجسم على حرارة داخلية أساسية كي يتابع العمل بشكلٍ سليم. تقول الدكتورة كالبانا شانكار، مديرة قسم طب الشيخوخة في مستشفى "بريغهام" للنساء التابع لجامعة "هارفارد": "في أي بيئة ساخنة، تبدأ حرارة الجسم بالارتفاع. في هذه الحالة، يفرّغ الجسم الحرارة عن طريق التعرق وإبعاد الدم عن وسط الجسم نحو سطح البشرة حيث تخرج الحرارة من الجسم. لكن لا تعمل هذه الوظائف بالمستوى نفسه مع التقدم في السن، بل تتراكم الحرارة وتُعرّض الأعضاء لأضرار حادة".

حين يفرّغ الجسم الحرارة، سينتج في الوقت نفسه السوائل عبر التعرّق والتنفس وتبخّر الرطوبة عن طريق البشرة، مع أننا لا نشاهد هذه العملية. في البيئات الساخنة، قد يصاب الناس بجفاف الجسم ويحتاجون إلى تفريغ الحرارة طوال الوقت. يصبح الفرد أصلاً أكثر عرضة لجفاف الجسم مع التقدم في السن. قد تتراجع كمية السوائل المستهلكة في هذه المرحلة بسبب تلاشي شعور العطش والجوع. حتى أن أخذ أدوية مثل مدرات البول قد يزيد نسبة السوائل التي يخسرها الجسم. لكن يحتاج الجسم إلى السوائل كي يتابع تفريغ السخونة ويُخفّض حرارته. تتكرر هذه الدورة مراراً، ما يؤدي إلى تراكم الحرارة داخل الجسم سريعاً.

مخاطر صحية مرتبطة بالحرّ

التعرّض للحرّ يزيد احتمال الإصابة بحالتَين خطيرتَين. أولاً، يكون الإنهاك الحراري تحذيراً أولياً من جفاف الجسم وقد ينذر بوجود مشكلة في تبريده. يُعتبر الارتباك الخفيف جزءاً من أعراض هذه الحالة. قد تشعر أيضاً بالدوار أو تظهر مؤشرات أخرى مثل التعرق المفرط، والشحوب، والتشنجات العضلية، والإرهاق، والصداع، والعطش، والضعف، واختلال التوازن، والغثيان. حتى أن البشرة قد تصبح باردة أو رطبة، أو ربما يتسارع إيقاع التنفّس والقلب.

تتعلق المشكلة المحتملة الثانية بضربة الحرّ. تظهر هذه الحالة حين يخسر الجسم بالكامل قدرته على تنظيم حرارته الأساسية. في هذه المرحلة، ترتفع حرارة الجسم سريعاً إلى 41 درجة مئوية، ويعجز الجسم عن التعرق. تتعدد المؤشرات التحذيرية في هذه الحالة، منها وصول حرارة الجسم إلى 39 درجة وما فوق، وجفاف البشرة وسخونتها لكن من دون تعرّقها، وتسارع ضربات القلب بدرجة كبيرة، والصداع الحاد، والإغماء، والارتباك الفائق. تُعتبر ضربة الحر حالة طارئة، وقد تؤدي إلى تضرر الأعضاء والوفاة إذا لم يتلقَ المريض علاجاً فورياً.

حاجاتك اليومية من المياهاقسم وزن جسمك (بوحدة الباوند) على الرقم 3 لاحتساب كمية المياه أو السوائل التي تحتاج إليها يومياً. يحتاج الفرد إلى ليتر ونصف من السوائل أو حوالى ستة أكواب يومياً، إذا كان وزنه 150 باونداً (68 كلغ). وإذا كنت تأخذ مدرات البول أو طلب منك الطبيب أن تحدّ من كمية السوائل المستهلكة، استفسر حول الكمية التي تستطيع شربها حين تتواجد في الخارج أو في بيئة ساخنة تفتقر إلى التهوئة المناسبة أو مكيّفات الهواء. كذلك، احرص على زيادة استهلاك المياه إذا ظهرت لديك أعراض جفاف الجسم، مثل البول الداكن أو جفاف الفم.

خطوات مفيدة

جرّب الخطوات التالية للاحتماء من المشاكل الصحية المرتبطة بالحر:

حافظ على ترطيب جسمك: أَكْثِر من شرب المياه قبل الخروج من المنزل وخلال النشاطات الخارجية. في المقابل، تجنّب المشروبات الغنية بالكافيين والكحول لأنها قد تزيد جفاف الجسم. وتذكّر أنك تستطيع استهلاك السوائل عبر تناول منتجات غنية بالمياه مثل الخيار، والبطيخ، والخس، والفراولة.

اخرج من المنزل قبل أو بعد ذروة الحر يومياً:
إذا كنت معتاداً على المشي اليومي، أو العمل في فناء منزلك، أو القيام بأي نشاط خارجي آخر، حاول أن تنهي أعمالك قبل أو بعد أن تبلغ أشعة الشمس ذروتها في السماء وتصبح الحرارة أكثر سخونة.

اختر الملابس المناسبة: ارتدِ ملابس خفيفة وفاتحة اللون حين تخرج، كي لا تمتص الثياب الحرارة. ولا تنسَ أهمية استعمال الواقي الشمسي ووضع نظارات شمسية.

ابحث عن أماكن في الظل: إذا أمكن، توجّه إلى أماكن بعيدة عن الشمس في الخارج أو استعمل شمسية تحمي من الأشعة فوق البنفسجية.

بَرِّد جسمك: حاول أن تتواجد في مساحات مكيّفة، أو خذ حمّاماً بارداً، وتجنب النشاطات الشاقة.

حافظ على يقظتك: تنبّه إلى مؤشرات عدم تحمّل الحرارة ولا تنخدع بغياب التعرّق. إذا لاحظتَ أي أعراض مشبوهة، تناول مشروباً بارداً واطلب المساعدة.

بدأت فصول الصيف تطول وتزداد سخونة مع مرور الوقت، وقد تستمر هذه النزعة في المراحل المقبلة بسبب الاحتباس الحراري، وفق استنتاج توصّل إليه بحث نشرته مجلة "الرسائل البحثية الجيوفيزيائية". اكتشف العلماء أن فصول الخريف والشتاء والربيع أصبحت أقصر مما كانت عليه في آخر ستين سنة، بينما طالت مدة الصيف بمعدل عشرين يوماً تقريباً. هذا الوضع يطرح مخاوف عدة، منها زيادة خطر التعرّض لمشاكل صحية مرتبطة بالحرارة، لا سيما في مرحلة متقدمة من العمر.


MISS 3