انطلقت أمس الدورة الـ14 من فعاليات المهرجان تحت عنوان: "الغريب"، في تمام الساعة الثامنة (تستمر لمدة 3 ايام حتّى 5 حزيران) في الهواء الطلق، حيث جلس الجمهور موزعاً على طول سلالم مار نقولا، لمتابعة 15 فيلماً مجاناً عرضت لغاية 11 ليلاً. وعن سبب اختيار هذا العنوان في النسخة الحالية، قال مؤسس المهرجان إبراهيم سماحة في حديثه لـ"نداء الوطن": "كل شيء في هذا العالم أصبح غريباً. أليس غريياً أن نطلق الدورة 14 في ظل الظروف الراهنة؟"، مضيفاً: "تطور المهرجان تدريجياً ليصبح حدثاً يدعم القضايا ويدافع عن حقوق الإنسان، العدالة وحرية التعبير ويركز على مفاهيم تكافؤ الفرص والاستدامة ومواكبة الاتجاهات الناشئة من خلال اعتماد موضوع فريد كل عام للأفلام القصيرة المعروضة. وهذه السنة، اخترنا "الغريب" (Weird) حيث يجتمع نحو 50 فيلماً (من اصل 3000 تقدمت للمشاركة) من بلدان مختلفة، تحت هذه الثيمة بهدف اعادة التفكير في القوانين التي تحدّد شكل المجتمع. فكل حالة غريبة هي حالة متحررة لا تخاف من الاختلاف. من هذا المنطلق يشكل عنواننا هذه السنة دعوة الى التعبير الحر وخلق مساحة حرة للتعبير عن الاختلافات والتمرد على محاولات التصنيف والاقصاء".
الأفلام المعروضة
منذ افتتاحه، افتخر المهرجان بإنشاء منتدى فريد للتبادل والحوار بين الجمهور ومجتمع صناعة الأفلام من خلال استضافة حدث يشجع المواهب الفردية ويسمح للجمهور بالتفاعل مع صانعي الأفلام. وعاماً بعد عام، أظهر التزامه بالاحتفال كشكل فني مستقل يقدم افلاماً محلية وعالمية متنوعة من الأرشيف إلى الخيال القصير والأفلام الوثائقية والرسوم المتحركة...
ولا يعد الـ"كابريوليه" اليوم، مجرد مهرجان للأفلام القصيرة، انما مساحة للاحتفاء بالاختلاف والتعبير عن الأفكار، على حد قول سماحة موضحاً "نحن ملتزمون دائماً بتقديم عروض قصيرة مثيرة للاهتمام وذات جودة عالية، لذلك سنعرض تحت سماء بيروت افلاماً من لبنان، مصر، ايطاليا، فرنسا، سويسرا، اميركا، السعودية وغيرها... منها Dismissal (لبنان)، "Staroye Delo" (لبنان)، "The Hurl" (لبنان) "Cru" (سويسرا)، "Sunshine" (ايطاليا)، "For Pete's Sake" (الولايات المتحدة الأميركية)، "Un pour huit" (فرنسا)...
شكراً غبريال يمين
اذاً، عشاق السينما على موعد جديد مع "الكابريوليه" الذي يتوسع جمهوره من سنة الى سنة وكذلك عائلته الفنية، ويلفت سماحة الى انّ "هذه السنة تمكنا مع ايلي فهد من اظهار علاقة بيروت الفنية بالسينما. بالتوازي، تأتي اطلالة غبريال يمين كلفتة تكريمية له، كون المهرجان انتقاه نجماً لدورته الـ14، فمن تقاليده المتبعة في نسخته من كل عام، اختياره ممثلاً أو مخرجاً لبنانياً تحمل كل دورة جديدة منه اسمه لشكره على عطائه"، خاتماً أنّ "أهمية هذا المهرجان تكمن باستمراريته، ولا سيما انه نوع من المقاومة الثقافية الطبيعية، فالثقافة مرآة المجتمع ومن دونها ينهار. وأخيراً، أتمنى لجمهورنا الاستمتاع بالعرض، وأقول للمخرجين انتظرونا السنة المقبلة عند فتح ابواب الترشيح من جديد، والى كل شخص يرغب بالانضمام الى اسرتنا، فليتواصل معنا، فبابنا مفتوح للجميع".