هل يُقصد بشعار "كلكن يعني كلكن" كل الفاسدين في السلطة (بكل فروعها السياسية والقضائية والجمركية...) أو تعني كل المسؤولين السياسيين وكل الوزراء وكل النواب وكل الإدارة وكل قادة الأحزاب عن بكرة أبيهم؟ إن كان القصد الأول هو ما يرمي إليه الثوار، ونحن منهم وقبلهم، فذلك هو المرجو في أي نظام ديموقراطي منبثق من الإرادة الشعبية، وإن كان المطلب الثاني هو المطروح فذلك يعني الإنتقال من ديموقراطية مشوبة بعيوب الإستئثار والفساد والتسلّط والتملّق وغياب السياسات الإصلاحية الرشيدة إلى ديكتاتورية الجماهير التي ستقود البلاد إلى الفوضى وإلى تفكير "كلّي" مقفل.
راج شعار "كلكن يعني كلكن" وأخواته "طلعت ريحتكن" كما صيحات "حلّوا بقا" وكل أنواع الـ"تفو" في الحراك المدني العام 2015 على خلفية أزمة النفايات التي استهدفت بشكل أساسي "أصلح" وزراء حكومة تمام سلام محمد المشنوق، ولم يتمكن ناشطو الحراك المدني من تثمير حراكهم سياسياً فجاءت نتائجهم في الإنتخابات التشريعية الأخيرة هزيلة، برغم وجود قانون نسبي مقبول نسبياً.
أعود إلى الأساس. كلما سمعت "كلكن" تصيبني الحيرة: أأضحك مستذكراً تلك النكتة الجنسية المتداولة منذ سنوات، ومنها استُوحي الشعار الأثيري للحراك؟ أو أطلق العنان لحنجرتي للصراخ في وجه كل هذا الفجور والكذب والإستخفاف بالعقول والمكر المغلّف بعناوين جميلة؟
من الأساس تفرعت هتافات إضافية منها "كلكن يعني كلكن ونصرالله واحد منن" و" باسيل واحد منن" و " بري واحد منن" وكان ما كان من عصي أهالي ومن اعتصامات ومن تجمعات مضادة هدفت إلى تظهير موازين الساحات وكسر شعار "كلّن"، وأهم تلك التحركات تظاهرة الوفاء لرئيس الجمهورية العماد عون في بعبدا يوم الأحد، وتفاوتت تقديرات الحشود فيها بين 70 ألفاً و6 آلاف و343 مناصراً برتقالياً صافياً. خاطب الرئيس الناس عبر الشاشة بكلمة مقتضبة جداً جداً جداً وختمها بما تستطيب الآذان سماعه "بحبكن كلكن... يعني كلكن". ورفع شارة النصر. طارت فلسطين ولم تسقط علامة النصر. يا رب إحم لبنان من الإنتصارات.
"بحبكن كلكن... يعني كلكن"، رد أبوي على شغب الأولاد. وإن كنت محتاراً تجاه شعار "الثورة" الرفضي للكل ومدلولاته وتفرّعاته، أجد نفسي في طليعة مؤيدي شعار رئيس البلاد. وأول تطبيقاته: " نيكول كيدمان، ماريا كاري، آن هاتاوي، كلوديا شيفر، إيما ستون، أنجلينا جولي، تشارليز ثيرون، سكارليت جوهانسن... بحبكن كلكن يعني كلكن".
