بعد ثلاثين عاماً على سقوط جدار برلين

بومبيو يُحذّر من خطر روسيا والصين

13 : 02

بومبيو وميركل في برلين أمس

في ذكرى مرور ثلاثين عاماً على سقوط جدار برلين، وجّه وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو من ألمانيا تحذيراً شديداً من خطر الصين وروسيا. وإذ شدّد على "أنّه لا يُمكننا أبداً أن نعتبر الأمور مسلّماً بها"، رأى أن "حلف شمال الأطلسي"، الذي تأسّس قبل 70 عاماً، قد يكون ولّى عليه الزمن في حال لم يَخض القادة التحدّيات الجديدة. ومستذكراً "التحدّيات بين الشركاء" داخل الحلف، ومنها انسحاب فرنسا في ستينات القرن الماضي من قيادة التحالف، رفض بومبيو الجدل حول تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معتبراً أنّها مجرّد "ضجيج".

وانتقد ماكرون الحلف أمس الأوّل، واصفاً إيّاه بأنّه "ميّت سريريّاً"، ما حمل المستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل على الردّ بقوّة على هذا التصريح. لكن بومبيو أقرّ بأنّ "الحلف يحتاج إلى تغيير وتطوير ويحتاج إلى مواجهة الوقائع الحاليّة والتحدّيات الآنية".

واعتبر بومبيو أن "لدى الدول الغربيّة الحرّة مسؤوليّة درء التهديدات عن شعوبنا من حكومات مثل الصين وروسيا وإيران". وكان يتحدّث على بُعد أمتار قليلة من الموقع الذي كان يمرّ فيه الجدار قرب بوابة براندنبورغ الشهيرة في العاصمة الألمانيّة. وأوضح أن على الولايات المتّحدة وحلفائها أن "يُدافعوا عن المكاسب التي تحقّقت بشقّ الأنفس في 1989، وأن يعترفوا بأنّنا في تنافس على القيم مع دول غير حرّة".

وركّز على نقاط حسّاسة في علاقة واشنطن ببرلين، قائلاً إنّ "خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي 1" (نورد ستريم 1) الذي تبنيه روسيا لنقل الغاز إلى ألمانيا، يعني أن إمدادات أوروبا من الطاقة تعتمد على أهواء (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين"، وكانت ميركل قد أكّدت مرّات عدّة أن خط الأنابيب "مشروع اقتصادي بحت"، بالرغم من أنّه يُعتبر ملفاً جيوسياسيّاً حيويّاً وحسّاساً، خصوصاً وأن روسيا تعتمد بشكل كبير على إيرادات النفط والغاز.

على صعيد آخر، حذّر الوزير الأميركي من "نوايا شركات صينيّة بناء شبكات اتصال من الجيل الخامس"، بعد عدم استبعاد الحكومة الألمانيّة عملاق التكنولوجيا "هواوي" من عمليّة استدراج عروض البنية التحتيّة لشبكات الجيل الخامس للاتصالات. وفي حين تُعدّ "هواوي" رائدة عالميّاً في مجال التكنولوجيا، حذّرت الولايات المتّحدة وجهات أخرى، بمن فيها أجهزة الأمن الألمانيّة، من أن المجموعة مقرّبة جدّاً من السلطات الشيوعيّة في بكين. ولكن خشية حصول خلاف مع الصين، التي تُعدّ أكبر شريك تجاري لألمانيا، أوضحت برلين الشهر الماضي أنّه ستكون هناك "معايير أمنيّة عالية" في الشبكة الجديدة.

كذلك، لفت بومبيو إلى "أشخاص يتوقون إلى الحرّية" يتظاهرون اليوم من حول العالم كما فعل سكّان دول شرق أوروبا في 1989، بما في ذلك هونغ كونغ. وشدّد على أن واشنطن أوضحت لبكين "أنّنا نتوقّع أن تفي الحكومة الصينيّة بتعهّداتها في شأن مبدأ "بلد واحد ونظامان"، الذي مَنَحَ هونغ كونغ حرّيات أكبر، إذ إنّها تتمتّع بحكم شبه ذاتي". وإذ أشار إلى التظاهرات في كلّ من لبنان والعراق، أعلن بومبيو أنّه "علينا دعم هؤلاء الشعوب أينما تمكّنا من ذلك لمساعدتها على التخلّص من النفوذ الإيراني وتحقيق تطلّعاتها".

ويقوم بومبيو بزيارة تستمرّ أربعة أيّام إلى ألمانيا، توجّه خلالها إلى موقع خدمته العسكريّة خلال الحرب الباردة، عند الستار الحديدي الحدودي. وتأتي زيارة بومبيو في وقت تستعدّ ألمانيا للاحتفال بالذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين في 9 تشرين الثاني 1989، وبالتالي انهيار النظام الشيوعي.


MISS 3