رمال جوني -

حرية في النبطية و"أحد الصمود" ينطلق من كفررمان

11 تشرين الثاني 2019

02 : 00

الفنان غندور يرسم لوحته

على وقع أزمة المحروقات التي أطلت برأسها مجدداً، وعجز المواطن عن محاربة الضائقة الاقتصادية، كانت النبطية تنتفض ضد القضاء والغلاء والفساد، فيما كانت المدينة في المقلب الآخر تحيي ذكرى الشهداء، فهوية النبطية لم تتبدل ولم تسقط عنها هوية المقاومة وربما هذا ما حدا بأبو ابراهيم الى رفع يافطة: "مقاومة المحتل لا تقل أهمية عن مقاومة الفساد واستعادة المال المنهوب"، وسار في تظاهرة "احد الصمود" التي انطلقت من دوار كفررمان باتجاه مدينة النبطية، لتلتقي بحراك النبطية.

يؤكد وسيم أن "معركة محاربة الفساد طويلة، لذا نستمد القوة من بعض لنكمل الثورة". كانت ملفتة مشاركة الأطفال والشباب في تظاهرة مواجهة الأزمة الاقتصادية، وفق ما قالت سابين الأم التي حملت ابنتها لتشاركها في التظاهرة، فهي جاءت لتطالب بحقها بإعطاء جنسيتها لابنتها أسوة بدول العالم، فيما فضّل حسن أن يهتف: "لا للحكومة السياسية ونعم لحكومة من الاختصاصيين".

عاد وهج الحراك ولو خجولًا الى النبطية التي بدأت تتسع فيها مساحة الانتفاضة الطالبية، اجتمعوا في مسيرة واحدة، مطالبين بحقهم بـ"العلم والعمل" وفق ما تقول يارا وتضيف: " لا يكفي أن أحصل على امتياز، وفي النهاية أنضم إلى جيش العاطلين من العمل".

تعاني النبطية من أزمة اقتصادية خانقة، تفتقر إلى كل مقومات الصناعة والتجارة والزراعة، وبدت نتائج هذه الأزمة تُترجم في الأيام الأولى للثورة بمشاركة كبيرة في الحراك، قبل أن يتراجع البعض بعد خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله.

يسأل ابراهيم: "كيف يُعقل أن مدينة تواجه أزمة معيشية خانقة، وفقراً مدقعاً، وبطالة وهجرة ، ولم يكن ينقص أهلها إلا أزمة ارتفاع سعر اللحوم لتضاف الى معاناتهم، ورغم كل ذلك لا تصرخ ولا يحمل حراكها لوناً واحداً". ووفق أحد ناشطي الحراك ياسر "فإننا نكافح بقوة كي نصل إلى أهداف، والأزمات التي تهبط علينا هي نتيجة فساد السلطة"، ويؤكد أن "قوة الثورة انها نابعة من المطالب المعيشية".

في شوارع النبطية اختلطت صور الشهداء الذين قدموا أنفسهم قرباناً للوطن باللافتات المطلبية، غير أن اللافت كان ارتداء علي شخصية بابا نويل. حمل جرسه وسار وسط المتظاهرين ليؤكد أن "الوهم لا يبني وطن، ويجب ألا يتعلق المواطن بالوهم، وينتفض".

استحوذ بابا نويل على انتباه كل الناس، سرق الأنظار وهذا ما حدا به ليقول "الناس تهتم للقشور وتنسى الغوص في معاناتها لذا يجب أن يستيقظوا".

ثمة مؤشر إيجابي سجله إمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق الذي أعلن تأييده لمطالب الناس المحقة وكذلك فعل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد الذي أشار خلال احتفال تكريم شهداء النبطية: "اننا نتلاقى مع كل المطالبين باستعادة المال المنهوب" وعند سؤاله هل سنشهد مشاركة "حزب الله" في الشارع فقال: "توقعوا المفاجآت".

هذا وشارك فنانو النبطية برسم الثورة الشعبية في ساحة اعتصام النبطية حيث رسم الفنان تمام غندور لوحة الحرية التي انسجمت مع أهداف الثورة في تأكيد أن "الريشة لا تقل أهمية عن الكلمة بل أصدق تعبيراً" وقال لـ"نداء الوطن": "من واجب كل فنان أن يعبّر عن انتفاضته بالريشة واللون، فالرسالة عبرهما تصل أسرع وبصمت، لا للطائفية الحزبية".

في يوم الحراك الخامس والعشرين قالت النبطية كلمتها بالشعارات الصامتة، بانتظار تشكيل حكومة انتقالية تحقق مطالب الشعب ولكن ماذا لو تأخر التأليف؟ يؤكد الطلاب أن "التصعيد سيكون بالمرصاد".


MISS 3