هالة نهرا

قصيدة

نشيدُ النداء

18 حزيران 2022

02 : 00

لأنك في جمهرةِ أناكَ تُعبّدُ نداءنا مزدحماً بأنايَ

ليتثنّى عبثُنا بغمام التنظير البليد ومستنقعات القواعد

يا تُرى ما نفعها إن لم نكسرها بالحبِّ؛

في التقليد ورُوبوتِ الحداثة معاً؛

حتى لا ننتعل اللغةَ والصمتَ سدىً

لئلّا يبتلعنا ظلُّ إصبعنا

تمرَّدْ وتأبَّدْ يا حبيبي

وتجدَّدْ حتى النخاع وأخمص ما فيك

فأنت المفردُ وأنت الجمعُ

وأنت العاتمُ وأنت اللمعُ

وأنت الهازئُ وأنت الدمعُ

وأنت الخَرَسُ وأنت السمْعُ

أنت السماحةُ وأنت المنعُ

وأنت الرقّةُ وأنت الصفعُ

وأنت الجفافُ وأنت الضَّرعُ

أنت المُعطِّشُ وأنت الجرعُ

وأنت الهبوبُ وأنت الشمعُ

وارفَعْ في إيقاعك قافيةً عابرةً لتنغيم مانشيتات الزمن المتآكل مُذ تنحّى عن الضوء...

واكرَعِ الأرز والزيتون والسنديان والنخيل معاً لتنفث وتنفخ أفقاً من تدرّجات الأخضر

كشهوةِ حبّاتِ الكروم تلألأ في البآبئ

وكلّما لوّحتِ الشمسُ بأذنابها سُبحةً خَمِّر بعضَك نَخْبَ الآتي

وادّخِر حُلُمي ليوم العيد

حبيبي

ترجَّلتِ السماءُ لتتسكّعَ معنا في الخضاب

وارتجلتْ أسباب الرواحِ والرعاشِ والصيرورةِ والخرافة

فكُن صِنْواً لفجر الينابيع وشغبِ زهرِ التفّاح والعُنّاب والخرما والإجاص السُّكريّ

وقَوْلِب المدى ثم سَيِّلِ القالبْ

وَرُشَّهُ تَرِفاً ترياقاً حتى ينفلقَ رخامُ القلقِ الملوّن

غَرِّد حُجّةً لتموتَ بغيظها المسافةُ بين سَناكَ ومُناكْ

وارفعْني في هواكَ شارةَ نصرٍ

هَوْدِجِ القصيدةَ إليكَ

واحتشِد وحيداً بجيوش حِبْرِ الأثيرِ فيكَ

وطوِّقْني بتقاسيم البزوغ بين مسامكَ وعُلاكْ.


MISS 3