ثلاثة حواجز أمام الرئيس المكلّف: التأليف وموافقة عون والثقة النيابية

ماراثون السراي: 54 صوتاً لميقاتي مقابل 25 لنوّاف سلام و46 لا أحد

02 : 00

في سباق ماراتوني نحو السراي الحكومي، شهد قصر بعبدا أمس، استشارات نيابية ملزمة لتكليف رئيس «حكومة الـ78» خلال فترة 79 سنة منذ الإستقلال عام 1943 حتى اليوم، والرابعة للرئيس نجيب ميقاتي (بانتظار تأليفها) منذ دخوله نادي رؤساء الحكومات للمرّة الأولى في عهد الرئيس إميل لحود، والثانية في عهد الرئيس ميشال عون، وقد أفضت نتيجة الإستشارات النيابية الملزمة إلى نيل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي 54 صوتاً، مقابل نيل السفير السابق نواف سلام 25 صوتاً، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري صوتاً واحداً، والدكتورة روعة الحلاب صوتاً واحداً، ولا تسمية 46 صوتاً.

وهي المرة الأولى التي يحصل فيها التكليف بهذا العدد المتدني من الأصوات كما انها المرة الأولى أيضا التي قبل فيها رئيس مكلف بالمهمة على رغم عدم التأكد من إمكانية التأليف خلال الأشهر الثلاثة المقبلة الفاصلة عن موعد سريان مهلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فلا الرئيس المكلف متأكد من أنه يستطيع أن يشكل حكومة جديدة ترضي من سموه ولا هو متأكد من أن رئيس الجمهورية يوقع على أي حكومة يشكلها ولا ترضي رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي لم يسمّه. وبالتالي هل يمكن للرئيس المكلف أن يضمن في حال اجتاز حاجز التأليف ثم حاجز موافقة عون أن يجتاز حاجز الثقة وهل يراهن مثلاً على ثقة متدنية أيضاً بحيث لا تتعدى أصوات من سموه في جلسة لا يحضرها إلا الأغلبية العادية؟ أي 65 نائباً يؤمّنون النصاب؟ وهل الرئيس المكلف يراهن فقط على التسمية لكي يضمن استمراريته كرئيس حكومة تصريف أعمال ورئيس مكلف لمرحلة ما بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بحيث يستطيع كما قال أن يتوسع في مسألة تصريف الأعمال وعقد جلسات حكومية؟

اللافت أيضا في شريط التكليف والإستشارات أن الذين لم يسموا أحداً لم يكونوا كتلة واحدة وبالتالي لا يمكن القول إنهم كان يمكن أن يجتمعوا للتصويت للسفير نواف سلام وبالتالي كان يمكن أن يكون رئيساً مكلفاً امس لأنهم ينتمون إلى خلفيات سياسية متفرقة وإذا تم حسم عدد نواب التيار الوطني الحر منهم وبعض المحسوبين على محور الممانعة الذين لم يسموا ميقاتي لما كان يمكن أن تتأمن أكثرية لسلام ذلك أن عدداً من النواب المحسوبين على المعارضة لم يسموه وحتى لو سموه لكان تبدل موقف التيار الوطني الحر وسمى ميقاتي ولكان ميقاتي اضطر إلى تقديم تنازلات للتيار في التشكيل. إذا شكل.

شريط الإستشارات

في نهاية الإستشارات أعلن المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، أن «رئيس الجمهورية ميشال عون، وبعد أن تشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وأطلعه على نتائج الإستشارات النيابية الملزمة، استدعى نجيب ميقاتي ليكلفه بتشكيل حكومة».

وسجلت الاستشارات مقاطعة النائب أشرف ريفي الذي قال: «التزاماً بالمسؤولية أمام اللبنانيين الذين سيتعرضون للخذلان بسبب التعطيل المستمر قبل التكليف وبعده، أقاطع الاستشارات، في ظل منظومة الخراب والعهد المستعد لحرق البلد لمصلحة الصهر»، مضيفاً أن «تحالف السلاح والفساد يجدد نفسه بوقاحة، وهو بمثابة نيرون لبنان. سأبقى الى جانب كل السياديين النزهاء الأحرار لإنقاذ وطننا الغالي من هذه المنظومة التي استرهنت لبنان ودمرته. حمى الله لبنان».

بو صعب

الإنطلاقة كانت مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الذي أكّد أنّ «المرحلة التي نمر بها استثنائية وتتطلب أن نفكر كيف سنتخطاها لتسهيل حصول ما يطلبه اللبنانيون». وقال: «الخيارات واضحة والفرصة الأكبر لدى ميقاتي ولكن بسبب عدم وضوح مرحلة التأليف قرّرت عدم تسمية أحد».

«الاعتدال الوطني»


من جهته اعلن النائب وليد البعريني باسم تكتل «الاعتدال الوطني»، تسمية الرئيس نجيب ميقاتي.

«الكتائب»


أما النائب سامي الجميل فأكّد باسم كتلة نواب «الكتائب» تسمية السفير نواف سلام، موضحاً أنه «انطلاقا من نتائج الانتخابات، حيث كان اللبنانيون واضحين برسالتهم ورغبتهم بتغيير النهج القائم، حاولنا القيام بدورنا كحزب معارض منذ أكثر من 8 سنوات لطريقة حكم البلد، باقتراح رئيس حكومة لديه نهج مختلف ورؤية مختلفة لإدارة الازمة واخراج لبنان من الكارثة التي يعيشها وهو السفير نواف سلام. ونتمنى الا نخضع للمنطق الذي يقول، بأنه لن تؤلف حكومة قبل اجراء انتخابات رئاسية، والجميع يتماشى مع هذا الواقع ويتصرف على هذا الاساس، ولا احد يأخذ اي استحقاق لا سيما استحقاق رئاسة الحكومة بجدية».

«الوطني المستقل»


من جهته، سمّى «التكتل الوطني المستقل» نجيب ميقاتي، وتحدث باسمه النائب فريد الخازن الذي قال إنّ «مصلحة البلد تفترض تشكيل الحكومة في أسرع وقت، ونرى أن الأوفر حظا للتأليف هو الرئيس ميقاتي. ونطلق صرخة لكل القوى الى مد اليد والانفتاح والخروج من التموضعات السياسية».



كتلة "اللقاء الديمقراطي"



«اللقاء الديموقراطي»


أما كتلة «اللقاء الديمقراطي» فأعلنت تسمية السفير نواف سلام، وقد تحدث باسمها النائب تيمور جنبلاط الذي قال: «سمّينا سلام لتأليف الحكومة وطلبنا الوحيد هو أن يقوم المسؤولون بتسهيل تأليف الحكومة التي لن نشارك فيها ولكن سنساعد في تأليفها».

«جمعية المشاريع»


من جهتها، سمت كتلة «جمعية المشاريع» الرئيس نجيب ميقاتي، وقال النائب طه ناجي: «سمينا الرئيس نجيب ميقاتي، ولدى الحكومة الجديدة ملفات ملحة كالخبز والطحين والكهرباء وكل عذابات الناس، ويجب الاسراع في تأليفها».



كتلة "الوفاء للمقاومة"



«الوفاء للمقاومة»


سمت كتلة «الوفاء للمقاومة «الرئيس نجيب ميقاتي وتحدث باسمها النائب محمد رعد الذي قال: «موقفنا سهل ممتنع، لبنان اليوم بحاجة إلى حكومة فاعلة وفي الأزمات تتطلب المصلحة الوطنية توفير الفرص من أجل تأليف حكومة تواجه الاستحقاقات. وشخصية الرئيس المكلف من شأنها تعزيز الفرص لهذه الغاية».

وختم:» ان الكتلة سمت الرئيس نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة متمنية له التوفيق».



"التكتل النيابي الشمالي"



«شمال المواجهة»


كتلة شمال المواجهة التي تضمّ ميشال معوض وأديب عبد المسيح، سمت نواف سلام لرئاسة الحكومة، وقال النائب ميشال معوض: «سمينا نواف سلام، وأمام الخيارات المتاحة لمواجهة المنظومة وأمام تسمية اسم آخر يزيد من تشتت المعارضة، اعتبرنا اختيار سلام الخيار الافضل لمواجهة المنظومة».

أضاف أن «تشتت المعارضة عائق أساسي أمام قدرتنا على التغيير وسيحولنا من قوة تغييرية إلى قوة اعتراضية، وستبقي على لبنان مخطوفاً».

وقال: «هناك مسؤولية جماعية في المعارضة للاتفاق في الاستحقاقات الأساسية المصيرية، وإلا سنتحمل مسؤولية ما يحصل في البلد».



كتلة الجمهورية القوية في الإستشارات النيابية



«الجمهورية القوية»


لم تسمّ كتلة «الجمهورية القوية» أحداً لتكليفه تأليف الحكومة، وقال النائب جورج عدوان باسم الكتلة: «لم نسم أحداً لأن الكتلة كانت تحاول خلال الفترة الماضية أن تجمع القوى التي تتلاقى معها في موضوع السيادة لكي يكون لها موقف موحد للتسمية، لم ننجح في الموضوع وسنستمر في المحاولة كما يريد المواطنون، ومن واجباتنا كأكبر تكتل أن نجمع بين الأكثرية الجديدة».

أضاف: «لم نختر ميقاتي لأن برنامجنا لا يلتقي مع برنامجه، وخصوصاً في موضوع حكومات الوفاق الوطني التي تمنع المحاسبة وتحول مجلس النواب إلى مجلس مصغر للحكومة».

وتابع: « أما في ما يتعلق بتسمية السفير نواف سلام، فيجب أن تترافق التسمية مع معرفة الشخص، ولم يتواصل معنا مع العلم أننا سميناه في الفترة سابقة، ولم يطلعنا على برنامجه. كل مرة هناك مرشح لا يعلن برنامجه للملأ في القضايا السيادية، ويلتزمه لن نسميه. اخذنا ثقة الناس على أساس برنامج ولسنا مستعدين للتفريط بها».

جميل السيد

أكد النائب اللواء جميل السيد أنه لم يسم أحداً، وقال: «ما يجري لن يساعد البلد على الخروج من التدهور، إلا إذا حصلت انتخابات رئاسية مع حكومة منفصلة عن المجلس النيابي».

ورأى أن «ما من مسؤول يلعب لعبة انقاذية».

مخزومي

أعلن النائب فؤاد مخزومي أنه لم يسم أحداً، معتبراً أنه لم يسمع من نواف سلام أي موقف بالنسبة إلى قضايا سيادية عدة، وقال: «أما الرئيس ميقاتي فيمثل المنظومة. وأتمنى على المعارضة أن تتوحد قبل الانتخابات الرئاسية».

حسن مراد

أما النائب حسن مراد، فأعطى صوته للرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة.

طالوزيان

وأعلن النائب جان طالوزيان من بعبدا أنه سمى الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة.

أسامة سعد

أما النائب أسامة سعد، فأعلن انه لم يسمِّ أحداً لرئاسة الحكومة.

وقال: «الخراب في لبنان عميق ونحن امام أزمات سياسية جديدة وليس أمامنا الا أن نسعى الى معادلات قوة جديدة».

عبد الرحمن البزري

أعلن النائب عبد الرحمن البزري من بعبدا أنه لم يسم أحداً في الاستشارات النيابية الملزمة.

وقال: «أبلغنا الرئيس عون بأننا لن نسمي أحداً لرئاسة الحكومة وذلك لقناعتنا أن المشروع الإصلاحي لم يكتمل بعد».

ميشال ضاهر

أما النائب ميشال الضاهر فأكد أنه «لم يسمّ أحدا»، وقال: «اليوم معروف أن النتيجة ستكون لصالح ميقاتي ولدي اعتراض عليه في ما خص خطة التعافي، لان الخطة التي اعدها هي خطة «امشي حافي» وليست خطة تعافٍ ولدي العديد من الملاحظات عليها ولا اريد ان احمل ضميري بالتصويت له».

أضاف: «برأيي ان هذا البلد غير «راكب متل ما هو ماشي».

جهاد الصمد

أما النائب جهاد الصمد، فسمّى الرئيس سعد الحريري، إذ قال: «إزاء التشظي في قرار أهل السنة وجراء القرار الذي فرض على الرئيس الحريري ولأنني أعتبره الأكثر تمثيلاً سمّيت الحريري لتأليف الحكومة».

«مشروع وطن الانسان»


قال النائب نعمة افرام باسم كتلة «مشروع وطن الإنسان»: «قرّرنا إعطاء صوت النائب جميل عبود لميقاتي وأنا امتنعت عن التسمية».

وأشار إلى أنّه «من المهم أن يكمل نجيب ميقاتي عمله ولكن كنّا نأمل أن يكون هناك توافق أكبر».

فترة بعد الظهر

فراس سلوم

النائب فراس سلوم سمّى الرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة، وقال: «بسبب انحسار الخيارات بميقاتي وسلام وبما أن برنامج سلام غير معروف ورغم قناعتي بالتغيير قررت أن أسمي ميقاتي لرئاسة الحكومة ولكن ذلك لا يعني منحي الثقة للحكومة العتيدة».

شربل مسعد

أما النائب شربل مسعد فلم يسمّ أحداً، وقال: «بالنسبة لي ميقاتي هو من ضمن المنظومة التي فشلت في إدارة الأزمة ولذلك لن أُسمّيه ومع احترامي لشخص سلام فنحن لم نسمع أي مشروع له لإنقاذ البلد لذلك لن أسميه أيضاً».

بلال الحشيمي

من جهّته، أكد النائب بلال الحشيمي تسمية نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، متمنياً «تأليفها في أسرع وقت ممكن».

إيهاب مطر

أما النائب إيهاب مطر، فقال: «لأنّ البلد يحتاج إلى صيغة جديدة وإلى دم جديد ولأنني أرفض الصيغ التي تحول رئيس الحكومة إلى «باش كاتب» قرّرت تسمية روعة حلاب».

غسان سكاف

وقال النائب غسان سكاف إنّه «إنطلاقاً من رغبة الناس بالتغيير وبما أنّني لا أؤمن بالورقة البيضاء ولا بـ»لا تسمية» قرّرت تسمية السفير نواف سلام».

نبيل بدر

وأعلن النائب نبيل بدر، تسمية نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة قائلاً: «قناعة منّي بضرورة تشكيل حكومة لمواجهة التحديات المقبلة».



"نواب التغيير" متحدّثاً باسمهم النائب فراس حمدان



«نواب التغيير»


أما كتلة «نواب التغيير»، فسمّى 10 منهم نواف سلام، وامتنع 3 أعضاء عن التسمية هم: سينتيا زرازير، حليمة قعقور والياس جرادة. وقال النائب فراس حمدان باسم الكتلة: «بدأنا حديثنا مع الرئيس عون بالتذكير بأن 80% من اللبنانيين تحت خط الفقر وأن حقوق اللبنانيين باتت غير متوفّرة إلا لقلة قليلة من الناس ومن هذا المنطلق قلنا إنه من غير المقبول الاستمرار بالنهج والوجوه نفسها»، مضيفا: «نحمّل المنظومة مسؤولية تسارع الإنهيار ومواجهتنا مستمرّة داخل المجلس وقريباً في الشارع».

كبارة

وسمّى النائب عبد الكريم كبارة، الرئيس ميقاتي، قائلاً: «أعتقد أنّه الأقدر لقيادة هذه المرحلة»، وأضاف أنّه «إذا استمرّت الأمور على هذا المنوال فـ»الله يعين البلد».

يحيى

أعلن النائب محمد يحيى، «تسمية رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة».



كتلة "التنمية والتحرير"



«التنمية والتحرير»


أما عن «التنمية والتحرير»، فقال النائب ميشال موسى: «سمّت كتلتنا الرئيس ميقاتي لرئاسة الحكومة ربطاً بالنهج الذي يجب أن يتبع من الحكومة لا سميا لجهة الاستحقاقات المقبلة».



تكتل "لبنان القوي"



«لبنان القوي»


أعلن النائب جبران باسيل بأن «التكتّل اعتمد خيار عدم تسمية أحد لرئاسة الحكومة، لأنّنا لسنا مع تسمية نجيب ميقاتي لصعوبة تشكيل حكومة في هذا الوقت الضيق وصعوبة تحقيق أمور أساسية في المرحلة المقبلة من الاصلاحات وخطة التعافي وترسيم الحدود».

أضاف: «ننتظر من رئيس الحكومة خلق الأجواء المؤاتية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتزاماً من الأكثرية التي ستمنحه الثقة بإقرار قوانين ملحة ومعالجة قضايا الناس اليومية وتسيير شؤون الدولة».

ومع نهاية يوم الإستشارات النيابية، أعلنت «كتلة نواب الأرمن» تسمية الرئيس نجيب ميقاتي.

كتلة نواب الأرمن

سمت الكتلة الرئيس ميقاتي وتحدث باسمها النائب هاغوب بقرادونيان قائلا إنّ «رغم بعض المآخذ والملاحظات على أداء الحكومة الحاليّة، وبغياب المنافسة المتكافئة بين المرشّحين لتولّي رئاسة الحكومة، ومع إدراكنا للواقع الأليم وضرورة الإفساح لأمل ولو صغير، قرّرنا تسمية رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة بسرعة قياسيّة، دون الوقوع في مطبّات التّشكيل».


MISS 3