بوليفيا تُنهي شغور السلطة... وموراليس يُندّد بـ"أشنع انقلاب"

11 : 19

موراليس وآنيز (أ ف ب)

أعلنت النائبة الثانية لرئيس مجلس الشيوخ البوليفي جانين آنيز نفسها رئيسة انتقاليّة للبلاد أمس الأوّل، فيما سارع الرئيس السابق إيفو موراليس إلى التنديد بـ"انقلاب" من منفاه في المكسيك، التي وافقت على منحه اللجوء السياسي، في حين دعا الرئيس الفنزويلي المشكّك في شرعيّته نيكولاس مادورو، الجيش في بوليفيا، إلى إعادة موراليس إلى السلطة، معتبراً أن البلاد تُواجه خطر "حرب أهليّة".

وتحدّثت آنيز خلال جلسة للبرلمان لم يكتمل فيها النصاب عن "ضرورة خلق جوّ سلام اجتماعي"، في البلاد التي تشهد أزمة سياسيّة خطرة منذ الانتخابات الرئاسيّة في نهاية تشرين الأوّل. وآنيز مخوّلة وفق الدستور، تولّي الرئاسة بعد نائب الرئيس ورئيسَيْ مجلس الشيوخ ومجلس النوّاب في الكونغرس، الذين استقالوا جميعاً مع موراليس.

وعلى الرغم من أن جلسة مجلس النوّاب للمصادقة على استقالة موراليس وتأكيد تعيين آنيز البالغة 52 عاماً رئيسة انتقاليّة، لم يكتمل نصابها، إلّا أنّ النائبة الثانية لرئيس مجلس الشيوخ أعلنت نفسها رئيسة بالوكالة، معربةً عن أملها بـ"الدعوة إلى انتخابات في أقرب وقت ممكن". وأحدثت الاستقالات الجماعيّة فراغاً في السلطة، بعد أسابيع من الاحتجاجات الشعبيّة العنيفة التي تلت انتخاب موراليس لولاية رئاسيّة رابعة.

وقالت آنيز لدى وصولها إلى مقرّ المجلس أمس الأوّل: "لا يُمكننا البقاء من دون حكومة". وتوجّهت فوراً إلى مقرّ الحكومة، حيث أدّت اليمين، فيما صادقت المحكمة الدستوريّة على هذا الانتخاب. وسارعت إلى عقد اجتماعات مع قادة الجيش والشرطة. ويُفترض أن تدعو آنيز إلى انتخابات رئاسيّة في الأيّام التسعين التي تلي استقالة رئيس الدولة، بحسب الدستور.

من ناحيته، ندّد الرئيس البوليفي السابق من منفاه في المكسيك التي وصلها الثلثاء بـ"أشنع انقلاب في التاريخ". ووعد من مكسيكو، التي وصلها على متن طائرة عسكريّة بعد رحلة طويلة استغرقت 16 ساعة، بسبب رفض دول من أميركا اللاتينيّة السماح بتوقف طائرته فيها للتزوّد بالوقود، بمواصلة "النضال"، مؤكّداً أنّه لن يتوقف عن "ممارسة السياسة". كما اعتبر أنّ "لكلّ الشعوب الحق بالتحرّر"، وكرّر شكره للمكسيك لأنّها "أنقذت حياته". وبرز من بين مرافقي موراليس، نائبه الفارو غارسيا لينيرا ووزيرة الصحة السابقة غابرييلا مونتانو.

وكان موراليس قد قدّم استقالته الأحد بعد تخلّي الجيش عنه، ووجد نفسه معزولاً بشكل متزايد، في وقت تسارعت الأزمة فجأة في بوليفيا، حيث يشلّ إضراب عام وتظاهرات البلاد منذ نحو عشرة أيّام. وبوليفيا لا تزال شبه مشلولة مع توقف عمل وسائل النقل العام، وانتشر الجيش في الشوارع الإثنين لمساعدة الشرطة على ضبط الأمن بعد المواجهات العنيفة.

ودعت عشرون دولة من أعضاء منظّمة الدول الأميركيّة الثلثاء، إلى وقف العنف واحترام النظام الدستوري لتجاوز الأزمة في البلاد، وذلك في أوّل اجتماع للمنظّمة منذ استقالة موراليس. كذلك دعت فرنسا إلى "الهدوء وضبط النفس من قبل كلّ السلطات الانتقاليّة"، فيما نصحت واشنطن الرعايا الأميركيين بعدم السفر إلى بوليفيا بسبب "الاضطرابات الأهليّة"، وقامت بالحدّ من وجودها الديبلوماسي في البلاد.


MISS 3