موسكو تُحذّر من "ستار حديدي" جديد

الجيش الأوكراني يحرّر جزيرة الثعبان

02 : 00

الرئيس الروسي مستقبلاً نظيره الإندونيسي في موسكو أمس (أ ف ب)

بالتزامن مع جرعة الدعم الكبيرة التي تلقّتها أوكرانيا من قمّة الناتو، أشاد الجيش الأوكراني أمس بتحرير جزيرة الثعبان الإستراتيجية بعد الإعلان عن انسحاب القوات الروسية من هذه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود والمحتلّة منذ الأيام الأولى للغزو الروسي.

وشكر القائد العام للقوات المسلّحة الأوكرانية فاليري زالوجني "المدافعين عن منطقة أوديسا الذين بذلوا أقصى جهودهم لتحرير منطقة ذات أهمية استراتيجية"، بينما إدّعت وزارة الدفاع الروسية انجاز قواتها أهدافها المحدّدة في جزيرة الثعبان وسحبت كتيبتها منها كبادرة حسن نية لتسهيل تصدير الحبوب من أوكرانيا.

وفي غضون ذلك، إختتم الناتو قمّته في مدريد أمس على وقع تحذير روسي من قيام "ستار حديدي" بين موسكو والغرب، إذ قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي في مينسك مع نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي: "الواقع أن الستار الحديدي هو في طور القيام"، مستعيداً العبارة الشهيرة لونستون تشرشل الذي كان يُشير من خلالها إلى فصل القارة الأوروبّية بين دول رأسمالية والكتلة السوفياتية، ما أدّى إلى "الحرب الباردة".

وأعلن الحلفاء الغربيون عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، حيث كشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن مساعدات إضافية بمليار جنيه استرليني (1.16 مليار يورو)، فيما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن واشنطن ستُسلّم أوكرانيا مساعدات عسكرية جديدة "بأكثر من 800 مليون دولار" من مضادات للطائرات ومدفعية ومعدّات أخرى.

وفي ختام قمّة "حلف شمال الأطلسي"، قال بايدن: "سنبقى إلى جانب أوكرانيا وكلّ الحلف سيبقى إلى جانب أوكرانيا طالما لزم الأمر لضمان أنها لن تُهزم من قبل روسيا"، مضيفاً: "لا أعرف كيف ومتى سينتهي الأمر. لكن الحرب لن تنتهي بهزيمة أوكرانيا"، في حين أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مراجعة للبرنامج العسكري للبلاد، مشدّداً على ضرورة "تسريع وتفعيل إنتاج بعض أنواع المعدّات"، بينما ندّد المستشار الألماني أولاف شولتز باتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحلف الأطلسي بأن لديه "طموحات إمبريالية"، واصفاً التوصيف بأنه "سخيف".

توازياً، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تكثيف الجهود الديبلوماسية في سبيل التوصّل إلى "وقف دائم لإطلاق النار" في أوكرانيا. وقال: "نُحافظ على نهج متوازن وليس على سياسة عدوانية"، إذ "نستورد أكثر من 40 في المئة من غازنا من روسيا، نبني محطّة للطاقة النووية مع روسيا، كلّ هذا له أهمّية كبيرة بالنسبة إلينا"، في وقت كشف فيه الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو أنه سلّم بوتين رسالة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من دون أن يكشف مضمونها.

من ناحيته، نفى الرئيس الروسي أي مسؤولية لموسكو عن المخاوف المرتبطة بخطر حدوث أزمة غذاء عالمية، وذلك أثناء استقباله نظيره الإندونيسي الذي تتولّى بلاده الرئاسة الدورية لـ"مجموعة العشرين"، فيما أعلنت السلطات التي نصّبتها قوات الاحتلال الروسية في جنوب أوكرانيا انطلاق أوّل سفينة محمّلة بـ7 آلاف طن من الحبوب الأوكرانية من مرفأ بيرديانسك، في أوّل عملية تصدير من نوعها.

تزامناً، استدعت وزارة الخارجية الروسية سفيرة المملكة المتحدة في موسكو ديبورا برونرت وأبلغتها احتجاجها الشديد على "التصريحات غير اللائقة للسلطات البريطانية إزاء روسيا ورئيسها ومسؤوليها، وكذلك حيال الشعب الروسي". وكان جونسون قد اعتبر أنّه "لو كان بوتين إمرأة، وهو ليس كذلك كما هو واضح، فلا أظنّ أنّه كان سيشنّ هذه الحرب الذكورية المجنونة... حرب عنيفة تهدف إلى اجتياح أوكرانيا"، بينما ردّ الرئيس الروسي عليه قائلاً: "أُريد فقط أن أستعيد أحداثاً من التاريخ... عندما قرّرت مارغريت تاتشر شنّ عمليات عسكرية ضدّ الأرجنتين من أجل السيطرة على جزر فوكلاند. هنا، اتخذت إمرأة قراراً بشنّ عمل عسكري".


MISS 3