جريمة أبو عاقلة: الفلسطينيّون يُدينون محاولة "حجب الحقيقة"

02 : 00

كلّ المعطيات والمؤشّرات والتحقيقات المتعاقبة تؤكّد بشكل لا لُبس فيه أن الرصاصة التي قتلت الصحافية الفلسطينية - الأميركية شيرين أبو عاقلة أُطلقت من بندقية إسرائيليّة، كان آخرها ترجيح الولايات المتحدة أمس أن تكون الرصاصة أُطلقت من موقع إسرائيلي، ولو أنّها شدّدت في الوقت عينه على عدم وجود ما يدعو للاعتقاد بأن أبو عاقلة قُتِلت بشكل متعمّد، بينما دان الفلسطينيون "محاولات لحجب الحقيقة" في القضية التي هزّت الرأي العام العالمي.

وفي أوّل تعقيب رسمي على تقرير أصدره خبراء أميركيون بعد معاينة الرصاصة التي قتلتها، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" حسين الشيخ في تغريدة أن "حكومة الإحتلال تتحمّل مسؤولية اغتيال شيرين أبو عاقلة وسنستكمل إجراءاتنا أمام المحاكم الدولية، ولن نسمح بمحاولات حجب الحقيقة أو الإشارات الخجولة في توجيه الإتهام لإسرائيل".

كما اعتبر النائب العام الفلسطيني أكرم الخطيب في بيان أن "ما صرّح به الجانب الأميركي في شأن نتائج الفحص الفنّي عن وجود أضرار بالغة في المقذوف الناري حالت دون التوصّل إلى نتيجة واضحة في شأنه، فإنّ النيابة العامة تؤكد عدم صحة ذلك وتستغرب ما ورد في البيان كون التقارير الفنية الموجودة لدينا تؤكد أن الحالة التي عليها المقذوف الناري قابلة للمطابقة مع السلاح المستخدم".

وإذ رأى أنّه "من غير المقبول ما ورد من تصريح الجانب الأميركي بعدم وجود أسباب تُشير إلى أن الاستهداف كان متعمّداً، سيّما وأنهم كانوا على اطّلاع بمجمل تحقيقات النيابة العامة التي أكدت مسألة التعمّد في القتل"، أكد أن "إسرائيل تتحمّل المسؤولية الكاملة عن تعمّد اغتيال الشهيدة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة وسنعمل على استكمال إجراءاتنا القانونية لملاحقة إسرائيل أمام المحاكم الدولية".

بدورها، أصدرت عائلة شيرين بياناً بالإنكليزية جاء فيه: "بالنسبة لإعلان وزارة الخارجية الأميركية... أنّ الاختبار الذي أُجري للرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة، وهي مواطنة أميركية، لم يكن حاسماً في شأن مصدر السلاح الناري الذي أُطلقت منه، لا يسعنا أن نُصدّق الأمر"، في حين حضّت حركة "حماس" على إجراء تحقيق دولي، معتبرةً أن التحقيق الأميركي ينطوي على "انحياز فاضح" للرواية الإسرائيلية.

وكانت الخارجية الأميركية قد كشفت أن الرصاصة لا تُتيح التوصّل إلى "استنتاج نهائي" في ما يتعلّق بمصدرها. وقال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن "خبراء بالستيين خلصوا إلى أن الرصاصة متضرّرة بشكل كبير ما حال دون التوصّل إلى استنتاج نهائي"، بعد "تحليل جنائي شديد التفصيل" بمشاركة خبراء من الخارج.

وأوضح المنسّق الأمني الأميركي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية أن الطرفَيْن أتاحا الاطّلاع الكامل على تحقيقاتهما الخاصة في الأسابيع الأخيرة، فيما ذكرت الخارجية الأميركية أنه بناءً على نتائج التحقيقَيْن "خلص المنسّق الأمني الأميركي إلى أنه من المرجّح أن تكون أبو عاقلة قُتِلت بإطلاق نار من موقع للجيش الإسرائيلي".

وشدّدت على أن "المنسّق الأمني الأميركي لم يجد ما يدعو إلى الاعتقاد بأن الأمر متعمّد، بل جاء نتيجة ظروف مأسوية خلال عملية للجيش الإسرائيلي ضدّ فصائل تابعة لحركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية". وفي ردّ فعل على ما خلص إليه التحقيق الأميركي، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد عن أسفه لمقتل أبو عاقلة "المأسوي" وشدّد على أن التحقيق الإسرائيلي خلص "بشكل قاطع إلى عدم وجود نيّة متعمّدة لإيذائها".

وجاء في بيان لابيد أن إسرائيل ستواصل "إحباط الإرهاب حيثما كان"، مع التأكيد على "حرّية العمل الصحافي". كما اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أنه "يتعذّر تحديد مصدر إطلاق النار"، مشيراً إلى أن "التحقيق سيستمرّ".


MISS 3