متظاهرون يتهجّمون على وزيرة في لندن

احتجاجات حاشدة في هونغ كونغ "تُعاند" تهديدات بكين

12 : 16

موظّفون يحتجّون رافعين راحات أيديهم إشارةً إلى المطالب الأساسيّة الخمسة للحركة (أ ف ب)

لم ينفع تحذير الرئيس الصيني شي جينبينغ للمتظاهرين في هونغ كونغ، في ضبط تحرّكاتهم وكَبْت احتجاجاتهم المطالِبة بإصلاحات ديموقراطية في المدينة المتمتّعة بحكم شبه ذاتي، بل اشتدّت حدّتها واتّسعت رقعتها لتطاول مناطق خارج "البلد الواحد ذي النظامين"، وتحديداً لندن، حيث وجَدَ فيها المعتصمون "فرصة" لصبّ غضبهم على السلطات "الصمّاء"، وسط تحذير الصين، بريطانيا، من "استجلاب الويل لنفسها" إذا استمرّت بالتواصل معهم.

وشارك آلاف المتظاهرين المؤيّدين للديموقراطية في هونغ كونغ، بمسيرة أمس، وواصل بعضهم الاحتجاج في الجامعات، فيما تكرّرت لليوم الخامس توالياً، معاناة الموظفين المضطرّين للذهاب إلى العمل، في ما بات مهمة شبه مستحيلة مع إغلاق الطرق ووقف وسائل النقل العام، في استراتيجية جديدة اعتمدها المحتجّون الأسبوع الأخير لاستنزاف الشرطة، والضغط على السلطة التنفيذية المؤيّدة لبكين. واستفاد آلاف الموظفين مجدّداً من استراحة الغداء للمشاركة في مسيرة في حي سنترال دعماً للمتظاهرين. ورفع معظمهم أصابعهم الخمسة إشارةً إلى المطالب الأساسية الخمسة للحركة، بما في ذلك التحقيق في عنف الشرطة والإصلاحات الديموقراطيّة.

وليلة الخميس، امتدّت ذيول الأزمة إلى لندن، التي تبعد آلاف الكيلومترات، حيث تهجّم متظاهرون بعنف على وزيرة العدل في هونغ كونغ تيريزا تشينغ، التي طوّقها حوالى عشرة ملثّمين، فيما كانت تستعدّ لحضور حفل في "مدينة الضباب"، وصوّب هؤلاء أضواء الكشافات في اتجاهها وهم يصرخون "قاتلة"، مردّدين شعارات حركة الاحتجاج في هونغ كونغ.

وأظهر مقطع فيديو الوزيرة تسقط أرضاً، من دون أن يتضح إن كان أحد المحتجّين قد دفعها، لكنّها نهضت بعد لحظات بلا أي علامات تدلّ على أنها مصابة. وأعلنت شرطة المدينة أنها تُحقق في الأمر، بينما دانت رئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ كاري لام "العدوان الهمجي"، في حين طالب الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ المملكة المتحدة، بـ"التحقيق في الوقائع فوراً وبذل قصارى جهدها لتوقيف الفاعلين لضمان أمن الموظفين الصينيين وكرامتهم".

واعتبر أن "بعض السياسيين البريطانيين يخلط بين الصواب والخطأ، هم يحجبون الأعمال العنيفة وغير القانونية في هونغ كونغ ولديهم اتصالات مباشرة مع مثيري الشغب المناهضين للصين". ورأى أنه "إذا لم تغيّر بريطانيا سلوكها واستمرّت في صبّ الزيت على النار وزرع الفتنة والتحريض (على الاضطراب)، فستجلب الويل لنفسها".

وفي مقابل التظاهرات "العنيدة"، نشرت "أبواق" السلطات الشيوعيّة في بكين أخباراً تهدف إلى إحباط عزيمة المتظاهرين، من بينها التلويح تارةً بـ"احتمال فقدان الحكومة الصينية صبرها فتقرّر إرسال قوات إلى هونغ كونغ"، وطوراً إعلان أنّ السلطة التنفيذية في المدينة ستفرض حظر تجوّل في عطلة نهاية الأسبوع، ما نفته سلطات المدينة ووضعته في إطار شائعات "لا أساس لها على الإطلاق".

إلى ذلك، أكد مصدر في وزارة الخارجية الألمانية أمس، أنّ مواطنَيْن ألمانيَّيْن احتُجزا في هونغ كونغ، وهما يتلقيان دعماً من القنصلية. وكانت صحيفة "بيلد" الألمانية أفادت بأن طالبَيْن مبتعثَيْن يدرسان في جامعة "لينغنان" في المدينة قد احتُجزا هناك.


MISS 3