لتشجيع المبادرات الفردية... ولكن!

هيدا رأيي بقلم أسعد سبليني

12 : 41

هذا رأيي، قد يشاركني به الكثيرون من المتابعين للشأن الرياضي في لبنان، خصوصاً الذين يعيشون معاناة الأندية ولاعبيها. واقعنا المؤلم ينطلق من قدرات وطموحات كبيرة، لكنها للأسف تصطدم بقلة الحيلة والغطّ في سُبات عميق، في ظلّ سياسة عقيمة من دون تخطيط ولا دراية تساهم بشكل أو بآخر في تكريس هذا الواقع المؤسف، والذي يحدّ من إندفاع العمل الفردي، ومن يدري كم من الوقت سنبقى غافلين، وقد سبقنا القطار ونحن نبكي على الأطلال وليس باليد حيلة، والشكوى لغير الله مذلة...

الخامات موجودة بالتأكيد، لكن من يصقلها؟ القدرات موجودة، فمن يطوّرها؟ الطموحات موجودة، من يترجمها؟ نبدأ من الدولة ووزاراتها المعنية، مروراً بالإتحادات الرياضية وانتهاءً بإدارات الأندية، والمسؤولية تقع عليكم جميعاً، وتبقى الأولوية في كيفية الانتقال من الهواية الى الإحتراف، ولا شيء مستحيل في هذا المجال، لكنّ الأمر بكلّ بساطة يحتاج أولاً الى قرار...

في ظلّ الثورة القائمة على الفساد لا بدّ من خطوة جريئة بتغيير النهج والعقلية، وإذا كانت المبادرات الفردية قد أهدت لبنان لقباً آسيويّاً مرموقاً ورفعت علمنا عالياً في المحافل الخارجية المهمّة، وإذا كنا بالعزيمة والأصرار حصلنا على ميدالية ذهبية غالية أثلجت قلوبنا ورفعت معنوياتنا، والقائمة تطول وتطول في ما خصّ المبادرات الفردية، فكيف لو كان ما يتحقّق هو ثمرة عمل جماعي على مستوى الوطن بأسره، وأقصد هنا وضع سياسة عامة للأدارة الرياضية عبر التخطيط السليم والصحيح؟

يكفي معاناة، فالإتحادات لا حول ولا قوة في ظلّ ندرة الدعم لها، حتى انها لا تملك الحقّ بإدارة ملعب رياضيّ، والأندية تعيش واقعاً صعباً ومرّاً ولا حلول واضحة أو شافية، وهي تطلق صرخة تصل الى حدّ المطالبة بإلغاء البطولات الرسمية، لاعبون يشحدون رواتبهم، ولن نتكلم هنا عن إصابات الرياضيين الذين يعيشون من ألعابهم ولا ضمانة لهم...

نحن لا نطلب المستحيل، نقول لمن بيده القرار أنّ هناك أمثلة واضحة للعيان في دول صديقة وقريبة ومنفتحة، بانّ الإدارة الرياضية ليست فقط مراكز أو نصوص قوانين، بل هي عقلية وإرادة وإيجاد سبل الدعم وتشجيع المبادرات الفردية كي لا نخسرها لاحقاً، وتطوير الأجهزة الفنية ودعم الفئات العمرية، وإلا على الرياضة السلام...


* أسعد سبليني

(أمين سرّ نادي النجمة الرياضي)


MISS 3