جاد حداد

10 Minutes Gone بروس ويليس أفضل عنصر في الفيلم

18 تشرين الثاني 2019

10 : 11

في هذا الفيلم، يضطر رجل فقد ذاكرته بسبب عملية سطو فاشلة على بنك لاسترجاع 10 دقائق مفقودة من ذكرياته لمعرفة هوية مخرّبي العملية.

يعود المخرج براين ميلر (من أعماله Vice)، (الرذيلة)، الذي أصبح متخصصاً ببرمجة التلفزيون الرقمي، مع فيلم طويل يُعرَض مباشرةً على المنصات الرقمية. يسمح له 10Minutes Gone

(10 دقائق مفقودة) بالتعاون مجدداً مع واحد من الممثلين المفضلين لديه: بروس ويليس المعروف بسلسلة Die Hard (الموت الصعب). هما يتعاونان معاً للمرة الرابعة، لكن لم يعد ويليس قادراً على التصوير في مكان بائس لأكثر من يوم أو يومين.

يقود "فرانك" عملية بسيطة جداً مع شقيقه وبعض الزملاء الآخرين. هم يخططون لسرقة خزنة في بنك. لكن حين تفشل العملية، يفقد "فرانك" وعيه ويستيقظ إلى جانب جثة شقيقه. ثم يبدأ "فرانك" البحث عن من يعتبرهم مسؤولين عن قتله ويحاول اكتشاف اللغز وراء تلك العملية، فيما تلاحقه قاتلة بأمرٍ من رب عمله "ريكس".

لا يمكن إلا أن تصيبنا الدهشة عند مشاهدة 10Minutes Gone. في العادة، يتعثر بروس ويليس في بعض المشاهد، فيكتفي أحياناً بقراءة سطور مكتوبة على ورقة كرتون أمامه، ثم يؤدي مشهد حركة مع ممثله البديل. لكن كان لافتاً أن يصبح ويليس أفضل عنصر في هذا الفيلم. يظهر الممثل لعشر دقائق تقريباً، وتدور معظم مشاهده وسط الديكور نفسه ولا يشارك في أي مشهد حركة، بل يكتفي بتقديم حوارات طويلة حيث يستعرض الوقائع ويفسر سيناريو الفيلم لأعوانه. مع ذلك، يسهل أن نشعر بمدى تعمقه في الدور، ولا بد من الإشادة بأدائه المتماسك.



لكن في الوقت نفسه، يوضح ويليس أكبر مشكلة في 10Minutes Gone. مع كامل الاحترام للفريق التقني والممثلين وبراين ميلر، يجب أن نعترف بأن بقية عناصر الفيلم سيئة جداً. يعرض السيناريو قصة "الخنازير الثلاثة الصغيرة"، لكنه يستبدل الذئب بالخنزير والعكس صحيح. يلاحق مايكل شيكليس (The Shield)، (الدرع) المشتبه فيهم ويحاول النيل منهم عبر النفخ عليهم! تترافق هذه المواقف دوماً مع مشاهد حركة مشابهة للمشهد الأول الذي يتكرر بدوره خلال أغنية البداية، ثم يتكرر للمرة الخامسة خلال المواجهة الأخيرة الكبرى قبل نهاية الفيلم.

في هذه المغامرة الباهتة، حيث نشعر بأن المخرج يجد صعوبة كبرى في تمرير 90 دقيقة، نشاهد شيكليس بدور القائد الذي يتعاون مع شخصية كريهة تؤديها ميدو ويليامز (Den of Thieves)، (عرين اللصوص). تجسّد هذه الممثلة دور حبيبة الشقيق الميت، وحين تعرف بموت الرجل، يتّضح ضعف أدائها. مع ذلك، لم تكن أسوأ عنصر في الفيلم. بل تذهب جائزة أسوأ أداء لمساعد بروس ويليس الذي يبدو مندهشاً لأنه حصل على فرصة التفوه ببعض السطور. يصعب ألا نلاحظ تمثيله السيئ!

كل ما تبقى من الفيلم مريع! لا يحمل السيناريو أي مفاجأة ولا يشمل أي لحظات قوية، ولا تقدم الحوارات أحياناً أي معنى ملموس. كذلك، تبرز مشاكل أخرى على مستوى المنطق والتماسك في النص والإخراج معاً. مستوى الإخراج متوسط أو حتى سيئ خلال مشاهد الحركة. بشكل عام، تقتصر هذه المشاهد على أشخاص يطلقون النار في الفراغ لدقائق طويلة وسط كمّ هائل من الأسلحة وإعلانات "فورد"، ماركة السيارات المفضلة لدى سكان "سينسيناتي".

كان واضحاً منذ البداية أن الفيلم لن يكون تحفة فنية لامعة. لكن من كان ليظن أن بروس ويليس سيتألق ويصبح النقطة الإيجابية الوحيدة التي تجعلنا نتابع الفيلم حتى نهايته؟!

MISS 3