جورج الهاني

كلمة التحرير

ميزانيات خيالية في بلد مُنهك

13 تموز 2022

02 : 05

فاقت الأموال التي خصّصتها بعض أندية كرة السلة للتعاقد مع عدد من نجوم الصف الأول أو ما يُعرف بلاعبي "لائحة النخبة" كلّ تصوّر وخيال، ففي ظلّ الظروف الإقتصادية والمالية الخانقة المحيطة بلبنان، حيث الرياضة تراجعت قسراً عن الواجهة لمصلحة المتطلّبات المعيشية والحياتية الملحّة، تجرأت بعض الأندية على دفع مبالغ "خيالية" لتعزيز صفوفها للموسم المقبل.

أما ما هو مستغربٌ فعلاً، فإنّ رؤساء بعض هذه الأندية لا ينفكّون حتى اليوم عن زيارة القريبين والبعيدين من الميسورين والمقتدرين ويتباكون أمامهم على ما آلت إليه أوضاعهم وأحوال صناديقهم شبه الفارغة من العملتَين اللبنانية والأجنبية، طالبين الدعم والمساعدة ولو بما تيسّر من المال ليُكملوا المسيرة الرياضية بالحدّ الأدنى، فإذ بهم بين ليلة وضحاها يشكّلون فرقهم بميزانية تناهز المليون دولار أميركي مع العودة المرتقبة للاعبين الأجانب في الموسم المقبل، في وقت تفتش عائلات لبنانية معدومة الدخل عن مئة دولار لتعتاش منها شهرياً.

ما حصـل في سوق إنتقـالات اللاعبين في الأسابيع الأخيرة ليس أمراً صحّياً في بلد منهك يعيش أوضاعاً إستثنائية مقلقة، فمن أين ستأتي الأندية بهذه الأموال الطائلة، ومن الذي يضمنُ بأنها ستستطيع الإلتزام بوعودها ودفع رواتب لاعبيها "فريش" بالعملة الخضراء في الوقت المحدّد؟

علماً أنّ بعض هذه الأندية قد تواجه فرقها نقمة داخلية، بعد أن بدأ يتسرّب مؤخراً من كواليس هذه الفرق أنّ ثمة لاعبين ناقمين وغير راضين عن الفارق الكبير في الأرقام بين ما سيتقاضونه، وهم من صلب فرقهم وأساسها، وبين ما سينعم به زملاؤهم الجدد المحظوظون، وهي أزمة مستجدّة لم يحسب لها القيّمون على الأندية حساباً.


MISS 3