الثورة بعين الرياضيين

الثورة مستمرّة والمُحاسبة مطلوبة

02 : 00

بعد مرور شهر كامل على اندلاعها، أثبتت الثورة الشعبية التي عمّت كل مدن لبنان وبلداته من شماله الى جنوبه، مروراً بالبقاع والعاصمة والجبل، أنها حققت النجاح والانتصار بكلّ ما للكلمة من معنى، خصوصاً في الأسبوع الاخير، وقد برهنت بذلك أنها ما زالت في ذات الزخم والقوّة، وهي بالطبع ستستمرّ وستتصاعد بفضل هذا الشعب الطيّب والوفيّ الذي أكد للعالم انه شعب حيّ ينشد العدل والمساواة بين الجميع، وقد تُوّج هذا النصر أخيراً بنزول طلاب المدارس والجامعات الى الشوارع والساحات مطالبين بالحرية وبحقّ العيش الكريم.

وإن تحدّثنا عن إنجازات الثورة، فلا يمكننا إغفال ما تحقق أول من أمس الأحد في انتخابات نقابة المحامين في بيروت، والتي انتهت بانتصار كاسح للمرشح المستقلّ ملحم خلف في وجه أحزاب السلطة مجتمعة، التي سقطت بالضربة القاضية أمام "تسونامي" التغيير الذي تطالب به الثورة وتناضل في سبيله منذ 17 تشرين الأول الماضي، وهذا دليلٌ ساطعٌ على أنّ كلّ طبقات المجتمع، من مثقفين وفنانين وطلاب ورجال أعمال وعمّال وأطبّاء ومهندسين وغيرهم أعطوا الأمل بولادة فجر جديد لوطن الأرز في ظلّ دولة عاجزة أغمضت عينيها تماماً على كلّ مطالب الشعب المحقّة.

المطلوب اليوم من خلال هذه الثورة البيضاء الشريفة إسترداد الأموال المنهوبة، خصوصاً تلك التي رُحّلت الى مصارفَ خارج البلاد ومحاسبة كلّ من قام بتهريبها لمصالحه الشخصية، فأوصلت الشعب في المقابل الى الفقر المُحتم.

من ناحية ثانية، وصلت الرياضة في لبنان أيضاً الى الحضيض من خلال المحسوبيات والوساطات والتدخلات السياسية المتكررة التي أجهزت على ما تبقى من رياضة عندنا، وها هم لاعبونا ومدرّبونا يهاجرون لكسب قوتهم، وهذا الأمر مقلقٌ وخطير وسيُفرغ الاندية من لاعبيها شيئاً فشيئاً، "الله يستر"...

جودت شاكر

مدير الأنشطة الرياضية في النادي الرياضي بيروت


MISS 3