جاد حداد

Charlie's Angels... مغامرة نسائية ممتعة!

19 تشرين الثاني 2019

02 : 00

كانت النسخة السينمائية الجديدة من سلسلة Charlie’s Angels (ملائكة تشارلي) منتظرة منذ وقت طويل، بما أن الجزأين الأخيرين، Charlie’s Angels و Charlie’s Angels: Full Throttle (ملائكة تشارلي: اختناق كامل)، عُرضا في العامين 2000 و2003 على التوالي. العمل مستوحى في الأصل من مسلسل تلفزيوني ناجح عُرِض بين 1976 و1981. بعد جوزيف ماكجينتي نيكول في الجزأين السابقين، تتولى امرأة للمرة الأولى إخراج هذا الجزء: إنها إليزابيث بانكس التي تُعتبر أيضاً واحدة من نجوم الفيلم الجديد. كان يُفترض أن تقف امرأة وراء الكاميرا لإخراج سلسلة تتمحور حول قوة النساء منذ وقت طويل، لكن يبدو أن القيّمين على الأفلام المرتبطة بالنساء في هوليوود لم يقتنعوا بأهمية دور المرأة الإخراجي قبل حملة #أنا_أيضاً المضادة للتحرش. لكن من باب الإنصاف، سبق وشاركت بانكس في جميع الأدوار القيادية في عالم السينما، فكانت منتجة مسلسل Pitch Perfect (درجة الكمال) وأخرجت Pitch Perfect 2، الكوميديا الموسيقية التي حصدت أعلى الإيرادات على الإطلاق. تدور الأحداث هذه المرة بين برلين واسطنبول. تتمحور القصة حول عالِمة شابة اسمها "إيلينا هولين" (ناومي سكوت، من آخر أدوارها "جاسمين" في Aladdin)، تعمل في مشروع "كاليستو" لمصادر الطاقة المستدامة وتقلق من احتمال أن يتخذ ذلك المشروع منحىً مسلحاً. فتحاول إقناع رب عملها "بيتر فليمينغ" (نات فاكسون) بعدم إطلاقه في السوق العالمية قبل تصحيح هذا الخلل، لكنه يتجاهل طلبها. إنه الحافز الحقيقي وراء عودة جيل جديد من "ملائكة تشارلي". يتألف فريق مكافحة الجريمة هذه المرة من عميلة سابقة في جهاز الاستخبارات البريطاني اسمها "جاين" (إيلا بالينسكا)، والشابة المتمردة والمتهورة "سابينا" (كريستن ستيوارت) التي تعمل، مثل جميع سابقاتها، لصالح "وكالة تاونساند" التي أصبحت عالمية الآن، لكنها لا تزال مموّلة من الملياردير الغامض "تشارلي" الذي يحافظ على هويته السرية. وفي قصة جانبية مختلفة، يتقاعد رئيس الوكالة السابق "جون بوسلي" (باتريك ستيوارت) وتتولى خليفته "سوزان بوسلي" (إليزابيث بانكس) الآن تعقب اجتماعات الفتيات. تحت قيادتها، ينضم الفريق إلى خبيرة البرمجة البارعة "إيلينا" في محاولة لمنع وصول جهاز "كاليستو" إلى جهات خاطئة. تترافق هذه المحاولات مع فوضى عارمة ومغامرات تتحدى الموت. مع ذلك، تحافظ الفتيات على شعرهنّ المستعار وأزيائهن اللامعة التي تبدو هستيرية بقدر مشاهد الحركة على الشاشة.



قالت بانكس في مقابلة جديدة: "أردتُ أن أصنع فيلماً لتكريم النساء الناشطات... شعرتُ بأن هوية "ملائكة تشارلي" تتمحور حول الأخوّة والصداقة والتعاون والإيمان بقدرة المرأة ودعمها. أردتُ أن أحتفل بالعمل الجماعي للسيدات". هذا ما حققته فعلاً لأن السيناريو يحمل نكهة نسائية قوية. تطغى هذه الفكرة على المحادثة بين "سابينا" و"جوني" (الممثل كريس بانغ المولود في أستراليا) في أول مشهد. تبدو النساء رائعات ويتمسكن بمبادئ الاستقلالية والصرامة في ظل ظروف استثنائية معتادة، وتكشف ستيوارت عن مهارة كوميدية خفية، مع أن جزءاً من حواراتها كان يحتاج إلى لمسة فكاهية إضافية. أما فاكسون وشخصيات شريرة أخرى، مثل سام كلافين بدور صناعي فاسد وجوناثان تاكر بدور قاتل صامت، فينشرون أجواء كافية من الشر والأحقاد لإبقاء الفتيات على أتم استعداد للمواجهة. يؤدي باتريك ستيوارت المعروف بأدائه الصلب دور "بوسلي" المتقاعد ويتّسم هنا بلمعان عينيه ونظرته الثاقبة.

حتى لو لم تكن من محبي سلسلة Charlie’s Angels، يمكنك أن تستمتع بهذه القصة الحماسية. تحافظ بانكس على أجواء خفيفة، فيبدو الفيلم أشبه بنسخة نسائية منMission: Impossible (مهمة مستحيلة)، لكن من بطولة "جاين" بوند هذه المرة. إنها رحلة ممتعة! قد تتساءل أحياناً عن مغزى القصة، لكن لا أهمية لذلك! في نهاية المطاف، ستستمتع بأجواء الفيلم أثناء مشاهدته ثم تنساه فور مغادرة صالة السينما!


MISS 3