مايا الخوري

المخرج أسد فولدكار: الإنتاج اللبناني يتحسّن ويحقق نقلة نوعية

16 تموز 2022

02 : 01

مع جورج خباز واشرف عبد الباقي في كواليس راجل وست ستات
يتنقل المخرج أسد فولدكار منذ سنوات بين مصر والسعودية حيث ينفّذ مشاريع يطغى على غالبيتها الطابع الكوميدي وأبرزها السيت كوم المصري "راجل وست ستّات". وهو يستعدّ لتصوير سداسية مصرية تشويقية قبل أن ينطلق فيلمه المصري الثاني "السرايا الحمرا" ويتوجّه بعدها إلى لبنان لبرمجة تصوير مسلسل "سر وقدر".عن مشاريعه المتنوعة يتحدث إلى "نداء الوطن".

أعمالك اللبنانية مقلّة فيما انت ناشط في مصر والسعودية، ما سبب الغياب عن لبنان؟

صحيح، شعرت فجأة بهذا الغياب الطويل الذي فرضته ظروف العروض التي تلقّيتها للعمل في مصر والسعودية، فغبت مهنياً عن لبنان، لكنني أعود إليه قريباً لتنفيذ مشروع جديد.


إنطلاقاً من الخبرات التي إكتسبتها في الدراما السعودية والمصرية، ما الذي يميّزها عن بعضها البعض وعن الدراما اللبنانية؟


تعيش الدراما السعودية والمصرية واللبنانية في مرحلة خاصة جداً يطغى عليها التطوّر وأسلوب التعبير الجميل جداً، لذا أرى أن الثلاث معاً في مرحلة إنتقالية قويّة جداً. وهي تتميّز عن بعضها البعض على صعيد المواضيع المطروحة، أمّا طريقة الأداء، فلا تمايز فيها، بسبب الخليط العربي الذي تحقق بين البلدان العربية. برأيي، تقدّم الدراما اللبنانية إنتاجات ضخمة بفضل توافر المنصّات الرقمية ما ينعكس إيجاباً على الدراما بشكل عام.

ما الذي حققته بفضل "سيــــت كــــوم" "راجل وست ستّات" خصوصاً أنه استمـــر أكثـــر مـــــن 12 عاماً؟

شكّل هذا "السيت كوم" نقطة مهمّة جداً في مسيرتي المهنية، ومثلما عرّف فيلمي السينمائي الأول "لما حكيت مريم" العالم العربي والمهرجانات السينمائية على قدراتي المهنية، وأدخلني إلى مجالات واسعة، كذلك فعل "راجل وست ستّات"، وذلك لأن التلفزيون منتشر أكثر بكثير من السينما، فقدّم لي الشهرة والإنتشار، فاسحاً في المجال أمام آفاق جديدة.

ما الذي يميّز "السيت كوم" عن المسلسل الكوميدي المتعارف عليه؟

يتألف المسلسل الكوميدي من قصة واحدة طويلة مقسّمة على حلقات تلفزيونية عدّة، فيما تتضمّن كل حلقة تلفزيونية من "السيت كوم" قصة جديدة تنتهي مع إنتهاء الحلقة، تؤديها الشخصيات نفسها، في الموقع نفسه. فنتعرّف إليها في مواقف مختلفة، ما يفسح في المجال أمام المشاهد الذي لم يتابع سائر الحلقات للإستمتاع أيضاً. من جهة أخرى، إذا تابع المشاهد كل الحلقات، سيتعرّف أكثر إلى خلفية الشخصيات وتفاعلاتها مع الأحداث لأنه يصبح متآلفاً أكثر مع طباعها، فيزيد الضحك والإستمتاع بالمواقف.

كيف تفسّر إقبالك على الأعمال الكوميدية رغم أن فيلمك الأول "لما حكيــــــــت مريم" تراجيدي بامتياز؟

بعدما قدّمت هذا الفيلم توجّهت إلى مصر لتنفيذ مشروع "راجل وست ستّات"، عندها سُئلت عن كيفية تنفيذي مشروعاً كوميدياً، فيما آتي من فيلم تراجيدي. حالياً، وبعد مرور أعوام على تقديم "السيت كوم"، يسألون كيف سأقدّم تراجيديا فيما أعمل منذ سنوات في الكوميديا.

من الطبيعي إنتشار "السيت كوم" أكثر من الفيلم، لأن التلفزيون هو أكثر انتشاراً من السينما. لذا تلقيت عروض مشاريع كوميدية في مقابل سعيٍ شخصي وراء المشاريع التراجيدية. إقتصرت أعمالي في مصر والسعودية على الكوميديا إنما مشروعي الجديد في لبنان درامي تراجيدي. لا يتعلق الأمر بمزاج خاص، إنما أقدّر شخصياً الكوميديا وأحبّها ولا أضحك بسهولة، ما يساهم ربّما في تفتيشي عن اللحظات الجميلة فعلاً في أي عمل.

ما رأيك بالإنتاج اللبناني المحلي خصوصاً في العامين المنصرمين ومع ما يتعرّض له لبنان من هزات إقتصادية ومالية وأمنية؟

يتحسّن الإنتاج اللبناني محققاً نقلة نوعية كبيرة. أنا سعيد ومعجب بالمسلسل اللبناني، الذي أتابعه في مصر عبر التلفزيون وعبر المنصّات مثل "شاهد". تحفّز هذه الأعمال المنافسة وتدفعنا إلى إبتكار أفكارٍ أفضل. أمّا بالنسبة إلى الهزات الأمنية والإقتصادية في لبنان، فأفضّل الحديث عن الأمور الجميلة المفرحة بدلاً من الحديث عنها، كونها تصبّ في إطار السياسة التي تؤدي بنا دائماً إلى أفكار سوداوية بشعة.

ما الذي يتحكّم بعودتك إلى لبنان؟

تدفعني الأسباب العائلية والشخصية للعودة إلى لبنان فضلاً عن العروض التي أتلقاها. أتوّقع أن يبقيني تصوير "سر وقدر" مدّة هناك.




اسد فولدكار واشرف عبد الباقي




هل انطلق تصويره أم بعد؟

لم نبدأ التصوير بعد بسبب إرتباطي ببعض الأعمال في مصر. فور الإنتهاء منها أتوجّه إلى لبنان للإجتماع بالمنتج الأستاذ إيلي معلوف لبرمجة التصوير والتخطيط له.

نال فيلماك السينمائيان "لما حكيــــــت مريم" و"بالحلال" جوائز مهمّة وقد عُرض الاخير على "نتفليكس"، ما هي الظروف التي تتحكّم بمشاريعك السينمائية؟

عملت سنين على كتابة الفيلمين وتنفيذهما، لأن للسينما مكانة خاصة عندي. لديّ مشاريع سينمائية عدّة منها الفيلم المصري "السرايا الحمرا"، الذي سيكون فيلمي المصري الثاني بعد "قرمط بيتمرمط".

هل يمكن الحديث عن صناعة درامية وسينمائية في ظلّ وضع عام غير مستقرّ في لبنان؟

تسيّر شركات إنتاج كبيرة وعظيمة الوضع كله في لبنان، وثمة صناعة سينمائية ودرامية، وأفلام جميلة وأخرى تجارية، وما توقّف في العامين المنصرمين، سيُستأنف حالياً لذا سنشهد هجمة عروض بأنواع مختلفة، وبنوعيات متفاوتة. إضافة إلى الصناعة الدرامية التي تُعرض باستمرار عبر المنصّات. تحية كبيرة لكل المنتجين الذين يحاولون العمل في هذا الوضع الغريب مؤمّنين فرص عمل ومواقع تصوير. إلى ذلك ثمة مسلسلات مصرية تصوّر في لبنان، فحرّك المنتجون الجوّ الإقتصادي كله والصناعة في لبنان.

نستذكر بعد شهر إنفجار "4 آب". قُدّمت أفلام قصيرة كثيرة عنه، ومنها ما نال جوائز عالمية، ما رأيك بهذه الأعمال وما أهميتها؟

شاهدت الأفلام التي عُرضت عبر "شاهد" وأُعجبت بها. يشكّل هذا الحدث جزءاً من تاريخنا وحكاياتنا التي يجب معالجتها وعدم السكوت عنها. فليتحدّث كل منّا بطريقته الخاصة عن الموضوع، إذ يجب أن يكون هذا الحدث من ضمن المواضيع المطروحة من دون مبالغة. برأيي لن يغيب حدث الإنفجار عن الأعمال المقبلة.


MISS 3