رمال جوني -

الأولى على مستوى لبنان في "البروفيه" بمعدّل 19.44

أميرة زريق: كنت أتوقع التفوق ولكن المرتبة فاجأتني

16 تموز 2022

02 : 00

أميرة بين والديها

لا يهدأ هاتف أميرة زريق، الطالبة التي غطّى اسمها على كل مفاصل السياسة في لبنان، أقله ليوم واحد، ابنة بلدة عدشيت الجنوبية، التي حصلت على نسبة 19.44 في الشهادة المتوسطة، واحتلت المرتبة الأولى على صعيد لبنان، في وقت يعيش لبنان كابوساً حقيقياً، غطّى على مساحات الفرح، إلا أن لا فرحة تعلو فرحة النجاح.

«كتير مبسوطة» هذا ما تردده أميرة طالبة ثانوية الشهيد بلال فحص، التي خصها رئيس مجلس النواب نبيه بري باتصال وأيضاً وزير التربية عباس الحلبي واعداً بتكريمها في مكتبه.

صحيح أن اميرة كانت تتوقع التفوق، إلا ان حصولها على المرتبة الأولى في لبنان شكل لها مفاجأة جعلت من فرحتها مزدوجة. لم تفاجأ أميرة وحدها بل أيضاً والدها الذي كان يتوقع التفوق لشقيقتها في الثانوية العامة وليس لأميرة، «ولكنني أعيش فرحة لا توصف».

إذاً، أميرة زريق، اسم جديد أضيف الى لائحة المتفوقين الجنوبيين، هي ابنة مزارع التبغ حسين الذي يمضي مع زوجته زينب عاماً كاملاً في زراعة شتول التبغ المرة، لكي يتعلم أولاده ويرفعوا له رأسه. لم يكن بعيداً عن أميرة حلم التفوق، فهي وضعت هذا الأمر نصـب عينيهـا، وسهرت الليالي لتحقيقه، تحدت العتمـة وفقـدان الاشتراك وصعوبة الـonline ومعوقات العام الدراسي، وقررت أن تصل الى إحـدى مراتب لبنـان الأولى «غير أنني تفاجـأت بأنني الأولى على لبنـان» فرحتهـا لا يتسـع لهـا منزل والديهـا الذي عجّ بالمهنئين. ضحكة الوالد تخبر حجم سعادته «تعبت ولقيت، رفعتلي راسي»، كلماته البسيطة تؤكد حجم تعبه لأجل أولاده، همه أن يراهم بأعلى المراتب، وها هي أميرة رفعتلي راسي بالعالي».

في بلدة عدشيت الجنوبية، حيث منزل عائلة أميرة زريق، وحدها الفرحة تسيطر على المنزل، ووحدها كلمات أميرة «صعب التفوق ولكنه ليس مستحيلاً» تخبرك عن حجم الإرادة التي تمتلكها الطالبة التي نالت 19.44 في شهادة البريفيه، وفق قولها «لحتى وصلت كتير تعبت»، وأكثر بابتسامة تردد «كان بدي اوصل لهدفي الذي وضعته قبل عام أن اكون من بين الاوائل الخمسة في لبنان».

هاتف أميرة لا يهدأ، فاحتلت موقع الخبر الأوسع في لبنان، غطّت على كل الازمات، فالنجاح «حلو» تقول، وأكثر «ما حققته أعطاني حافزاً لمزيد من التفوق». تخلت أميرة عن الكثير لتصل الى هدفها، كانت صديقة الكتاب طيلة السنة، ابتعدت عن كل وسائل اللهو واكتفت بالقليل، وهذا ما دفعها لتقول «تعبت على حالي، في وقت كان معظم طلاب الـonline يعانون كنت أبحث وأتعلم بشكل ذاتي، لأن طموحي كبير، أن أكون رقماً مهماً في لبنان».

مرّة جديدة يثبت طلاب الجنوب أنهم مبدعون، فنسبة التفوق التي حصلوا عليها كبيرة جداً، وهي تعبِّد الطريق نحو مستقبل واعد يطمح إليه هؤلاء، قافزين فوق كل الظروف الصعبة التي أحاطت بالعام الدراسي، وجاءت فرحة النجاح لتغطي على كل مآسي البلد «مش سايعتنا الفرحة» تقول زينب والدة أميرة، التي كانت تتوقع التفوق ولكن ليس المرتبة الاولى على مستوى لبنان»، وتشير زينب الى خيوط التبغ التي تزين جدار منزلها، وتقول «بفضل هذه الشتلة يتفوق أولادي، أتحمل مرارة التعب كي أرفع رأسي بهم»، واكثر تقول «اميرة منذ صغرها شاطرة، فهي تعطي اهتمامها للدرس والعلم والمعرفة، وأتوقع لها مستقبلاً مميزاً».

تنهمك زينب في توزيع الحلوى، وزادت فرحتها باتصال الرئيس بري بأميرة، مهنئاً إياها على ما حقّقته من تفوق مميز للجنوب ولها، وتقول «أميرة تلميذة ثانوية الشهيد بلال فحص، ونتيجتها بترفع الراس».

لم تكن مفاجئة نسبة النجاح في الشهادة المتوسطة، فالنتيجة كانت محسومة سلفاً، إلا أن الأمر المفاجئ نسبة التفوق التي حصل عليها الطلاب بمعظمهم وقد سجلوا درجة «جيد» و»جيد جداً»، رغم كل الصعوبات التي رافقت العام الدراسي، من العتمة الى البنزين والانترنت وغيرها.

مرة جديدة يثبت الطلاب الجنوبيون أنهم «قدها وقدود»، ويرسمون خريطة طريق جديدة للعلوم والثقافة، على امل ان تعبد طريقهم بالنجاح في ظل الإضرابات والازمات التي ترافقهم، والتي قد تدفع بهم نحو الهجرة، حيث لا مفر على الإطلاق منها.


MISS 3