رمال جوني -

أين ثوار 17 تشرين... وما سر اختفائهم؟

تحرّك مطلبي خجول في ساحة سراي النبطية

23 تموز 2022

02 : 00

أين الثوار؟

لم يأتِ تحرك «المرصد الشعبي» المعارض بنتيجة، فهو رغم رفعه عناوين مصيرية، غير ان احداً لم يتجاوب مع الدعوة، وكأن احداً غير متضرر من الازمة المعيشية والاقتصادية والحياة تسير على خط الـدولار بـ1500 ليرة. فكان التحرك الذي اقيم في ساحة سراي النبطية اكثر من خجول، ومع ذلك وجه المحتجون رسائل ثلاثية الابعاد ضد الطبقة الحاكمة ومن لفّ لفّها، فالفقر الذي «ضرب» اكثر من 80 بالمئة من الشعب، والغلاء الذي يسيطر على النبطية لم يدفع احداً للخروج عن صمت الوجع، أو التفكير برفع الصوت، وكأن الكل ينتظر معجزة ما. إلا أن هناك من يقول ان من خرج الى الشارع لم يؤثر في الناس، وان مطالبهم كانت في واد وغاياتهم في واد، هذا ناهيك عن الانقسامات والتشرذمات التي تشظت بها ساحة حراك النبطية وقد خرجت للعلن تفرخ مجموعات متعددة، أدت الى خسارتهم المعركة الانتخابية، وقد تخسرهم في اي تحرك شعبي مطلبي قادم.

وربما هذا ما انعكس على تحرك الامس الذي جاء أكثر من خجول، اذ لم يشارك فيه سوى 15 شخصاً لا اكثر، هؤلاء الاكثر تأثراً بالازمة، رفعوا شعارات مناهضة للسلطة الفاسدة التي «جوعت الناس».

شعارات لم تستقطب حتى العابرين على خط النبطية تمثال حسن كامل الصباح، ولم تدفع بالذين يعانون من ازمة مياه حادة، وصعوبة في دفع فواتير المستشفيات وحتى الاشتراك للالتحاق بهم، فهم يسجلون على الطبقة الحديثة ملاحظات بالجملة، لعل ابرزها انهم لم يتحركوا ضد رفع السلع والبنزين والدواء والاستشفاء وحتى فاتورة الانترنت، على عكس ثورة الواتساب الشهيرة في 17 تشرين 2019، وربما هذا ما ادى الى سقوط التحرك في «فخ» الاتهامات التي لا تنتهي، واكثر، يسأل مراقبون اين بقية الاحزاب الاعتراضية الاخرى؟ لماذا تحرك 15 شخصاً فقط؟؟

في التحرك المطلبي الاول له، قال الناشط «في المرصد الشعبي» موسى علي احمد: «اننا نلتقي اليوم في ساحة النبطية لنعلن رفضنا لاستمرار سياسة التمييع والجشع واللامسؤولية التي تديرها هذه المنظومة الفاسدة والفاشلة بشؤون البلاد والعباد، وكأنها لم تكتف بما جنته اياديها على كافة الصعد المالية والاقتصادية والاجتماعية».

ورغم تأكيد المحتجين أن تحركهم نابع من وجع كبير، من فقدان قدرتهم على تأمين ابسط المقومات، عزا بعضهم سبب ضعف المشاركة الى غلاء البنزين، وبعد المسافات، ولكن السؤال الذي يطرح اين هم ثوار 17 تشرين الذين هزوا عرش السلطة الحاكمة قبل عامين؟ وما سر اختفائهم وعدم تحركهم رغم وقوع البلد في نار جهنم؟ اسئلة ربما الاجابة عنها قد تعيد الناس الى الشارع للمطالبة بحقهم، شرط ان لا يتحول الشارع فرصة لصعود البعض على ظهور الشعب، اي ان يكون لمآرب سياسية وكيدية.

بالملخص، كل التحركات التي شهدتها ساحات الثورة من الجنوب الى الشمال لم تكن على قدر الازمة، ما يعني ان هناك قطبة مخفية ولن يفكها الا وضوح الرؤية.