يعمل بإدارة منظمة أطباء بلا حدود ودوره رئيسي بخدمة أهالي المنطقة

النيران تلتهم الطابق العلوي لمستشفى بر الياس... وأمل باستئناف نشاطه قريباً

سادت بلدة برالياس حالة من القلق ليل الأربعاء، رافقت مشاهد ألسنة النيران وهي تلتهم الطابق العلوي لمستشفى البلدة الذي يعمل بإدارة منظمة أطباء بلا حدود. وتفاقم الهلع في صفوف المواطنين خصوصاً لدى رؤية سيارات الإسعاف والدفاع المدني وقد هرعت الى المكان من سبع مراكز للدفاع المدني وفقاً لبيان صادر عنه، وعملت على إجلاء المرضى من المستشفى ونقلهم الى مستشفيات البقاع الاخرى.

وفقاً لبيان توضيحي صدر عن المديرية العامة للدفاع المدني فإن النيران إندلعت في قسم المستودعات الذي يحوي مكيفات، إطارات قديمة، ادوات طبية، ومواد كيميائية سريعة الاشتعال، فيما تحدثت منسقة المشروع في المستشفى سيمونا اونيدي عن كون معظم الموجودات مفروشات، والغرفة لا تحوي سوى إمدادات كهربائية بسيطة، مفضلة إنتظار التحقيقات لتبيان سبب الحريق، الذي لم يكن ناتجاً عن تجهيزات الطاقة البديلة التي تعلو سطح المستشفى كما سرت الشائعات، بل تبين أن جميع هذه التجهيزات بقيت سليمة ولم تطلها النيران، كما جهدت فرق الدفاع المدني لمنع إنتقال النيران الى طوابق المستشفى الأخرى ولا سيما غرف المرضى المواجهة لمكان الحريق.

داخل المستشفى وفقاً لما شرحته اونيدي كان هناك 24 مريضاً، تبين أن بينهم تسعة أطفال بعضهم خضع لعملية جراحية في اليوم نفسه. هؤلاء جميعاً نقلوا إلى مستشفيات المنطقة القريبة. وفي وقت تعطل العمل كلياً داخل المستشفى صباح الخميس، أملت اونيدي في ان يستأنف نشاطه قريباً، لما له من دور رئيسي بخدمة أهالي المنطقة وخصوصاً في ظل الظرف الإقتصادي الصعب الذي يعانيه اللبنانيون، ومعهم ضيوفهم من النازحين السوريين والفلسطينيين. والمعلوم أن المستشفى الذي تأسس في منطقة بر الياس منذ سنة 2018 يقدم خدمة مجانية لجميع قاصديه من الجنسيات المختلفة. وهو يعنى بإجراء العمليات الجراحية العامة غير الطارئة بشكل أساسي بالإضافة الى الإستشارات الطبية من خلال عياداته الخارجية، وبرنامج العناية بالجروح المزمنة الذي يطبقه، وما يؤمنه من مواكبة نفسية وإجتماعية عبر وحدته التي تعنى بالصحة العقلية النفسية. وبحسب اونيدي، فإن المستشفى يشهد شهرياً نحو 300 عملية جراحية، بالإضافة الى خدماته الأخرى، وبالتالي فإن دوره يعتبر اساسياً في هذه المنطقة، مثلما هو أساسي للعاملين في المستشفى ويفوق عددهم المئة.

المشهد داخل المستشفى بعد ليلة إجتاحتها رائحة الحريق وأبواق سيارات الإنقاذ بدا أكثر هدوءاً. وبعد البلبلة التي سادت خصوصاً في صفوف المرضى وعائلاتهم، حضر بعض ذوي المرضى مجدداً محاولين إستعادة حاجياتهم التي خلفوها في المستشفى أثناء عمليات الإجلاء.

يذكر ان نشاط منظمة أطباء بلا حدود في بلدة بر الياس بدأ منذ سنة 2016 لتقديم الخدمة المجانية لسكان المنطقة الذين يتنوعون بين لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، وهم يعتبرون من الاكثر ضعفاً في المنطقة ويعانون الصعوبة في تأمين تكلفة العلاج. وقد أنجز بناء مستشفاها في سنة 2018، في المقر الذي كانت تشغله بلدية برالياس سابقاً قبل إنتقالها الى مقر جديد.

• زحلة