مايز عبيد

المواطن الشمالي بين فكّي الخبز والكهرباء

29 تموز 2022

01 : 59

طابور خبز أمام فرن في المنية

بين حقول ألغام الأزمات يسير المواطن الشمالي هذه الأيام، إلا أن الأزمتين الأكثر تأثيراً وضغطاً هذه الأيام هما أزمتا الكهرباء وتأمين الخبز، بعدما رحلت أزمة البنزين إلى مسافات أبعد بإعلان رفع الدعم الكامل عن المحروقات.

ففي موضوع الكهرباء لا يستطيع الجميع تركيب الطاقة الشمسية لأنهم لا يملكون الدولار المطلوب، كما أنهم في الوقت نفسه لا قدرة لديهم بعد على تأمين فواتير مولدات الإشتراك التي ترتفع من وقت إلى آخر. في هذا السياق يمكن الإشارة إلى أن أصحاب مولدات الإشتراك في طرابلس رفضوا تسعيرة وزارة الطاقة وقالوا إنهم سوف يسلّمون مولداتهم للدولة في الاول من آب. واعتبر المتحدث باسمهم الحاج خير الدين نشابة أن التسعيرة التي حددتها الطاقة مجحفة بحق أصحاب الاشتراكات في طرابلس مطالباً الدولة بأن تتسلم وتشغل المولدات في الاول من آب إن كان بمقدورها أن تستمر بتسعيرتها».

على مقلب الخبز انتقلت الطوابير في الشمال من أمام محطات الوقود إلى أمام الأفران بعدما بات تأمين ربطة يشكّل فرحة عارمة لا توصف عند من يستطع إليها سبيلاً. الأفران التي تعمل في الشمال أقل من تلك التي تقفل أبوابها منذ بداية الأزمة؛ فيما تشهد الأفران العاملة العديد من الإشكالات على أبوابها لا سيما تلك التي تحصل بين اللبنانيين والسوريين بحجة أن السوري يأكل حق اللبناني، وذلك على خلفية تواجد السوريين بشكل كبير أمام الأفران والحديث عن أنهم يبيعون الخبز في السوق السوداء حيث يتفقون مع العمال السوريين داخل الأفران فيخبرونهم بأوقات فتحها وأوقات البيع فيهرع هؤلاء للحصول على كميات كبيرة لبيعها لاحقاً. في المحصلة بات المواطن يتمنى رفع الدعم عن الخبز الأمس قبل اليوم وأن يصبح سعر الربطة 30 أو 40 ألف ليرة لكن المهم لديه أن تتواجد في المحلات والأفران ليحصل عليها من دون عناء.

وبينما يغرق المواطن في تأمين خبزه وضوئه لا حلول تشير إلى أن كهرباء الدولة ستأتي في القريب العاجل، وهي تستمر في الإنقطاع المتواصل في عز الصيف وأكثر الأوقات حاجة اليها.


MISS 3