يوسف منصور

بعلبك: نزع العلم اللبناني ووضع علمي "أمل" و"حزب الله"

أنصار "الثنائي" هاجموا الثوّار في ساحة المطران

إنفجرت في بعلبك بعد جملة التهديدات التي تعرض لها المتظاهرون السلميون في المدينة منذ اليوم الأول، وانسحب المشهد المتكرر في ساحة رياض الصلح وجسر الرينغ إلى هجوم من مناصري "حزب الله" و"حركة أمل" على المتظاهرين في ساحة المطران في بعلبك، وترجم الإستفزاز الدائم للمعتصمين من مسيرات سيّارة وتهويل إلى تحطيم وتكسير.

لم يكن المشهد الذي حدث في بعلبك مستبعداً أو غير متوقع، فكل الوقائع كانت تدل على أن ساحة المطران ستتعرض إلى الهجوم وتستباح كما غيرها من الساحات، حيث كان "حزب الله" قد دعا إلى وقفة تضامنية وإضاءة شموع عن روح الشهيدين اللذين سقطا على طريق الجية، عند الساعة الثالثة والنصف عصراً أمام مطعم النورس في محلة رأس العين، بالتزامن مع الإعتصام اليومي الذي يقيمه أبناء مدينة بعلبك في ساحة المطران عند الرابعة، لتضج وسائل التواصل الإجتماعي عند جمهور "الثنائي" بالتخطيط للهجوم على الساحة لحظة الإنتهاء من الوقفة التضامنية.

مئات المواطنين من جمهور "أمل" و"حزب الله" بدأوا بالتجمع في محلة رأس العين وسط تسكير طرقات وأغان حزبية، ناهيك عن تحرك سيارات المطلوبين ذات الزجاج الداكن وتجوّلها في الحارات وعلى الطرقات الرئيسية، وبعد انتهاء الوقفة التي لم تستمر نصف ساعة، توجهت العشرات من السيارات الرباعية الدفع محملة بالعشرات من الشباب إلى ساحة المطران، وهاجموا ثوار الساحة المنتفضين من أجل لقمة العيش، وبدأوا بالسباب والشتم وتكسير الخيمة التي نصبها المعتصمون، إضافة إلى تكسير الصوتيات وتمزيق الأعلام اللبنانية ورفع أعلام "حزب الله" و"أمل"، فيما ينتشر الجيش اللبناني هناك من دون أن يتمكن من لجم هؤلاء بسبب العدد الكثيف.

وعلى وقع هتافات "شيعة، شيعة، شيعة" وبعد الهرج والمرج الذي وقع، لم يمنع القمع والترهيب عدداً من الشبان المتظاهرين من مغادرة الساحة، حيث اتخذوا بعض المحال التجارية مقراً لهم رافضين الخروج وطالبين من الجيش اللبناني والقوى الأمنية التدخل وحماية المتظاهرين، فتمت محاصرتهم في أحد المحال.

وقال أحد المتظاهرين أحمد طه لـ"نداء الوطن" إن "ما حصل لم يكن سوى تعبير عن غضب منذ اليوم الأول للحراك في بعلبك، ونحن لم نتوجه إلى أي من أحزاب المنطقة بعبارات نابية، بل كان شعارنا الوضع الإقتصادي الذي تعاني منه بعلبك منذ سنوات والإنماء المفقود، والمشهد الذي حصل لن يثنينا عن متابعة ما بدأنا به منذ أكثر من أربعين يوماً"، ويسأل: "من المستفيد من التوتر الذي يقع على الأرض، وهل يرضى العاقلون في "حزب الله" وحركة "أمل" بما يحصل؟". بدوره عبّر عمار حليحل عن غضبه مما جرى، وأكد أن "الإستفزاز والترهيب لن ينفعا، فالشارع مقابله شارع، وما فعله بعض الموتورين لا ينفع معنا، فنحن طلاب حق، ومطالبنا باسم بعلبك الهرمل بأكملها".

التوتر الذي ساد في بعلبك وإطلاق النار بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية من قبل عناصر "أمل" و"حزب الله" دفع بالجيش اللبناني إلى تنفيذ انتشار أمني واسع بالقرب من ساحة المطران، حيث أغلق الطرقات قربها وحوّل السير إلى داخل السوق التجاري.