إلتزمت صيدا بالحداد الوطني والاقفال في الذكرى السنوية الثانية لانفجار مرفأ بيروت الكارثي، وما زال الصيداويون مثل غيرهم من اللبنانيين ينتظرون معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة ومعاقبة المتورطين، وقد استذكر بعضهم ذكرياته الاليمة في كيفية النجاة من الموت اثناء مروره قرب المنطقة او العمل في مكان قريب.
يوم صيدا كان حزيناً وميزه الاقفال العام الرسمي والخاص، وشهدت الشوارع حركة خفيفة بعدما لازمت الغالبية منازلها وتابعت تفاصيل احياء الذكرى عبر شاشات التلفزة. وقالت هبة الصفدي وهي دامعة العينين «انها المأساة بعينها، لقد مر عامان وما زال جرح الناس نازفاً، من انهيار اقتصادي الى تفشي «كورونا» الى انفجار المرفأ نعيش الكارثة بتداعياتها واحزانها ونأمل ان يجري بلسمتها قريباً».
ويستذكر أمين سر «تجمع المؤسسات الاهلية» في منطقة صيدا ماجد حمتو كيف هبت صيدا ببلديتها ومؤسساتها الاهلية لنجدة أهالي بيروت وبلسمة جراحهم وازالة آثار الانفجار، ويقول لـ»نداء الوطن»: «ما قمنا به اقل الواجب تجاه الكارثة الانسانية والوطنية الكبرى، ولكن للأسف ما زال اهالي الضحايا ينتظرون بفارغ الصبر من الدولة انصافهم في ما يتعلق بحقيقة ما جرى لاحبائهم ولممتلكاتهم».
وأكد رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ان الذكرى «مؤلمة وجرح نازف أصاب قلب لبنان النابض وشعبه في الصميم»، وقال: «ان الضحايا البريئة التي قضت في الإنفجار الزلزال، وما خلفه من أضرار مدمرة، ستبقى ماثلة في الأذهان لان تداعياتها الكارثية لا تزال بصماتها واضحة في كيان كل منا وكل من عايش هذه اللحظات العصيبة.
أزمة النفايات
وعلى وقع الذكرى، تفاقمت أزمة النفايات في المدينة وتقدمت الى واجهة الاهتمام مجدداً مع توقف عمال معمل معالجة النفايات المنزلية الصلبة في سينيق عن العمل احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم وعدم تسديد مستحقات سابقة لهم. وأوصدت أبواب المعمل بوجه شاحنات نقل النفايات التي تجمع عادة من صيدا ونطاق اتحاد بلدياتها وتفرغ في المعمل، فأفرغ متعهد نقل النفايات حمولة الشاحنات في البورة المجاورة للمعمل والتي تشرف عليها البلدية وتستخدم عادة لطمر العوادم.
واحتشد عدد من العمال امام مدخل المعمل غاضبين مما آلت اليه أوضاعهم نتيجة تأخر صرف أجورهم، وقال احدهم: «كل يوم يقطعوا لنا الوعود بدفع المستحقات المالية ولا يفعلون، لدي ابنة مريضة في عيونها وتحتاج الى طبيب خاص ودواء ولا استطيع معالجتها، اعمل في المعمل منذ 2014 وراتبي لا يكفي لسد رمق عائلتي ولكن لا مفر، افضل من البطالة»، بينما قال آخر: «ندفع صحتنا ثمن عملنا في المعمل وسط ظروف صحية وبيئية صعبة، ولكننا لا نريد ان نمد يدنا الى احد، نريد ان نأكل بعرق جبيننا»، وطالبت احدى العاملات بتسديد المستحقات المتأخرة عن شهري نيسان وأيار ويومي العيد وعدم تأخير القبض كل 15 يوماً «فنحن لا نستطيع أن نتحمل اكثر من يومين بعدها... نحن عمال مياومون، من اين نأكل ونشرب اذا لم نأخذ حقوقنا»؟
تفاقم الازمة دفع بالقوى السياسية الصيداوية الى متابعتها، وطلب النائب الدكتور اسامة سعد من مدير المعمل أحمد السيد استقبال النفايات ومعالجتها ومعالجة الكميات المتراكمة داخل المعمل وفي جواره فضلاً عن اصلاح اوضاعه، قبل ان يتصل بمدير شركة Ntcc ماهر السايس الملتزمة جمع النفايات، مشدداً عليه بضرورة جمع كل النفايات من الشوارع لمنع تراكمها.
وعقدت رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بهية الحريري اجتماعاً في مجدليون مع السعودي وانضم اليه السايس ومدير الشركة حيث جرى البحث في مشكلة النفايات في المدينة.
وأكدت إدارة شركة IBC المشغلة لمعمل معالجة النفايات في بيان أنها ملتزمة بدفع كافة مستحقات ورواتب وأجور المستخدمين فيه وعلى الشكل الآتي: بالنسبة للأشهر الماضية بما فيها اشهر نيسان وأيار وحزيران 2022 ، تم تسديد جميع الرواتب المستحقة للعمال والمستخدمين، وبالنسبة للرواتب عن شهر تموز 2022 بالإضافة إلى الجدول المستحق للعمال المياومين سيتم دفعها بتاريخ 7 آب 2022، وبالنسبة لباقي الزيادات المتوجبة بأثر رجعي على الشركة تجاه العمال والموظفين سيتم صرفها بتاريخ 22 آب 2022 علما أن الدولة اللبنانية لم تدفع للشركة منذ أشهر طوال، وعلماً أن جداول العمال المياومين التي تدفع كل أسبوعين تدفع بمواقيتها.
