ألان سركيس

ورقة "المسيحي الأقوى" سقطت من يد باسيل... وابتزاز فرنجية لن يُحقّق "المستحيل"

8 آب 2022

01 : 59

تبدو حظوظ باسيل معدومة

شكّلت الإنتخابات النيابية منعطفاً أساسياً على الساحة المسيحية، إذ كسرت الصورة التي رُسمت منذ العام 2005، تاريخ عودة العماد ميشال عون من منفاه الباريسي.

مرّت الحياة السياسية المسيحية بمنعطفات عدّة، أولها كان في إنتخابات 2005 عندما اجتاح «تسونامي» عون الأقضية ذات الأغلبية المسيحية محققاً أكبر كتلة مسيحية، وقد لاقاه رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية محتلاً المركز الأول في أقضية زغرتا والبترون والكورة من دون أن يصل إلى الندوة البرلمانية بفعل أصوات تيار «المستقبل» في طرابلس والمنية.

وبين عامَي 2005 و2009 أقدم عون على خطوات سياسية غريبة عن البيئة المسيحية، فوقّع إتفاق «مار مخايل» وغطّى سلاح «حزب الله» وزار دمشق غافراً للنظام السوري ورئيسه بشار الأسد والتصق بالمحور السوري - الإيراني، ورغم ذلك حقّق عون ما نسبته 50 بالمئة من أصوات الأقضية ذات الغالبية المسيحية وخرج بتكتل مع فرنجية و»الطاشناق» قوامه 27 نائباً.

ووصل عون إلى بعبدا في 31 تشرين الأول 2016 تحت عنوان وصول الرئيس القوى، ومن ثمّ فاز بأكبر تكتّل مسيحي من دون فرنجية في انتخابات 2018 ووصل إلى حدود 30 نائباً قبل حدوث إنشقاقات.

وباغتت إنتفاضة 17 تشرين 2019 «التيار العوني» وكانت إنتخابات 2022 الضربة القاضية لنظرية التيار الأقوى مسيحياً، إذ فاز بـ17 نائباً بعدما منحه حلفاؤه الشيعة والدروز والسنّة نحو 8 نواب، في حين خرج فرنجية مهزوماً حتى في زغرتا التي فاز فيها تيار «المردة» بمقعد واحد لنائب واحد هو نجله طوني، في حين حلّت «القوات اللبنانية» بالمرتبة الأولى من حيث عدد الأصوات التي حصدتها وكتلتها التي وصلت إلى 19 نائباً.

وأمام كل هذه الوقائع، لم يعد باسيل قادراً على استعمال سلاح عمّه عون والقول لا يمكن إنتخاب رئيس من دون التيار الأكبر مسيحياً لأن حجم عدد النواب الذي حققه لا يعكس حقيقة التمثيل في الشارع المسيحي. وإذا كان هذا الواقع هو حقيقة راسخة، إلا أن باسيل قادر على الإستقواء على فرنجية فقط، لأسباب عدّة أبرزها أن فرنجية يحتاج إلى غطاء مسيحي لأن لا كتلة نيابية لديه ولا يستطيع أن يصل إلى بعبدا من دون موافقة «القوات» أو باسيل.

ومن جهة ثانية، فإن «حزب الله» غير قادر على تحمّل مشكل مع باسيل في هذه الظروف الحرجة خصوصاً وأن باسيل يقول لـ»الحزب» إنه وُضع تحت «نير» العقوبات الأميركية بسبب دعمه الدائم لسياسات «الحزب».

وبعد تكاثر التحليلات الرئاسية، تبدو حظوظ باسيل معدومة ولا يستطيع القتال تحت شعار «إستعادة حقوق المسيحيين» لأن هذا الشعار أثبت فراغه، في حين أن الأغلبية النيابية المسيحية باتت لدى «القوات» و»الكتائب» وحركة «الإستقلال» والنواب المستقلين والتغييريين، في حين أن حلفاء «حزب الله» المسيحيين يعدّون فقط 23 نائباً مسيحياً في حين أن هناك 41 نائباً مسيحياً في الضفة المقابلة، لذلك يبقى رهان حلفاء «حزب الله» على عضلات «الحزب» وإبقاء الوضع الإقليمي كما هو بينما سيواصل باسيل ابتزاز فرنجية كما فعل في اطلالاته الأخيرة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب.