جعجع للنّواب الجدد والتغييريّين: لنتفق على مرشّح رئاسي واحد بتنسيق مواقفنا كما يجب

11 : 03

توجّه رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع إلى "جميع النواب الذين يعدون في صفوف المعارضة"، قائلاً: "إن مجلس النواب اليوم، شقّان: الأول مع محور الممانعة أي السلطة الموجودة وهو كناية عن 61 نائباً، وهؤلاء معروف أمرهم، وقد أعطوا أحسن ما يمكنهم إعطاؤه وهو الوضع الحالي الذي نعيشه اليوم، وهناك الشق الثاني المكوّن من النواب الـ67 الآخرين وأود أن أؤكد لهم مجدداً أنّ الناس لم ينتخبوننا من أجل أن ندلي بالتصاريح إن كان في مجلس النواب أو في الشارع وإنما أعطونا وكالتهم النيابيّة من أجل تغيير واقع حياتهم ومن أجل القيام بذلك علينا الإقدام على تصرّفات معيّنة فنحن اليوم أمام استحقاق انتخابات رئاسة الجمهوريّة وأي خطة إنقاذ في لبنان عليها أن تبدأ برئيس جمهوريّة "متل الخلق" باعتبار أن الأمور بسيطة ولسنا في صدد معادلات صعبة، فإذا أردنا التأكد من أمرٍ معيّن ما علينا سوى معاينة خلافه، الجميع يرى ما هو حاصل اليوم في قصر بعبدا والنتائج التي وصلنا إليها وإذا كنا نريد غير هذه النتائج فنحن بحاجة لرئيس بعكس الموجود اليوم".


وتابع جعجع قائلاً: إنّ "النواب الـ67، أي التغييريّين، والجدد، هم نواب أحزاب المعارضة إن كانوا "قوات لبنانيّة" أو "حزب اشتراكي" أو "كتائب لبنانيّة" أو "أحرار" أو غيرها من الأحزاب، وهم مدعوون إلى تكثيف الاتصالات في ما بينهم، وهذا ما نحن في صدده حالياً، من أجل أن يتمكنوا في أول محطّة عمليّة مطروحة أمامهم، وهي انتخابات رئاسة الجمهوريّة، من تحقيق التغيير لتكون محطّة ناجحة وليس كسابقاتها التي من الممكن أن تكون قد أتت في وقت سريع وقريب جداً إذ لم يتمكن أفرقاء المعارضة من التنسيق في ما بينهم".


كلام جعجع جاء خلال مشاركته وعقيلته النائب ستريدا جعجع في لقاء نظّمه مركز "القوّات اللبنانيّة" في حدث الجبّة في "مطعم الحورة"، حضره: النائب أديب عبد المسيح، النائب السابق جوزيف اسحق، رئيس البلديّة جورج الشدراوي ونائبه سيمون عبد المسيح، نائب رئيس مؤسسة جبل الأرز د. ليلى جعجع، رئيس مركز "القوّات" في البلدة المهندس نديم سلامة، رئيس المركز السابق الياس الغصين، أعضاء من المجلس البلدي، مخاتير، فاعليات روحيّة واجتماعيّة وأهليّة، وحشد من الرفاق في البلدة.


وشدّد جعجع على أنّ "ما من شيءٍ يسمحُ لنا ألّا نقوم بتنسيق مواقفنا كما يجب في انتخابات رئاسة الجمهوريّة، وبالتالي الإتيان برئيسٍ جديد كما يجب، من أجل بدء مسيرة الإنقاذ المطلوبة، فالتّاريخ لا يرحم وعلينا جميعاً التنبّه إلى أنه لا يمكننا أبداً التفريط بهذا الإستحقاق أو أنّ يمرّ مرور الكرام فإمّا "نضرب ضربتنا" الآن أو أنه لا سمح الله سننتظرُ لستّ سنواتٍ أقلّه في الوضعيّة نفسها التي نعيشها اليوم إن لم تكن من سيّئ إلى أسوأ وعندها لن يرحمنا التاريخ ولن يرحمنا ناخبونا ونحن لن نرحم أنفسنا ولن يعود هناك أي ثقة بأي شيء في لبنان".


واستطردَ جعجع: "من هذا المنطلق، ومن هنا، من حدث الجبّة، أودُّ أن أوجّهَ نداءً للنّوّاب الـ67 من أجل تكثيف اتّصالاتنا أكثر وأكثر وأن ندركَ أن هناك ثابتة وحيدة في انتخابات رئاسة الجمهوريّة، وهي أن نتفق على مرشّحٍ واحد، لكي نتمكّنَ من إيصاله إلى سدّة الرئاسة وكلّ ما تبقى مُتغيّر وقابل للأخذ والردّ، وإن شاء الله، كما خُضنا محطاتٍ سابقة ونجحنا، يُمكننا أن نخوضَ هذه المحطّة وننجح إلّا، إنّ هذا الأمر يتوقّف عند حُسنِ نيّة ورؤية جميع نُوّاب المعارضة الـ67 وأنا أتأمّل خيراً في هذا الإطار".


وتوجّه جعجع بالشُّكر للنّائب ستريدا جعجع "ونوّاب "القوّات اللبنانيّة" الّذين واكبوها منذ العام 2005 حتّى يومنا هذا، الذين تمكّنوا بجهودهم وخصوصاً ستريدا من أن يُحوّلوا هذه المنطقة إلى نموذج فعليّ لـ"الجمهوريّة القويّة"، وفي هذا الإطار يهمُّني ذكر مثلين قريبين جداً من بعضهما البعض إلّا أنهما في الوقت نفسه بعيدين كل البعد.


فمنطقةُ بعلبكّ الهرمل على سبيل المثال، ينال فيها "حزب الله" أكثريّةً نيابيّة كاملة منذ العام 2005، فهو كان لديه 10 نواب من أصل 10 مقاعدَ فيها منذ العام 2005 حتى العام 2018، ومنذ ذاك الحين حتّى الآن، لديه 8 أو 9 نواب في المنطقة، فإذا ما نظرنا إلى واقع هذه المنطقة اليوم يمكن أن نقول عنها إنّها أكثر منطقة محرومة في لبنان، في المقابل إذا ما نظرنا إلى منطقة بشري التي لدى حزب "القوّات اللبنانيّة" فيها التمثيل الكامل منذ العام 2005 حتّى الآن، أي نائبَين من مقعدَين، نجدُ كيف تحوّلت إلى زهرة المناطق في لبنان، ويكفي أن نقومَ بمقارنة بسيطة لنرى كيف أنّه عندما يستلم حزب "القوّات اللبنانيّة" زمامَ الأمور في مكان ما ويكون لديه الأكثريّة، أي إمكانيّة التنفيذ، يقومُ بتحقيق الإنجازات اللازمة، أمّا عندما يستلّم غيره زمام الأمور فهذا الغير يتبجّح يومياً في أنّه مصدر قوّة لبنان ويتكلّم عن عواملِ قوّةٍ لبنان الذي أصبح بمفهومِه الحلقة الأقوى في الشرق الأوسط في حين أن شعبه يموتُ من الجوع والفقر والعوز والمنطقة التي لديه فيها أكثريات نيابيّة إذا لم نقل كامل التمثيل النيابيّ هي أكثر منطقة مهملة ومحرومة في لبنان".


وطمأن جعجع الجميع أنه "في الوضع الذي نعيشه اليوم يكفي أن نستمر بالقيام بما نقوم به وبالروحيّة ذاتها كي نجتاز هذه المرحلة التي ستكون واحدة من التجارب التاريخيّة التي مرّت علينا وإن شاء الله كما تمكّن أجدادنا في السابق من اجتياز كلّ التجارب، وأنتم كأهل حدث الجبّة، لديكم إحدى هذه التجارب الماثلة أمامكم وهي تجربةُ مغارة العاصي، هكذا سنجتازُ نحن المرحلةَ الحاليّة المشابهة لمرحلة مغارة العاصي حيثُ أنّه عندما اشتدّتِ الأزمة، تكاتف الأهالي سوية وقاوموا وانتصروا ونحن اليوم كذلك سنقاوم وننتصر".


وكان قد استهلَّ جعجع كلمتَه بالقول: "كثر من بينكم لديهم في داخلي قطعة معيّنة وهي القطعة السياسيّة الوطنيّة إلا أن حدث الجبّة لها قطعة أخرى وهي إنسانيّة شخصيّة"، ووجّه تحيّة كبيرة "لرئيس مركز "القوّات" في حدث الجبّة نديم سلامة وشباب المركز الذين هم وبكلّ صراحة، كرفاقهم في البلدات الأخرى، ضمير حيّ موجود دائماً ولا يرتاحُ أبداً حتّى في الأوقات التي يخلد فيها باقي أبناء البلدة إلى النوم والراحة، وهم العين الساهرة دائماً".


وتابع جعجع: "للأسف في السّنوات الأربعين الماضية، كان لدينا خصم غير شريف ولا يقولُ الحقائق كما هي، لا بل بالعكس فقد ارتكزَ في عمله على الكذب، إذ توّصل في مكانٍ ما إلى تغيير بعض المفاهيم الأساسيّة والصورة الحقيقيّة للأمور، كما توصّل لإدخال في عقول بعض النّاس أشياء سلبيّة غير واقعيّة عن "القوات"، في الوقت الذي مجموعاتنا في كلّ البلدات تبقى مستيقظة عندما ينامُ الجميع من أجل التّفكير في شؤون بلداتهم وتلتئمُ في اجتماعاتٍ مغلقة عندما يكونُ الجميع يسهرون ويمرحون من أجل التّخطيط للوُصول إلى تنفيذِها بقدر ما أعطاهم الله من قوّة ووعي وبالتالي أوجّه لكلّ هؤلاء تحيّة من القلب مُتمنياً لهم التوفيق في ما يقومون به وآمل أن يبقيهم الله بهذه الهمّة كي نتمكن جميعاً من الإستمرار في رفع شأن بلداتنا وتأمين ما يمكننا تأمينه لها في هذه الظروف كما رفع شأن الوطن ككل".


ولفت جعجع إلى أن "لدي نقطة ضعف تجاه حدث الجبّة وهي كناية عن رفيق بدأ معي من أول أيام النضال وهو الياس الغصين، فالإنسان يعجز عن نسيان بعضاً من الأمور، فاليوم نرى في منطقة بشري كل هذا الكم من "القوّات" وبكل سهولة يمكن لأي شخص من الإنضمام إلى حزب "القوّات اللبنانيّة" إلا أن هذا الأمر لم يكُن على هذا النّحو دائماً، ففي السّابق كان من البطولة مجرّد أن تكونَ مؤمناً بالقضيّة وتعمل من أجلها، فنحن كنا في حينها تلاميذ في الجامعات وكنا ندأب ونجهد ونعاني الأمرين لمجرّد عقد اجتماع في بلدة من هنا أو خلوة في بلدة من هناك، وفي هذه المناسبة أودّ أن أقولَ للجيل الصاعد إنّه يجب عليه أن يبدأَ من حيثُ يجب من هذا العمل وليس من حيث وصلنا إليه وعليه الإدراك أنّ كل من يدخل إلى حزب "القوّات اللبنانيّة" فهو يقوم بذلك من أجل التضحيّة وإن لم تكن الأخيرة هي هدفه فهو عاجلاً أم آجلاً سيجد نفسه خارج "القوّات".


ووجّه جعجع تحيّة أيضاً لرئيس البلديّة جورج الشدراوي وأعضاء المجلس البلدي ومخاتير البلدة، وقال: "رئيس البلديّة كان مناضلاً بيننا قبل تبوئه منصبه، واليوم يستمر في مسيرة النضال من موقعه في رئاسة البلديّة الأمر الذي هو صعب جداً في ظل هذه الظروف، ففي السابق كان هذا المنصب يعدّ "وجاهة" حيث كان لرئيس البلديّة موازنات وباستطاعته تقديم الخدمات وصرف ما يشاء من ميزانيّة البلديّة أما الوضع حالياً فهو مختلف تماماً وإن لم يقم رئيس البلديّة بالدّفع من جيبِه الخاصّ وجمع بعض التبرعات من هنا وهناك، لا يُمكنُه القيام بمجرّد 10 في المئة من المطلوب منه".


ووجّه جعجع أيضاً تحيّة خاصة لـ"جمعيّة حدث الجبّة الخيريّة في أستراليا" وللأستاذ طوني صفير، وقال: "بالحقيقة هذه الجمعيّة ومن خلال الأستاذ طوني صفير وضعت نفسها في تصرّف البلديّة في هذه الظروف الصعبة، وبالفعل لولاها في ما يتعلّق بحدث الجبّة وجمعيات مماثلة في باقي بلدات القضاء، لما تمكنّا من تأمين الإستمراريّة للبلديات، فالبطولة ليست في تأمين هذه الإستمراريّة في الأيام العاديّة وإنما في الأيام الصعبة التي يظهر فيها إذا ما كنا "على قد حالنا" وشعباً مقيّداً له الحياة، ونحن باذن الله كذلك والدليل أننا استطعنا اجتياز مراحل صعبة جداً في تاريخنا من حكم السلطنات والإحتلالات التي كان آخرها الإحتلال السوري".


وختم جعجع: "أتمنى من الله أن تبقوا في هذه الهمّة وأكبر تمنياتي أن تبقى حدث الجبّة كما دائماً هانئة وآمنة وتشع فرحاً وفي الوقت نفسه صامدة ولكن من دون تصدي".


في ختام اللقاء قدّم رئيس "القوّات" والنائب جعجع دروعاً تكريميّة للإغتراب في حدث الجبّة على مساهمته الكبيرة في البلدة.



MISS 3