أعلن الاتحاد الأوروبي الإثنين أنه طرح "نصاً نهائياً" يهدف الى إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني بينما أكدت طهران أنها لا تزال في طور دراسته، بعد أيام من استئناف مباحثات مع القوى الكبرى في فيينا.
وقال مصدر أوروبي للصحافيين شرط عدم الكشف عن هويته "عملنا على مدى أربعة أيام وبات النص اليوم مطروحا أمام كبار المندوبين.. انتهت المفاوضات وهذا هو النص النهائي.. ولن يعاد التفاوض عليه".
وأعرب المصدر عن أمله في انجاز تفاهم بشأن إحياء اتفاق العام 2015 في غضون "أسابيع"، بعد مسار شاق من التفاوض منذ أوائل العام الماضي.
وبعد جمود استمر شهوراً، استؤنفت الخميس في العاصمة النمسوية المباحثات بين إيران والأطراف المنضوية في الاتفاق (روسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا). وتجري المباحثات بتنسيق من الاتحاد الأوروبي، وتشارك فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.
وأتاح الاتفاق رفع عقوبات عن ايران لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحاديا منه في 2018 خلال عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران التي ردت بالتراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها بموجبه.
وبدأت إيران والقوى المنضوية في الاتفاق مباحثات لإحيائه في نيسان 2021، تم تعليقها مرة أولى في حزيران. وبعد استئنافها في تشرين الثاني، علّقت مجددا منذ منتصف آذار مع تبقي نقاط تباين بين واشطن وطهران، رغم تحقيق تقدم كبير في سبيل انجاز التفاهم.
وقال المسؤول الأوروبي الإثنين إن "الكرة الآن في ملعب العواصم (المعنية) وسنرى ماذا سيحدث".
وأكد أن كل المفاوضين المعنيين سيغادرون فيينا، وتاليا لن تحصل أي مفاوضات إضافية في العاصمة.
وشدد الدبلوماسي على "نوعية" النص المؤلف من 25 صفحة، معرباً عن أمله "بشدة بأن تتم الموافقة عليه".
وسارعت إيران للإعلان أنها أعطت رداً "أولياً" لم تحدد طبيعته، لكنها أكدت الحاجة لمراجعة أكثر شمولاً للنصّ.
ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله ان طهران أبلغت الدبلوماسي الأوروبي انريكي مورا الذي يتولى تنسيق المباحثات ردها الأولي على النص المقترح.
وأضاف المصدر الذي لم يكشف اسمه ان "هذه البنود تحتاج الى دراسة شاملة، وسننقل آراءنا الاضافية واعتباراتنا الى المنسق والأطراف الأخرى".
ووفق تصريحات مسؤولين إيرانيين في الأيام الماضية، كانت إحدى النقاط الأساسية التي طالبت بها طهران في المباحثات الراهنة، إنهاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، قضية العثور على آثار لمواد نووية في مواقع لم تصرّح إيران أنها شهدت أنشطة نووية.
وعكس وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ذلك بشكل واضح الأحد، بقوله في اتصال مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "على الوكالة الدولية حل مسائل الضمانات المتبقية بالكامل عبر اعتماد مسار تقني والنأي بنفسها عن المسائل المنحرفة سياسياً وغير البنّاءة".