جوزيفين حبشي

لايك هالحكي

رحلت ساندي

11 آب 2022

02 : 01

رحلت ساندي. من ساندي؟؟؟ كيف من ساندي؟؟!!! ساندي حبيبة داني، كيف لا تعرفونها؟ وهل هناك احد لم يشاهد في حياته، ولو لمرة واحدة، فيلم Grease؟ هل هناك من لم يسمع اغنياته الرائعة، ولم يرقص مع داني وساندي على ايقاعاته التي تذكّرنا بالصيف والحب والمغامرات واجواء الطلاب؟

نعم، عن هذه الساندي اتكلم. انها بطلة اشهر فيلم موسيقي اميركي لا يزال صداه حاضراً بقوة رغم مرور 44 سنة على انتاجه. انها حبيبة كافة مراهقي حقبة السبعينات والثمانينات، و"فاشينيستا" ذلك الزمن بالبنطلون الاسود اللميع الذي لم تتخلف أي مراهقة وأي شابة عن ارتدائه، (وانا اولهن) بعدما اعيد تصنيعه بالملايين في كافة انحاء العالم حتى تسعينات القرن الماضي. انها النجمة الاسترالية المولودة في بريطانيا اوليفيا نيوتن جون التي كادت ان تخسر فرصة المشاركة في فيلم Grease سنة 1978، لأنها ترددت في قبول دور "ساندي"، فهي كانت تبلغ يومها عامها الـ28، واعتبرت نفسها كبيرة على اداء دور طالبة مدرسة. ولكن جون ترافولتا الذي لم تكن تعرفه من قبل، هو من اقنعها بالموافقة. قالت اوليفيا يوماً: "جون كان ساحراً وفاتناً، وكان مقتنعاً بأن الدور يناسبني، واقنعني بالقبول. لقد ضمني الى صدره بقوة في اول لقاء لنا، وكأننا اصدقاء منذ زمن طويل، فكيف كان يمكنني أن ارفض طلب رجل لديه حيويته وابتسامته وزرقة عينيه؟".

بالمناسبة، داني لم يكن حبيب ساندي فقط، فكل مراهقات السبعينات والثمانينات اغرمن به، وانا اولهن. اذكر انني شاهدت الفيلم بعمر الـ13، فوقعت فوراً تحت سحر ترافولتا، وعلقت صورته بالشعر الاسود اللامع وجاكيت الجلد السوداء على حائط غرفتي، بعدما قصصت صورة ساندي، ومزقتها، لغيرتي منها…

بدورها الممثلة رندة كعدي قالت لي انها كانت تغار كثيراً من ساندي، ولطالما تمنت ان تكون هي ساندي بدلاً من اوليفيا في فيلم Grease.

رحلت ساندي. رحلت في الصيف الذي شهرها مع اغنيات مثل Summer Nights. رحلت بعدما خسرت معركتها مع السرطان الذي عاودها 3 مرات، وبرحيلها اعادت لي ولجيل كامل اجمل ذكريات المراهقة في منتصف ثمانينات القرن الماضي المشتعل بالمعارك والحروب اللبنانية. نعم، كانت تلك المرحلة جميلة رغم الحرب. كان لدينا الموسيقى والافلام والحب والأمل والمستقبل وداني وساندي واغنيات مثل "ع خدك حبة لولو" وSandy و You’re the One That I Want.

رحلت ساندي. رحل شبابنا. ولكن الذكريات لا ترحل ولا تموت. وكرمى لتلك الذكريات، علقت صورة داني مع ساندي هذه المرة، على حائط الفيسبوك ليلة رحيلها في8 آب .

وداعاً اوليفيا نيوتن جون، وسامحيني يا ساندي، فأنت رحلتِ قبل أن اعترف لك بأنني لم اعد اكرهك، بعدما تخطيت غرامي بحبيب المراهقة منذ… كم سنة.


MISS 3