جاد حداد

The Woman in the House Across the Street From the Girl in the Window... موسم أول ضعيف

7 شباط 2022

02 : 00

يحمل مسلسل "المرأة في المنزل المقابل لنافذة الفتاة" توقيع هيو ديفيدسون ورايتشل رامراس ولاري دورف، وهو من إخراج مايكل ليمان. تتعدد نقاط التشابه مع قصص تشويق أخرى مثل The Girl on the Train (فتاة القطار) وفيلم The Woman in the Window (المرأة في النافذة) الذي عرضته شبكة "نتفلكس" أيضاً في العام 2021. القصة الأساسية متشابهة. تؤدي كريستين بيل دور "آنا"، الرسامة التي ينهار زواجها وتتدمر حياتها بعد موت ابنتها الصغيرة خلال حادث مريع. تمضي "آنا" أيامها وهي تحدّق خارج نافذة كبيرة في منزلها الأنيق في إحدى الضواحي، فتملأ كوباً كبيراً بالنبيذ الأحمر وتقرأ روايات غامضة وتمضي جميع أيامها وهي في حالة من التشوش.

تتخذ حياتها فجأةً منحىً مثيراً للاهتمام حين ينتقل الرجل الإنكليزي الوسيم والمُلتحي "نيل" (توم رايلي) مع ابنته "إيما" البالغة من العمر تسع سنوات (سامسارا ييت) إلى الشارع المقابل لمنزلها. تبدو "إيما" صورة مطابقة للابنة التي خسرتها "آنا". لكنها تشاهد في إحدى الأمسيات حبيبة "نيل" الجديدة، "ليزا" (شيلي هينيغ)، وهي تلهث بالقرب من النافذة بعد قطع عنقها، أو تظن أنها تشاهدها. في اليوم التالي، يخبرها "نيل" بأن ما شاهدته لم يحصل على أرض الواقع وقد غادرت "ليزا" إلى مدينة "سياتل" للتو.

لكن تقرر "آنا" أن تحقق العدالة أو ترغب بكل بساطة في ملء يومياتها المملة، فتبدأ بلعب دور التحري وتُصِرّ على حل اللغز الغامض تزامناً مع متابعة ارتشاف النبيذ الذي تحبه.

يجب أن ترتكز أي محاكاة ساخرة على براعة فائقة في التعامل مع مختلف عناصر المسلسل: يكفي أن تتوسع خيوط القصة كي يجازف العمل بالانحراف عن مساره الأصلي. يستعمل المسلسل الجديد مقاربة سلسة أكثر من اللزوم ويتّكل على نكات لا تحمل تأثيراً كافياً. حتى أنه يشبه بهذه الطريقة مسلسل ويل فيريل، The Spoils of Babylon (غنائم بابل)، الذي استوحى إيقاعه من المسلسلات التلفزيونية القصيرة التي كانت شائعة خلال فترة السبعينات والثمانينات، تزامناً مع إضافة نفحات من العبثية من وقتٍ لآخر. لكن لا يقيم مسلسل ليمان القدر نفسه من التوازن، وهذا ما يفسّر تعثّره على مستويات كثيرة.





تقدّم كريستين بيل أداءً متماسكاً يتعارض مع سخافة العالم من حولها. في كل مرة تزور فيها قبر ابنتها للتكلم معها من قلبها، يحمل الضريح عبارة مختلفة ومُلهِمة (مثل "في السماء، يمكنك أن ترقص وكأن أحداً لا يشاهدك"!). في الوقت نفسه، تكون صفحتها على "إنستغرام" تافهة بمعنى الكلمة، فتشمل كلمات مبتذلة مثل "دوار الشمس" و"كابوتشينو" لمرافقة كل صورة تنشرها في حسابها. في غضون ذلك، تُعبّر صديقتها المقرّبة والفضولية (ماري هولاند) عن إعجابها الشديد بمهارتها في الرسم، مع أن الأعمال الفنية التي نشاهدها تقتصر على أشكال عادية من الأزهار.

يعرض المسلسل من وقت لآخر أحداثاً غريبة مثل اصطحاب زوج "آنا" السابق (مايكل إيلي)، وهو عالِم نفس جنائي، ابنتهما الصغيرة لمقابلة قاتل متسلسل، أو إصرار العامل اليدوي المريب الذي تستعين به "آنا" (كاميرون بريتون) على تنظيم صندوق البريد طوال أيام (قد تكون مساوية لسنوات!). باختصار، يبدو العالم المحيط بالشخصيات مريباً لدرجة أن تقرر خطوط الطيران عشوائياً ألا ترسل طائرات نحو الساحل الغربي طوال الصيف، وقد تغرق النساء في بحيرة مسطحة خلال خمس ثوانٍ.

في غضون ذلك، لن يحافظ المسلسل على زخمه طوال الحلقات الثماني. تكثر المشاهد الطويلة التي يمتنع فيها صانعو العمل عن تطوير القصة، وكأن وجود المسلسل يكفي كي يتابع المشاهدون الضحك. سرعان ما يصبح غياب النكات الصائبة أساس القصة، إذ تبدو الأحداث مضحكة لأنها جدّية بدرجة مفرطة. قد تكون التجربة ممتعة بشكل عام، لكنها لن تكفي للحفاظ على اهتمام الجمهور.

على صعيد آخر، تبرز مشكلة السخرية من موقفٍ لم يُعطِ الأثر المنشود بعد تطوره. تعرّض فيلمThe Woman in the Window لهجوم قوي سابقاً بسبب السيناريو المفتعل وبطلة القصة التي تحمل شخصية مبالغاً فيها، لكن بدت معظم التعليقات حينها مقصودة ومفرطة. يبدو أن مسلسل ليمان الجديد يهدف إلى تذكيرنا بسخافة الأفكار المطروحة في هذا النوع من القصص. لكن هذا هو المغزى الحقيقي من العمل. بالتالي، لن تضيف النسخة الجديدة من القصة شيئاً إلى هذه الفئة من المسلسلات.

أخيراً، ينتهي المسلسل بطريقة صادمة: بعد توجيه أصابع الاتهام ضد جميع الشخصيات المشبوهة في القصة، يتبيّن في النهاية أن المذنب هو الشخص الذي لم نكن نتوقعه. كذلك، ثمة إطلالة خاصة في نهاية المسلسل لنجمٍ من الصف الأول، وتُمهد هذه النهاية لظهور لغز جديد قد يثير اهتمام "آنا" في الموسم الثاني. لكن حبذا لو حافظ الفيلم على هذا النوع من الطاقة الحيوية على مر أحداثه ولم يُركّز على جانب واحد ويبالغ في إطالته.