جوزيفين حبشي

ليك هالحكي

شيخ هوليوود في الحمرا

12 آب 2022

02 : 01

يقولون، لبنان رجع سنوات وسنوات إلى الوراء في الأعوام الأخيرة. صحيح، ولكن في المقابل، لبنان رجع أيضاً الى الزمن الذهبي والهوليوودي للسينما خلال هذه الأعوام الأخيرة. صنّاع السيناريوات السياسية من نوع "الساينس فيكشن" الخيالي، ومخرجو أفلام الأكشن الدوكو- واقعية اللبنانيون، لن يتنافسوا بعد اليوم على جائزة أوسكار مثل زياد دويري ونادين لبكي، بل سيحصلون عليها حتماً. وكيف لا يتوّجون أسياد الدراما الخيالية، والقصص التي أنتجوها وأجبرونا أن نمرّ بها، يشيب لها شعر الرأس، وفيلم "تفجير بيروت" في 4 آب، "فشر" أن يقدم ستيفن سبيلبرغ ورولاند أميريخ وجايمس كاميرون مجتمعين، أي كارثة بمستوى ضخامته وفظاعته. كيف لا نصبح أسياد الفن السابع، وبسام بطل فيلم "شيخ هوليوود في الحمرا" الذي اقتحم المصرف واحتجز موظفين ورهائن بواسطة السلاح، وطالب بحقه الذي سرقته المصارف والمنظومة الفاسدة، لا يمكن أن يجاريه بحنقه وحرقة قلبه وغضبه العارم، أي من نجوم الحركة في هوليوود، بدءاً بسيلفستر ستالون وأرنولد شوارزينغر وبروس ويليس وانتهاءً بدانزل واشنطن وجايسون ستاتام.

فيلم "شيخ هوليوود في الحمرا" أقوى من فيلم dog day afternoon، بسام الشيخ، تفوّق بمأساته الهزلية على عادل إمام بطل فيلم "إرهاب وكباب"، فما تناوله من سندويشات مع الرهائن، لم يكن الكباب، في بلد مفلس مثل لبنان، و"أنجأ" منقوشة زعتر مع 30 ألف دولار من وديعته التي تتخطى قيمتها الـ200 ألف دولار. وكلنا أمل أن يحميه الشعب كما حصل في فيلم "إرهاب وكباب"، فلا "يأكلها" وحده، مع أن سريالية أفلامنا اللبنانية تحتّم إلقاء القبض على الضحية، وإطلاق سراح القتلة والمجرمين والسارقين، ليسرحوا ويمرحوا، ويطلّوا علينا بابتسامتهم الهوليوودية العريضة على الشاشات، فنهتف لها: "بالروح بالدم نفديكم يا انذال".


MISS 3