نار الأزمات... وبرودة أصحاب القرار

02 : 00

الدولة اليوم تجلت في أبشع صورها. وعجزها الفاضح عن إدارة الملفات الاقتصادية والمعيشية للمواطنين حوّل سخطهم إلى اشمئزاز وقرف. تسارع الأزمات واشتدادها يوماً بعد آخر ينذر بتحويل البلد إلى مزرعة، وما المشاهد اليوم من أمام محطات الوقود إلا المقدمة لما ستشهده الأفران والصيدليات والمتاجر والمستشفيات ودكاكين السمانة وغيرها الكثير من مصادر عيش اللبنانيين غداً.

نار الأزمات التي تهدد بإشعال البلد تقابلها برودة استثنائية من أصحاب القرار وكأنّ المسؤولين يعيشون على غير كوكب. فإضراب المحطات شلّ البلد، واستمراره ليوم إضافي سيؤدي الى توقف كل القطاعات الانتاجية والخدماتية ويمنع إيصال المرضى إلى المستشفيات ويهدد تأمين المواد الغذائية إلى المناطق والقرى.

الأضرار المباشرة للإضراب لمسها سائقو السيارات العمومية أولاً خصوصاً أنّ أكثر من 90 في المئة من العاملين في القطاع يؤمنون قوتهم ومعيشتهم من عملهم اليومي، فيما دفعت الأزمة أبناء البقاع والقرى الجبلية إلى تعبئة مادة المازوت للتدفئة بقارورات بلاستيكية تكفي لمدة يوم.

وبدلاً من أن "تكحّلها" وزارة الطاقة "عمتها"، فالفشل في إدارة ملف النفط لم يقف عند الحدود التقنية، ونية الوزارة المتأخرة جداً باستيراد كميات من بنزين ٩٥ أوكتان لا تكفي الأسواق لمدة شهر، بل في استمرار الوزارة في تخطي الأصول القانونية، وتحديداً لجهة عرض دفتر الشروط على إدارة المناقصات. ما يعني استمرار نهج ضرب القوانين الرقابية بعرض الحائط، وهو ما يخالف أبسط المطالب الشعبية والدولية على حد سواء.


MISS 3