جورج الهاني

كلمة التحرير

لإعادة إحياء المهرجانات الرياضية الصيفية

17 آب 2022

02 : 00

عادت المهرجانات الرياضية الى ملاعب البلدات والقرى اللبنانية هذا الصيف من بوابة الأندية أو البلديات أو حتى الأحزاب السياسية، ولو بشكل محدود، بعدما غابت لأكثر من عامَين بسبب تفشي جائحة كورونا وما تبعها من ظروف إقتصادية ومالية مزرية حالت دون تنظيم الدورات الصيفية الودّية في الألعاب الثلاث الرئيسية كرة السلة والكرة الطائرة وكرة القدم المصغّرة، بسبب الحذر والخوف من الإختلاط بين اللاعبين من جهة، وصعوبة التنقّل بين الملاعب المنتشرة ساحلاً وجبلاً اثر الإرتفاع الكبير في أسعار المحروقات من جهة أخرى.

غالباً ما كانت الإتحادات الرياضية تولي إهتماماً بالغاً بهذه المهرجانات وتتساهل بإقامتها الى أقصى الحدود، إذ من مبارياتها الجميلة البعيدة من الضغوطات والعصبية يبرز جيلٌ جديد من اللاعبين الواعدين، وتتفتّح المواهب الصاعدة التي لا تنال فرصتها على أرض الملعب في البطولات الرسمية، ولا يتسنى لأصحابها إبراز قدراتهم ومهاراتهم الفنية كما يجب، فيسرقون أنظار الأندية الكبيرة أو المتوسّطة التي تسارع الى التعاقد معهم ليشكّلوا دعماً إضافياً لمقاعد إحتياطييها، ومنهم من يحرق الخطوات والمراحل ويحجز مكاناً ثابتاً له في التشكيلية الأساسية.

بعض كبار الرياضيين الراحلين أو السابقين الذين كانوا قدوة ومرجعاً في هذا الوسط ومحط إحترام وتقدير الجميع، كانوا يصرّون على تنظيم المهرجانات الصيفية التي يعتبرونها "خزّان" ألعابهم، ويشجّعون الأندية الصغيرة والكبيرة على عدم تفويت هذه الفرصة، لما لها من أهمّية في بقاء اللاعبين في كافة الدرجات على جهوزيتهم الفنية والبدنية قبل انطلاق الموسم الرياضي الجديد، ومساهمتهم في تنشيط الرياضة ونشرها على أوسع نطاق، من دون أن ننسى الأجواء الممتعة التي ترافق المباريات وحماس الأهالي الزائد وصيحات الشباب والصبايا التي تواكب كلّ سلة أو كبسة أو تسديدة، خصوصاً في القرى الجبلية البعيدة.


MISS 3