محمد دهشة

عود على بدء وحكاية إبريق الزيت... إزدحام أمام محطات الوقود في صيدا

غياب الثقة بالمسؤولين يولّد أزمات وإرباكاً وفوضى في الأسواق

17 آب 2022

02 : 01

عودة"الطوابير" في صيدا

بين مقولتي "عود على بدء"، وحكاية "إبريق الزيت"، تتأرجح حياة الصيداويين كما اللبنانيين على حبال الأزمات الاقتصادية والمعيشية الخانقة يميناً ويساراً، تتوارى أزمة موقتاً، تظهر أخرى مجدداً، تعود قديمة – جديدة إلى الواجهة، لتسلب ما بقي في الجيوب وتقضي على الثقة بين المسؤولين والمواطنين، وتترك ندوباً كثيرة، بدءاً من الفقر المدقع وتداعياته، مروراً باليأس والإحباط وآثاره السلبية وصولاً إلى الهجرة وترك البلد.

في مقولة "عود على بدء"، عادت أزمة المحروقات لتطلّ برأسها، فجأة عادت طوابير السيارات الى محطات البنزين، أغلقت غالبيتها تحت ذريعة نفاد المخزون بسبب عطلتي نهاية الأسبوع وعيد انتقال السيدة العذراء (الاثنين)، فيما الحقيقة بانتظار التسعيرة الجديدة بعد المعلومات التي تحدثت عن تخفيض دعم المركزي الى 70% بدلاً من 85%، ما يفقد أصحاب الشركات أرباحهم، فيما شهدت أخرى فتحت أبوابها ازدحاماً خانقاً، أعاد تذكير اللبنانيين باستفحال معاناتهم قبل عام.

ويقول أبو علي الزيباوي لـ"نداء الوطن" وهو ينتظر دوره لتعبئة خزان وقود سيارته إنه "الإذلال بعينه، أن تعيش كل يوم وتشعر بأن الأزمة قد تلاحقك في أي لحظة وخاصة إذا كان بعضها مفتعلاً بهدف الربح الوفير والسريع، فيما اقتناء البنزين في المنازل مخاطرة كبيرة، لذلك نضطر الى الاصطفاف في طوابير للحصول على حاجتنا للعمل".

الإقفال ورفع الدعم والطوابير، أحدثت نوعاً من الإرباك والفوضى في السوق، ففتحت محطات مجدداً، ولكن الإزدحام بقي أمامها خشية تجدد الأزمة، رغم إصدار وزارة الطاقة جدول أسعارها كالمعتاد، تزامناً مع ارتفاع ملحوظ في سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء. ويقول الشاب ماهر بديع لـ"نداء الوطن": "إن غياب الثقة بالدولة ومؤسساتها وبأصحاب شركات الوقود والمحطات معاً، يولّد الأزمات بحيث يعتمد المواطن على فراسته فقط لتقدير الموقف واتخاذ ما يناسبه من دون النظر الى تصريحات المسؤولين المعنيين الذين خدعونا مراراً وتكراراً".

وفي مقولة حكاية "إبريق الزيت"، تحوّلت النفايات في صيدا مشكلة مزمنة ومزعجة، تتراكم بشكل مقزز في الأحياء والشوارع وداخل الحارات القديمة، تفوح من بعضها الروائح الكريهة وتنتشر منها الحشرات والقوارض، لا سيما أن الجمع بات يعتمد على الحاويات فقط دون ما يتساقط أو يتراكم قربها أرضاً، فيما يتقاذف المسؤولون المعنيون الاتهامات في التقصير في رفعها بشكل دائم، بين الشركة المكلفة جمعها وبين معمل المعالجة الحديث في "سينيق" الذي يئنّ مع موظفيه، وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة مع ارتفاع جبل جديد بالقرب منه عبارة عن مزيج من النفايات والعوادم معاً.

واستفحال المشكلة في عزّ الصيف مع انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة معاً وحاجة الناس الى فتح نوافذ المنازل، دفع بخبراء صناعيين الى إطلاق فكرة للمساهمة في التخلص من هذه المشكلة البيئية عبر إعادة الروح الى المعمل والكشف عليه في إطار خطوات أولية لتأهيله وصيانته والدفع به باتجاه العمل بكامل طاقته، ليستوعب مجدداً كامل نفايات المنطقة من دون أي تقصير. وقد اقترح هؤلاء أفكاراً وحلولاً آملين في أن يتم التواصل مع المسؤولين المعنيين من أجل طرحها والسماح بمعاينة المعمل من أجل تقييمه ووضع الإصبع على أسباب تراجعه.


MISS 3