مايز عبيد

في طرابلس محلات أقفلت وأخرى قيد الإنتظار: إقتصاد المدينة ينهار

3 كانون الأول 2019

02 : 00

لا زبائن في الأسواق والحركة توحي بالكارثة المقبلة
تفتح المحلات التجارية والمؤسسات أبوابها صباحاً في طرابلس وتنتظر زبائنها ولا ينوبها من الإنتظار إلا الإنتظار. فالوضع في طرابلس وفي كل لبنان أصبح رهينة الإنتظار. الكل بانتظار الحل!

تشهد مدينة طرابلس أسوأ أوضاع إقتصادية، ويقول العارفون بتاريخ المدينة إنها الفترة الأسوأ من عمر هذه المدينة. حالة من الركود الاقتصادي تعيشها طرابلس لم تشهد لها مثيلاً حتى في زمن الحرب. فمدينة طرابلس التي تشتهر بأسواقها المتعددة لا سيما أسواق الألبسة وهي مقصد كل أبناء الشمال، أصبح اقتصادها بحاجة إلى معجزة لإنقاذه على كل المستويات.

الوضع الصعب ليس وليد اليوم لكنّ ما يحصل هذه الأيام خصوصاً مع تدني سعر صرف الليرة مقابل الدولار والأزمات المتلاحقة وتمنّع الزبائن جعل الأوضاع الإقتصادية الراهنة تتراجع بشكل كبير في مؤشر الى انهيار اقتصادي بات واقعاً. ولا يقتصر هذا الإنهيار على أسواق الألبسة فقط، فمنطقة الضم والفرز المعروفة بأنها منطقة تجمّع المطاعم والمقاهي في طرابلس، تعيش مطاعمها مرحلة من أصعب المراحل منذ نشأتها.



وتكفي جولة من السوق العريض إلى منطقة التل فشارع عزمي وقاديشا ونديم الجسر وهي المعروفة بأسواقها، لاكتشاف حجم المأساة التي تشهدها مدينة طرابلس وأسواقها وحتى أهلها وسكانها. التجوال في عاصمة الشمال والعاصمة الثانية للبنان يعكس الأزمة التي وصل إليها لبنان بشكل عام باقتصاده ولكن الفارق أن طرابلس تختلف عن باقي المناطق اللبنانية بخروجها الحديث من معارك وجولات عنف فاقت العشرين دمرت إقتصادها ولم تشهد أي خطوة من الدولة أو المسؤولين لإنقاذ اقتصادها وتحسين واقعها.

قال تاجر الألبسة في شارع عزمي فادي الحلبي لـ"نداء الوطن": "نعيش أسوأ أيامنا اليوم. أنا تاجر منذ عشرات السنين. لم أشهد في حياتي مرحلة أصعب من هذه. لا بيع ولا شراء حتى البضائع من الموسم الماضي ما زلت أعرضها في المحل لأنني غير قادر على التجديد وشراء بضائع جديدة للموسم الجديد. أنا وضعي أفضل من غيري لأنني على الإيجار القديم لكن هناك تجاراً على الأسعار الجديدة واليوم غير قادرين على تسديد إيجارات محلاتهم الشهرية".

محمود قاسم وهو صاحب محل في شارع عزمي يرى أنه "لولا الأمل لمات الإنسان... ونحن لا نزال نعيش على أمل بأن يتحسن الوضع ولكن للأسف لا شي يبشّر بأمل، إقتصاد طرابلس ينهار بالكامل".


من المحالّ التي أقفلت جرّاء تفاقم الأزمة


شارع قاديشا

في شارع قاديشا وهو سوق تجاري مهم أيضًا من أسواق طرابلس، لا يختلف الوضع والواقع عن واقع المدينة بشكل عام. محلات مفتوحة ولا زبائن وهناك محلات قيد الإقفال أو أقفلت كما حصل مع محل "ايغويست" في شارع عزمي وهو محل ألبسة عريق وله زبائنه، والذي أقفل قبل أيام، بسبب عدم القدرة على تسديد الفواتير والديون المتوجبة. في شارع قاديشا يشرح خليل عمر لـ"نداء الوطن" عن الأوضاع الراهنة: "الوضع لا تنقذه فقط ثورة. نريد زلزالًا يزيل الحكام عن عروشهم ويريح المدينة وأهلها من نوابها وحكامها. لقد وصلنا إلى الإفلاس الكلي بسببهم. ربما سنكون كلنا لاحقاً على أبواب المساجد يوم الجمعة إذا استمرت هذه الكارثة. أوضاعنا تحت الصفر بكثير. لا زبائن ومن دخل أو دخلت لتشتري تراها تسأل وتفاصل ثم تخرج ولا تشتري أي قطعة. محلاتنا أصبحت للمنظر والأكيد إذا استمرينا هكذا فليس أمامنا من حل سوى الإقفال القريب".

محلات أقفلت وأخرى مهددة

ما تشهده مدينة طرابلس من إقفال محلات ومؤسسات وتشريد عمال وموظفين وخوف الموظفين في المحلات والمؤسسات الأخرى على مصيرهم في حال أقفلت مؤسساتهم، يشي بأن طرابلس مقبلة على كارثة اجتماعية لا محالة، حيث ستزداد فقراً على فقر وسوءاً فوق سوء. حال المدينة اليوم اقتصادياً على حافة الإنهيار على كل المستويات. كل الأسواق التجارية والمحلات التجارية والمؤسسات من مختلف الأنواع، تشهد ركوداً كبيراً لم تشهده في تاريخها. البعض يقول: "يا ريت ترجع الأمور كم سنة لورا... صحيح كان الوضع صعب بس كان أقله تطلع معنا بالإيجارات".


MISS 3