ماكرون وتبون يوقّعان إتّفاق "شراكة مُتجدّدة"

18 : 42

أنهى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت زيارته "الناجحة" للجزائر، بالتوقيع مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون على "إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة" بين البلدين بعد 60 عاماً من انتهاء الحرب واستقلال الجزائر.

واعتبر تبون خلال كلمة مقتضبة باللغة الفرنسية، عقب توقيع الإعلان في القاعة الشرَفية لمطار هواري بومدين أن زيارة نظيره الفرنسي "كانت ناجحة جداً" و"أتاحت تقارباً لم يكن ممكناً لولا شخصية الرئيس ماكرون".

كما وأكّد أنه من الآن فصاعداً، سيتمكّن البلدان "من العمل معاً في العديد من المجالات خارج الجزائر وفرنسا، موضحاً أن "هذا الاندماج سيسمح لنا بالذهاب بعيداً جداً".

وينصّ "إعلان الجزائر من أجل شراكة متجدّدة" على رغبة البلدين في "افتتاح حقبة جديدة"، وتبني "مقاربة ملموسة وبنّاءة تركز على المشاريع المستقبلية والشباب".

وبالنسبة للجزائر، فقد كرّست زيارة ماكرون دورها المركزي والاستراتيجي في شمال إفريقيا، علماً أن الجزائر تتشارك حدوداً تمتدّ على 1400 كيلومتر مع مالي التي اضطّرت فرنسا إلى الانسحاب منها أخيراً، وكذلك حدوداً تمتدّ على مئات الكيلومترات مع ليبيا، الغارقة في حالة من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي.

وجاء في إعلان الجزائر أن الشراكة باتت "مطلباً يمليه تصاعد التقلبات وتفاقم التوترات الإقليمية والدولية".

"مجلس أعلى للتعاون"

ويرد في النصّ أيضاً أن الإعلان "يوفر إطاراً لوضع رؤية مشتركة ونهج تنسيق وثيق لمواجهة التحديات العالمية الجديدة، وأُبرم عدد من اتفاقات التعاون شملت خصوصاً التعليم العالي والصحة والرياضة ووقّع عليها وزراء من البلدين.

وأشار تبون إلى الاجتماع الرفيع المستوى الذي جمع قادة أجهزة الأمن من الجانبين بما فيها الجيش الجمعة "لأول مرّة منذ الاستقلال"، وقد انبثقت عنه قرارات مشتركة "لصالح بيئتنا الجيوسياسية".

وستنشئ باريس والجزائر "مجلساً أعلى للتعاون" على مستوى الرئيسين من أجل "تعزيز مشاوراتهما السياسية" يجتمع مرة كل عامين بالتداول بين العاصمتين لدراسة "القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الاقليمي والدولي".

من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي أن إعلان الجزائر سيتيح "تعزيز العلاقة المتقاربة من خلال إجراء حوار دائم حول جميع الملفات، بما في ذلك المواضيع التي منعتنا من المضي قدماً لأنها تعود للسطح كل مرة مثل ملف الذاكرة".

وتقرر خلال زيارة ماكرون إنشاء لجنة مؤرخين مشتركة من أجل تسوية الخلافات ومواجهة الماضي "بشجاعة" على حد تعبير الرئيس الفرنسي، و"يمكن تنصيبها في غضون الـ15 إلى 20 يوماً القادمة" وفق تبون الذي أوضع أن عملها قد يستغرق عاماً قابلاً للتمديد.

MISS 3