"فلاشينغ ميدوز": سيرينا "ملكة" اليوم الأوّل
وفوز سهل لمدفيديف "البطل" وموراي

وسط اجواء احتفالية تليق بمسيرتها المظفّرة، بلغت الأميركية المخضرمة سيرينا وليامس الدور الثاني من بطولة "فلاشينغ ميدوز" الاميركية، آخر البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، بفوزها على المونتينيغرية دانكا كوفينيتش 6-3 و6-3.

في المقابل، ودّع اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس المصنف رابعاً مبكراً بسقوطه المفاجئ امام لاعب كولومبي مغمور، والرومانية سيمونا هاليب السابعة عالمياً امام أوكرانية مغمورة ايضاً.

وتواجه الأميركية الفائزة بـ23 لقباً، والساعية الى معادلة الرقم القياسي في الالقاب الكبيرة المسجل بإسم الاسترالية مارغاريت كورت، امتحاناً صعباً في الدور التالي حيث تلاقي الاستونية انيت كونتافيت المصنفة ثانية عالمياً.

وحظيت سيرينا (40 عاماً) التي ستكون مشاركتها في "فلاشينغ ميدوز" الاخيرة على الارجح في مسيرتها، بدعم جماهيري منقطع النظير، كما تابع مباراتها حشد من نجوم الرياضة والسينما تقدمهم الملاكم مايك تايسون واسطورة كرة المضرب مواطنتها مارتينا نافراتيلوفا والمخرج الاميركي الشهير سبايك لي.

وقالت سيرينا: "ابذل دائماً قصارى جهدي. وهنا اشعر بالراحة، الجمهور كان رائعاً وساعدني كثيراً".

ولدى سؤالها عن تصريحاتها التي اطلقتها مطلع آب الجاري عن اعتزالها اللعب نهائياً ومشاريعها المستقبلية، أجابت سيرينا في المؤتمر الصحافي الذي تلا المباراة: "بقيت غامضة في ما يتعلق بهذا الموضوع أليس كذلك؟ اريد ان أبقى كذلك لأنه لا يمكن ان نتنبأ بأي شيء".

وتابع المباراة نحو 24 ألف متفرج على الملعب الذي شهد احراز وليامس باكورة القابها الكبيرة في العام 1999، وبُثت على الشاشات العملاقة في الملعب صور لانجازات وليامس مع تعليق المذيع الذي كرر مراراً وتكراراً عبارة "ملكة" لوصف سيرينا.

تصفيق متواصل

ودخلت سيرينا أرضية الملعب وسط تصفيق متواصل من الجمهور، حيث تابع مباراتها ايضاً ابنتها أولمبيا وزوجها ألكسيس أوهانيان مؤسس موقع التواصل الاجتماعي "ريديت".

تقدمت سيرينا 2-صفر، لكن المونتينيغرية ردّت التحية بفوزها بثلاثة اشواط متتالية لتتقدم 3-2. لكن الاخيرة ارتكبت خطأين مزدوجين والارسال في حوزتها لتمنح الفرصة امام الاميركية للتقدم 5-3 ثم ارسلت لحسم المجموعة الاولى.

ونجحت سيرينا في كسر ارسال منافستها مرتين في المجموعة الثانية في الشوطين الخامس والتاسع لتفوز بالمباراة.

وكانت سيرينا عادت الى الملاعب بعد غياب عام خلال بطولة ويمبلدون الانكليزية في اواخر حزيران الماضي وخرجت من الدور الاول.

وبلغت التونسية انس جابر الخامسة عالمياً الدور الثاني بفوزها على الاميركية ماديسون برنغل 7-5 و6-2، على رغم خسارتها ارسالها اربع مرات خلال المباراة.

وكان الارسال في حوزتها والنتيجة 5-4 في مصلحتها لكنها خسرته، قبل ان تعوّض وتفوز بالشوطين التاليين لتحسم المجموعة الاولى.

وبعد ان تعادلت اللاعبتان 2-2 في الثانية، فازت التونسية التي بلغت نهائي ويمبلدون الشهر الماضي، بالاشواط الاربعة التالية لتحسم المباراة في ساعة و10 دقائق.

وتلتقي جابر في الدور الثاني الاميركية اليزابيث ماندليك المشاركة ببطاقة دعوة وابنة التشيكية الاصل الاسترالية الجنسية هانا ماندليكوفا، الفائزة بأربعة القاب كبرى في الثمانينات.

هاليب وتسيتسيباس

وخرجت الرومانية سيمونا هاليب السابعة عالمياً من الدور الأوّل بخسارتها أمام الأوكرانية المغمورة داريا سنيغور (124 عالمياً) بنتيجة 2-6 و6-صفر و4-6.

وأصيبت المصنفة أولى عالمياً سابقاً والفائزة برولان غاروس (2018) وويمبلدون (2019) واخيراً بدورة تورنتو الكندية، احدى دورات الألف للسيدات، بنكسة في سعيها للعودة إلى أفضل مستوياتها بعد عام من خروجها من العشر الاوليات بسبب اصابات متكررة في الكتف والفخذ.

واطاح الكولومبي المغمور والمتأهل من التصفيات دانيال ايلاهي غالان اليوناني سيتفانوس تسيتسيباس المصنف رابعاً، بالحاق هزيمة نكراء به 6-صفر و6-1 و3-6 و7-5 في الدور الاول.

واستمرت بالتالي العروض السيئة التي يقدمها اليوناني البالغ 24 عاماً في هذه البطولة حيث لم يتخط الدور الثالث اطلاقاً.

وقال غالان: "انا سعيد للغاية. عندما بدأت العب بشكل أفضل أصبحت أكثر عصبية، لكنني نجحت في المحافظة على تماسكي وحتى عندما خسرت المجموعة الثالثة شعرت بأني العب أفضل وافضل".

وحقق غالان بداية صاروخية لأنه حسم المجموعة الاولى 6-صفر ثم تقدم في الثانية 5-صفر ايضاً، قبل ان يخسر اول شوط في المباراة.

وبعد ان حسم تسيتسيباس المجموعة الثالثة لينعش آماله في امكانية الفوز بالمباراة، انقذ اليوناني ثماني كرات سنحت للكولومبي لانهاء المباراة قبل ان يفشل في التاسعة ويخرج من الباب الضيق.

تأهل حامل اللقب

وتأهل الروسي دانييل مدفيديف حامل اللقب والمصنف أول عالمياً بسهولة إلى الدور الثاني بفوزه على الأميركي ستيفان كوزلوف (111 عالمياً) بنتيجة 6-2 و6-4 و6-صفر.

ويواجه مدفيديف الذي احتاج إلى ساعتين ودقيقة واحدة للتخلص من صاحب الأرض، في الدور الثاني الفرنسي أرثور ريندركنيش (58 عالمياً) الفائز بصعوبة على مواطنه كونتان اليس (76) بنتيجة 4-6 و7-6 و6-3 و6-2.

وأحرز الروسي العام الماضي في نيويورك لقبه الكبير الأوّل في مسيرته على حساب الصربي نوفاك ديوكوفيتش، أبرز الغائبين عن المنافسات هذا العام لعدم تلقيه اللقاح المضاد لفيروس كورونا، قبل أن يخسر الروسي نهائي بطولة أستراليا المفتوحة في كانون الثاني الماضي أمام الإسباني رافايل نادال.

ولم يكن النجاح حليف مدفيديف في رولان غاروس الفرنسية هذا العام حيث خرج من ثمن النهائي، في حين غاب عن بطولة ويمبلدون على خلفية منع اللاعبين الروس والبيلاروس من المشاركة بسبب غزو روسيا لجارتها أوكرانيا.

وعلى ملعب آرثر-آش، ثأر مدفيديف من كوزلوف الذي سبق أن فاز عليه في المواجهة الوحيدة التي جمعت بينهما في فئة الناشئين.

وقال مدفيديف الذي اعتمد على ارساله القوي (10 ارسالات ساحقة ونسبة نجاح 76 في المئة من النقاط خلال كرته الأولى) للفوز: "في فئة الناشئين، لم يكن بالامكان مواجهته. أكبره بعامين، فارق السن عادة لا يمكن التغلب عليه في فئة الناشئين، لكنه سحقني. أنا سعيد لأنني ثأرت منه".

وأقرّ الروسي الذي حقق 40 ضربة ناجحة وارتكب 20 خطأ مباشراً: "لم تكن الظروف سهلة مع هذه الحرارة والرطوبة".

في المقابل، احتفل الاسكتلندي أندي موراي بأفضل طريقة ممكنة بالذكرى العاشرة لاحرازه لقبه الأوّل الكبير في مسيرته في بطولة الولايات المتحدة، بتأهله إلى الدور الثاني في "فلاشينغ ميدوز" بالذات بفوزه على الأرجنتيني فرانشيسكو سيروندولو 7-5 و6-3 و6-3. وضرب موراي (35 عاماً) والمصنف أول عالمياً سابقاً والمتراجع الى المركز 52، موعداً في الدور الثاني مع الأميركي إميليو نافا (203 عالمياً) المشارك ببطاقة دعوة والفائز في مباراة ماراثونية على الأسترالي جون ميلمان 7-6 و4-6 و7-6 و1-6 و6-1.

• مارغاريت كورت
• ستيفانوس تسيتسيباس