ريمون يونس

جورج الراسي حبة في عنقود

31 آب 2022

02 : 00

دفن جورج الراسي

لن يكون حادث مصرع الفنان جورج الراسي الحادث الاخير في سلسلة اغتيال اللبنانيين من قبل مسؤوليهم المتربعين على مناصبهم كشهود الزور.

ان طرقات لبنان مصيدة للبشر ومنها تسير قوافل الموت والاصابات الخطرة كل يوم.

أمران اساسيان هما السبب والمسؤول واحد!؟

1- سوء الطرقات وانتفاء ادنى مقومات السلامة العامة، الحفر المزمنة والمستجدة، المزمنة، عليك ان تكون قد وقعت فيها مرة او مرتين سابقاً ونجوت لتحفظ موقعها ان كنت نبيها فتتلافاها، اما الجديدة فلا مفر لك من تجربتها فتكون المكتشف السباق... أما مسؤولونا فلا يشعرون بشيء البتة لأنهم يركبون جيبات حديثة لا تجعلهم يشعرون بحفرة... ثم انهم من ركاب السيارات داكنة الزجاج، الفوميه، وهم ان أحسوا فلا يرون!

و الحفر المسببة للحوادث تفرض أن يهرب سائق من حفرة تباغته فينحرف يميناً او يساراً ويصطدم او يسبب باصطدام سيارة او اكثر به او بالأعمدة او الارصفة!

وكما الحفر، ما اكثر النتوءات والبرازخ ومكعبات الباطون والفواصل الاسمنتية المرفوعة هكذا بارادة مهندس طريق ما او رئيس بلدية ما او حتى شخص ما اراد رد صدمات عن منزله او محله مثلا او دكان خضار او ميكانيكي محله ملاصق للطريق وتصليح السيارات يتم باحتلال قسم من الطريق... او محلات (ناولني) المنتشرة على طول الاوتوسترادات والملاصقة لطرف الطريق وسرعان ما ينعطف ويتوقف سائق لتناول قنينة ماء او عصير ويحصل الحادث - المفجع!

ثم يحل الليل وما ادراك ما الليل، لا انارة ولا رؤية ليرى السائق بوضوح ولا بصاصات وهنا المصيبة بجوانب الاوتوسترادات حيث يصبح الاوتوستراد كالصحراء. طريق بلا جوانب!

ثم يأتيك وانت تقود في الظلمة رتل سيارات متواصل من الجهة الاخرى للأوتوستراد وفي الظلمة عينها تضرب المصابيح العالية الاضاءة بعينيك... ليكتمل النقل بالزعرور، وهنا تستعين بالله ان ينقذك لتصل الى بيتك او حيث تقصد.

2- نتحدث عن عدد هائل من الشبان المغمورين، خصوصا من اعمارهم بين الـ 18 والـ 28. كل واحد يظن نفسه نابوليون... وفوق البشر... ويطير لنسمع بحوادث بين وقت وآخر ومنها مات فيها عسكريان وثلاثة وأو تسببت بموت اخرين.

النتيجة:

لا يعتقدن احد ان بامكانه جعل طرقات، او طريق واحد، في لبنان آمنا، فمن أين نأتي بالوعي ومن اين نأتي بالحرص؟ أممّن تركوا النيترات في المرفأ سنوات، سواء كمادة لقتل اطفال سوريا! او كمادة متبقية لتفجير بيروت! وما تكبدناه من ضحايا ومعاقين ودمار؟ أو ممن تسبب بدمار لبنان في تموز ثم قال: لو كنت اعلم؟ أم من زعماء يذهبون الى دفنك للوجاهة والالتقاء بالناخبين! ولا يهمهم كيف تموت وعلى أي طريق!

يلزمنا:

- مسح سريع لكل طرقات لبنان.

- تحديد الحفر والبرازخ والحيطان وسط الطرقات.

- مسح ليلي لتحديد أماكن وضع بصاصات وانارة ضرورية لتبيان امكنة فيها تفرعات وحيطان في الوسط كالتي تسببت بقتل جورج الراسي.

- أخذ البلديات دورها الفوري لهذه الناحية والكف عن النشاطات الفنية السخيفة والمهرجانات التطبيلية لالهاء الناس عن مشاكلهم الرئيسية... والباقي يتم عند وجود دولة لا زعامات ولا نواب دفن موتى فيها بل نواب مستعدين لإزاحة حجر من الطريق بأيديهم، نواب يركبون سيارات عادية ليشعروا بخطورة الطرقات وليروا الحفر وحيطان الباطون، نواب يقومون بواجباتهم في معاقبة المتعهدين والمهندسين المرتكبين لا مشاركتهم في السرقات عبر الالتزامات وغض النظر عن كل الاخطاء، نواب يشرعون وينشئون بقانون مرجعية لكل محافظة تكون ذات سلطة فورية بهدم كل حائط يشكل خطراً وانارة كل موقع يسبب خطراً ليراه السائق ووضع اشارات التنبيه... وردم الحفر وتزفيتها بشكل فوري... لا بقاء (السطلنة والغباء) وتقاذف المسؤوليات...ان هذا الطريق من اختصاص وزارة الاشغال وذلك من اختصاص مجلس الانماء والاعمار وآخر من اختصاص البلديات.. والتاس تظل الضحية... اذ لا قيمة للانسان ولا لحياته في لبنان في ظل وجود هكذا سلطة.