مايز عبيد

شجرة ميلاد في ساحة النور... طرابلس العيش المشترك تنهض لثورتها

6 كانون الأول 2019

02 : 00

ساحة النور للثورة وترسيخ العيش المشترك

رُفعت شجرة الميلاد في ساحة النور (ساحة الثورة) على الأمل بقيامة وطن وميلاد لبنان الجديد الذي يحلم به كل مواطن لبناني وثار الشعب بأكمله من أجل الوصول إلى هذه الغاية.

عندما أقيم في ساحة النور إحتفال بالمولد النبوي، ثمة من علّق على الموضوع بأن "هذه الساحة يجب أن تبقى بعيدة عن المناسبات الدينية وتبقى ساحة للإعتصامات ورفع الشعارات المطلبية الشعبية"، إلا أن اللجنة المنظمة والقيمين على الساحة أكدوا أن هذه "الساحة جمعت أبناء الشمال مسلمين ومسيحيين ومن الواجب أن تحتفل بمناسباتهم وشعائرهم وهو شيء إيجابي وليس في الأمر ما يمنع".

واليوم على أبواب الإحتفال بعيد الميلاد ورغم الضائقة الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية التي تعيشها مدينة طرابلس والشمال، ويشعر بها المواطنون إلا أن ذلك لم ولن يمنعهم من ممارسة احتفالاتهم والشعور مع بعضهم البعض بالفرح كما بالضيق لأن المعاناة واحدة والفرح واحد ومشترك.على هذا المبدأ تم في ساحة النور ساحة الثورة كما باتت تُعرف في طرابلس، تركيب شجرة الميلاد للإحتفال بهذا العيد الجامع للبنانيين ولتأكيد أن طرابلس كانت وستبقى مدينة العيش المشترك لدى المسلمين والمسيحيين من أبناء هذا الوطن.

والشجرة هذه كانت مساحة لرواد الساحة لالتقاط الصور أمامها. وفي جولة لـ"نداء الوطن" في أرجاء الساحة التقينا بالعديد من أبناء المدينة وسألناهم عن رأيهم بفكرة رفع شجرة ميلادية في هذا المكان. الجميع أبدوا ترحيبهم بالفكرة واعتبروا أن "هذا الأمر يؤكد ميزة طرابلس كمدينة للتعايش والسلام والتعاون بين الجميع".

مساء أمس الخميس حضر العديد من الشبان والشابات وأبناء الشمال كالمعتاد وككل يوم إلى ساحة عبدالحميد كرامي. رامي جمال وهو طالب جامعي أشار إلى أن "فكرة الشجرة جميلة ونرحب بها وسنحتفل بالميلاد كما احتفلنا بالمولد النبوي الشريف. هذه الساحة للجميع وعندما لا تكون هكذا تكون قد فقدت معناها الجامع". بينما شددت هدى طالب على "الحفاظ على رمزية طرابلس مدينة للعيش الواحد أمر ضروري جداً وشكراً لكل من سعى إلى هذه الخطوة المميزة".

على بعض صفحات فيسبوك الطرابلسية، وُضعت صورة للشجرة الميلادية في ساحة النور وطرح السؤال: "هل تؤيدون فكرة رفع شجرة ميلادية بساحة النور؟" الإجابات تنوّعت بين من فضّل أن تُصرف أموالها لمصلحة الفقراء من أبناء طرابلس في هذه الظروف الصعبة، وبين أكثرية كانت مؤيدة لرفع الشجرة الميلادية "كتعبير عن الوحدة الوطنية والوحدة الإسلامية - المسيحية التي تمتاز بها مدينة طرابلس ومنطقة الشمال بشكل عام".

أجواء القلق التي يعيشها المواطنون الشماليون بسبب الأوضاع المعيشية والإقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، والأوضاع المأزومة التي تعيشها الأسواق والمؤسسات وما تشهده من إقفال للمحلات التجارية، لا تُنسي الطرابلسيين الأجواء الإحتفالية والمناسبات الوطنية. فطرابلس في زمن الثورة ورغم كل شيء، تعيش كل يوم احتفالية من نوع آخر. إحتفالات بالوحدة الوطنية بكل تجلياتها التي حصلت في أعقاب الثورة التي وحّدت اللبنانيين حول مطالبهم المشروعة وحقوقهم الإنسانية والمعيشية اليومية في هذا البلد.هذا واستمر توافد المواطنين والمواطنات إلى ساحة النور كما كل يوم من أيام الثورة والتظاهر، للإعلان عن رفضهم لهذه السلطة القائمة وطريقة تعاطيها مع الأحداث في البلاد في وقت يشهد فيه لبنان أزمات مالية واقتصادية كبيرة تكاد تودي بالوطن إلى الهلاك. الأجواء هذه ترافقت مع ندوات وحوارات يومية باتت معتادة في ساحة النور ولم يمنع الطقس البارد وهطول الأمطار من تنظيم هذه الفعاليات، فكانت الخيم المنصوبة على امتداد الساحة، مساحة للتلاقي والتواصل وإبداء الرأي والأفكار حيال العديد من الملفات التي تشهدها البلاد، بمشاركة وتفاعل من العديد من الشباب والشابات والطلاب والطالبات والهيئات المدنية والأهلية من أبناء طرابلس والشمال.


MISS 3