عماد موسى

الشيخ نعيم مكيّف 24 على 24

5 أيلول 2022

02 : 00

وضّب وزراء الطاقة جبران باسيل، وسيزار أبي خليل، وأرتيور نزاريان وندى بستاني خوري، ووليد فياض وريمون غجر أمتعتهم وسافروا إلى طهران في دورة تستمر ستة أسابيع بموضوع الإشعاع الكهربائي المستدام، يتسلّمون في نهايتها شهادة "وزير متمرّن" من قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني شخصياً.

الكهرباء في إيران 24 على 24.

وفي لبنان بين صفر على 24، ونصف ساعة على 24 بعد ولاية رئاسية حبلى بالإنجازات على كل المستويات. حبلُ جبلٍ لم يؤدّ إلى ولادة فأر...

الشيخ نعيم قاسم المفتون بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، مرتع الحريات، وموئل حقوق الإنسان الأول، هو من زفّ للبنانيين الخبر الحلو وهو أن "الكهرباء في إيران 24 على 24 بمعدَّل تكلفة للبيت الواحد شهرياً 200 ألف تومان أي 7$ تقريباً، وغاز التدفئة في البيت 50 ألف تومان أي أقل من 2$". في التصريح هذا القليل من التحفيز والكثير من القهر. في شيراز الغسالات والجلّايات ماشية من دون جميلة موتور"أبو شربل" أو ما يعادله. تصريح جعل وزراء الطاقة يشدّون الرحيل إلى ايران.

تجاهل نائب المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية الممانِعة التظاهرات التي عمّت إيران احتجاجاً على انقطاعات الكهرباء في العديد من المدن الصيف الفائت، بما في ذلك طهران وشيراز وكازرون وأمول وكردكوي كما تجاهل تصريح الرئيس الإيراني في هذا الشأن. لا ينظر الشيخ نعيم سوى الى النصف الملآن من الكوب الإيراني. وإذا مرّ تحت يديه تقرير يشير إلى أن دخل كل مواطن إيراني في الحضر 3.2 دولارات كمعدل يومي وكل مواطن في الريف يحصل على 1.7 دولار وأن معدل الدخل اليومي للقرويين في إيران هو أدنى من خط الفقر الشديد الذي أعلنه البنك العالمي ( 1،9 دولار أميركي) ويقارب مداخيل مواطني الموزمبيق ومدغشقر ومالاوي والكونغو، يتجاهل كل ذلك تماماً ويصرّ على أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تنصف شعبها، وتعطيه حقَّه بعزَّة واقتدار".

وماذا عن الإفتخار والإزدهار وكفرمنخار؟

وماذا عن السجل الناصع في مجال حقوق الإنسان حيث يقضي العشرات من المدافعين الحقوقيين، والمحامين، والنشطاء، وأعضاء الأقليات العرقية والدينية أجمل سني عمرهم بين جدران الزنازين المزيّنة بالرعب؟

وماذا عن سجن المخرجين السينمائيين، وآخرهم جعفر بناهي، تقديراً لإبداعهم في المهرجانات الدولية؟

يؤمن، الشيخ نعيم، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هي ملاذ مستضعفي الغرب في العقود الأربعة الأخيرة، وبلد العشّاق والرومنسيين والشعراء؟ فأي أميركي مضطهد في بلاده، وأي إنكليزي، وأي فرنسي، وأي سويدي وأي ألماني وأي سويسري وأي لبناني ضاقت به سبل تحقيق ذاته في بلاده، سيجد في الجمهورية الإسلامية الوطن الحلم.

ويؤمن الشيخ نعيم، أن القيمة الإنسانية المثلى، إحساس المواطن أنه مكيّف 24 على 24.


MISS 3