جاد حداد

Under Her Control... الفكرة مدهشة لكنّ التنفيذ سيّئ

7 أيلول 2022

02 : 01

أول ما يلفت النظر في فيلم التشويق الإسباني، Under Her Control (تحت سيطرتها)، هو بطء الإيقاع وضعف السيناريو. لكنه يحمل أيضاً بعض الجوانب الإيجابية.

حين تكتشف "صوفيا" أنها حامل، تقرر إجهاض الجنين في أسرع وقت. لكن سرعان ما تنقلب حياتها رأساً على عقب بسبب اتفاق غير مألوف مع ربة عملها. هل ستنجو من المأساة التي تنتظرها؟

يطرح هذا المسلسل الإسباني على شبكة "نتفلكس" فكرة مثيرة للاهتمام في البداية. قد لا يكون الاتفاق لأخذ طفل من والدته الحقيقية مفهوماً جديداً، لكنّ مشاعر العجز بعد هذه التجربة تحمل طابعاً مختلفاً. هذه الفكرة تترك لدى المشاهدين ترقباً هائلاً لمعرفة الأحداث اللاحقة.

قد تنذر الحبكة الأساسية بأحداث مشوّقة واستثنائية، لكنّ طريقة عرض هذه الفكرة تنعكس سلباً على مستوى العمل.

تُستعمل معظم أجزاء الفصل الأول من الفيلم لبناء القصة وتحضير الأجواء للفصول اللاحقة. ثم تحتدم الأحداث في النصف الثاني، فيتعلق المشاهدون بالقصة وبالشخصيات حتى النهاية.

يتحسن مستوى الفيلم بشكلٍ لافت في نصفه الثاني، على وقع موسيقى تصاعدية في خلفية المشاهد وتحت تأثير التقلبات العاطفية المتلاحقة.

تقدّم الممثلة كومولين سانز أداءً ممتازاً بدور "صوفيا"، فتحافظ على خصائص شخصيتها وتتصرف بما يتماشى مع أجواء الحبكة. يبقى أداؤها هادئاً بشكل عام، لكنها تتقن مشاهدها حين يتطلب الفيلم أداءً مشحوناً ومباشراً.

أما أيتانا سانشيز جيغون، فتؤدي دور "بياتريس"، وهي تتمتع بكاريزما عالية لتقديم شخصية امرأة ثرية وناجحة. تبدو تعابيرها وحواراتها مقصودة ومتقنة، وتقدم أيتانا في هذا الدور أداءً لا غبار عليه. كان يُفترض أن تكون هذه الشخصية مشينة بدرجة إضافية، لكنّ السيناريو كان كفيلاً بكبح جزء من الملامح الجامحة للشخصية.

على صعيد آخر، يقدّم أليكس باسترانا أداءً صادقاً بدور "ناتشو"، ويتّسم تمثيله عموماً بدرجة هائلة من الاتزان في هذا الفيلم. لكن كانت القصة تتطلب على الأرجح تطوير شخصية باسترانا بدرجة إضافية لتحسين طريقة عرض الحبكة.

باختصار، لا تتماشى فكرة الفيلم المميزة مع طريقة تنفيذها السيئة، إذ يصعب أن تجذب القصة المشاهدين في جميع اللحظات. كان صانعو العمل يستطيعون إضافة عناصر أخرى مثل المحادثات العميقة، والصراعات الأخلاقية، والنزعة إلى الشعور بالعذاب، وميول صائبة أخرى لدى بطلة القصة.

يسهل أن ينجذب المشاهدون إلى الحبكة في البداية، لكن يجب أن تكون طريقة تطوير الأحداث جاذبة بالقدر نفسه للحفاظ على اهتمامهم. يفشل الفيلم إذاً في إثارة اهتمام الجمهور بسبب طريقة السرد الباهتة، مع أن عناصر القصة تحمل جوانب لامعة كان يمكن استغلالها بشكلٍ مختلف.

يعجز الفيلم عن فرض نفسه في خانة القصص المشوقة التي تحمل عناصر النجاح بسبب إيقاعه البطيء. أولاً، يفتقر العمل إلى الزخم منذ البداية ولا تتضح مختلف جوانبه أو وجهته النهائية إلا بعد مرور فترة معينة. ثانياً، يفتقر الفيلم إلى لحظات مؤثرة في ذروة الأحداث.

يأتي النصف الثاني ليعوّض عن بطء الفصل الأول، لكنه ليس كافياً. كان يُفترض أن يشمل الفيلم المزيد من المشاهد العنيفة والمؤثرة كي يتعاطف المشاهدون مع الشخصية الرئيسية. لو توقع صانعو العمل غياب هذا التأثير مسبقاً، كانوا ليقدموا على الأرجح محتوىً أسرع وأكثر حيوية في النصف الأول من الفيلم.

تضع شبكة "نتفليكس" هذا العمل في خانة أفلام التشويق، لكن لا تنطبق عليه مواصفات هذه الفئة من الأعمال، فهو أقرب إلى الدراما الغامضة. حتى أننا قد نشكك بآفاق القصة منذ البداية بسبب الأحداث الرتيبة وبطء الإيقاع.

من الناحية الإيجابية، تحتدم الأحداث بالشكل المناسب في آخر 10 أو 15 دقيقة، لكن سيخسر المشاهدون اهتمامهم بالقصة بحلول تلك المرحلة، أو ربما يستمتعون بهذه اللحظات الأخيرة إذا قرروا متابعة العمل حتى النهاية. باختصار، يمكنك أن تستمتع بهذا الفيلم إذا كنتَ لا تمانع في حضور الأحداث البطيئة.


MISS 3